طارق هاشم

قبل ان يبحر بساعات قليلة اعد لها شاي الصباح كي لاتنسى يده قبل ان يبحر بساعات قليلة اعد لها الفطور قرفة وحليب وجبن ونعناع وروحه الطائرة كي لاتنسى جناحه قبل ان يبحر بساعات قليلة لضم نجمتين في عقد صغير واغمض عليهما قلبه وزرعهما بالقرب من عينيها كي لاتنسى ضؤه قبل ان يبحر بساعات قليلة جمع زهور...
أنا عمر خرجت منذ خمسين عاما من كتاب القراءة العربية الجديدة إلا أنني سرعان ما اكتشفت أنني تركت وجه حبيبتي عالقا بالصفحة الأولى تركتها تجر عربة الحياة بمفردها كانت نرجس هي الحائط الذي نضبط خيالنا عليه في مدرسة نجيب الريحاني الإبتدائية كانت حين تحل ضفائرها نذهب إلى الفسحة على جنبات شعرها الليلي...
بدم بارد ترسلين الحسرة الى نوافذ الفقراء حين تعبرين بتنورتك الحمراء القصيرة النوافذ لم تنم بالامس ظلت تراقبك حتى تخرجين من ارواحها بسلام اعرف نافذة علقت نظرتها في ليل شعرك المسافر دون ان تعود نافذة اخرى باعت ضفائرها كي تعرف السر نافذة ثالثه فاتها القطار وهي تتطلع الي انحناءة القمر فوق جبينك...
منذ ساعة واحده فقط هربت ماريا من رواية النفق اخبرها ارنستو ساباتو ان الراوي سيقتلها في الفقرة السابعه والثلاثين كانت تحدثني وهي مرتابه مازالت رعشتها تهدد سكينة العالم قالت انها لم تكن تعرفه وثقت به دون شرط ولولا ان ارنستو قد تراجع عن فكرته لماتت هكذا بطريقة عبثيه اختار ارنستو ان يتخلى عن حيلته...
في المقهى يختبر الغائبون محبتهم بذكر من تركونا هاهنا بلاساحل اومدى كانت شجرة تبني بيتها من دموعهم الراحلون الى بحار غاب ملاحوها اليوم اسكنتهم الاشباح ديار ليست لهم العارفون بسرهم اقسموا انهم شاهدوا الليل يتامر عليهم الهاربون الى محبة منتهية الصلاحيه يخرجون الان بحثا عن قبورهم في غابات اسلمتها...
في الممر الضيق اسير تتقدمني عجوز بعكازين يبدوان كغيمتين نابضتين صنعتهما الماساة كانتا تحجبان وجهك الذي اطل حزينا دون سماء تحرسه كان وجهك يسكن بيتنا لسنوات حتى اختارته سحابة الموت الغريب وجهك يلمحني الان يسمع ربابتي وهي تتنصت على وقع خطوات ربما لم يمنحها القادم حق اللجؤ الي الراحة المؤجله حين...
في الممر الضيق اسير تتقدمني عجوز بعكازين يبدوان كغيمتين نابضتين صنعتهما الماساة كانتا تحجبان وجهك الذي اطل حزينا دون سماء تحرسه كان وجهك يسكن بيتنا لسنوات حتى اختارته سحابة الموت الغريب وجهك يلمحني الان يسمع ربابتي وهي تتنصت على وقع خطوات ربما لم يمنحها القادم حق اللجؤ الي الراحة المؤجله حين...
في بحر ستة أيام أستطيع أن أعيد إليك إبتسامتك التي أضاعها الألم من هنا سأحاول أيضاً أن اعيد إلى وجنتيك تلك الورود التي ذبلت حين فارقتك لأشجار لا تربطها بها أي رابطة هذا الصيف أكثر قسوة من نهاية سيئة لرواية كرواية العطر ربما لو عاشه ( زوسكنيد ) لاعتزل الكتابة أعرف انك تحبين بلزاك كما أعرف أن...
في بحر ستة ايام استطيع ان اعيد اليك ابتسامتك التي اضاعها الالم من هنا ساحاول ايضا ان اعيد الى وجنتيك تلك الورود التي ذبلت حين فارقتها لاشجار لاتربطها بها اي رابطة هذا الصيف اكثر قسوة من نهاية سيئة لرواية كرواية العطر ربما لوعاشه زوسكيند لاعتزل الكتابه اعرف انك تحبين بلزاك كما اعرف ان مدينتي...
منذ ثلاثين عاما القيت ابي من النافذه خرج مع الرياح والهواء والرمل خرج هكذا بخفة ملاك صورته التي اربكت امي لسنوات طوال مازالت تعدو بين الصالة والمطبخ امي التي لم تنم منذ ثلاثين عاما ادركت خطيئتها حين اخبروها ان ابي لم يترك امرة ولا رجلا الا وحكى له عن المراة الطيبة التي كان يخونها كل مساء وانا...
بخبرة الدراما بخبرة النوم على الاسفلت في الشتاءات القارسه احببتك ياشبيهتي ياوجعي التاريخي واسطورتي النهائيه حين التقينا في الربيع البعيد كانت الجنه قد حولت بابها نحو الشرق شرق روحي التي لاتهدا من يومها والموسيقى تغمرنا بشكل خاص لذا لاتنزعجي اذا ماحاولوا استبدال ثورتك بعفاف زائف قولي لهم هو...
كلنا بلا طرق بلا اشرعة تساعدنا حتى ولو للعبور الى شواطئ لا تعرفنا قطعوا اقدامنا حتى لانجد الطريق الى جنتنا الصغيره تلك الجنه التي بنيناها من حجارة وقش تخيلي حتى هذه الجنه المتخيله اصبحت اكثر قسوه في مخيلتهم هم يريدوننا دون اقدام دون اجنحه دون شمس نعرف من خلالها مواعيد موتنا القادم
لا مجال هنا للحديث عن دنيا فحكايتها حملتها الشوارع قبل ان تولد بخمس سنين كان الراعي في مدينتنا يحكي عنها في كل زقاق وعطفه للصيادين وهم ذاهبون الى البحر كل صباح لعمال البناء وهم يحملون سقالاتهم ويغنون للبحارة الذين عادوا من البحر ليلا كانوا يشاهدونه في ركن معتم وهو ينادي هل شاهدتم دنيا هل...
المغتربون يضحكون ليواجهوا خطراً ربما أقسى من غربتهم هم بلا أجنحة على أي حال فلا يخيفك صوتهم العالي هم كالملائكة في لحظات كثيرة طيبون وعاجزون فلا تعودي إلى الوراء وهم يمدون أيديهم ليصافحوا جرحاً آخر أخذ مكانه في براح يديك لا تخفي عنهم روحك حتى لا تجرحيهم فيتخيلون أنهم زائدون عن الحاجة سامحيهم على...
في نهاية شارع احمد طلعت ينام عابدين وحيدا مع حزنه على سرير كان قد صنعه من حجارة الشوارع عابدين الذي خانته المحبه حين عبرت دون ان تربت على كتفه كان اول زارعيها في حي المنيره لا احد يزور عابدين الان سوى اشباح شارع خيرت الاشباح التي هجرت مقاعدها لتجعل من حزنه ملعبا لسخافتها حين تمشي صباحا في هذا...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى