أتاني العيْدُ يا جَدِّي
وما جفَّتْ دُميْعاتي
ولم أفرحْ كما الأطفال في عُمْري
ولم أهْنأْ بأوقاتي
فذاك القصْفُ لم يتركْ لنا شيئًا
فقد أفنى عناويني،
ولم يرحمْ مدافن أدْمُعي الثَّكلى،
وأمواتي
ولم يرأفْ بألواني ،
وفُرْشاتي
إذا انتفضتْ على التَّهجير لوحاتي
ولم يتركْ على الأوراق قافيتي،...
دَنَا
قمرٌ مِنْ جبين المساءِ ..
و لم يكتملْ
دَنَا ؛
كي يُقبِّلَ هامتهُ في خَجَلْ
و كان التقي جيشَ " أبرهةٍ "
في " قُبيسٍ " وراء الجبلْ
لماذا تقهْقرَ ،
كيف تخوِّفهُ غيمةٌ في الفضاءِ؛
و جنْرالُ تلك الجنودِ ثملْ ؟
إلامَ يُروّج بين المجرَّاتِ
أنَّ النَّخيلَ انحنى،
ثمَّ أغْرى الحجيجَ...
(1)
رجعتْ حوْمةُ "صفِّينْ"
والعَرَبُ اقتتلتْ فى "الموْصل"،
في "صنْعاء"
وفى "ريف دِمشْقٍ"
حول صحيح الدِّينْ
ما رفعوا حتى المُصْحفَ فوق السِّيفِ؛
فلم يحتكموا إلا لقرارات المُحتلِّينْ
وفتاوى الحُكْم الشَّرعىِّ يقرُّ بمُسْندها
– واللهِ –
رُوَيْبضةٌ لا يفْقهُ تفسيرَ..مذاهبنا
فى الشدَّةِ ،...
أنا ابنُ حمَّالةِ القشِّ
التى صَعِــــــــــدتْ فوق المواجع..
لا ترتـــــــــابُ مُنْعطفـــا
أنا ابْنُ ريفيَّةٍ ،
إذْ قلبُها وَتَــــــــــــــــــدٌ
شدَّتْ سواعدهُ،
أرختْ لنا شـــــــــرفا
أنا ابْنُ أُمِّيةٍ ،
ما استقبلتْ كُتبًا،
ولا دروسًا ،
وكان الحقْلُ مُعْتسفا
قد أرْضَعتْنى
عَروضَ...
لا هالةَ سوداءَ تحيط العينَ،
ولا أنْفكِ قبل الحمْلِ تضخَّمَ؛
حمْلُكِ كاذبْ
لا النومُ على جانبكِ الأيسر جرَّبْتِ،
ولا الأطعمةُ المالحةُ اُلْتهمتْ عند وحامكِ،
لا غثيانَ يقلُّ بــصُبْحكِ؛
حَمْلُكِ ..كاذبْ
حين ارتفعتْ بطنكِ للأسْفل؛
ظنَّت كلُّ العرَّافاتِ ..
بأنكِ حُبْلى في طفلٍٍ
سيصيرُ مُحاربْ...