عبدالناصر الجوهري

  • مثبت
أنا آخرُ مَنْ أفْلتَ مِنْ أنيابِ المُسْتعمر .. في هذا الوادي كلُّ ودائعنا استودعتكَ إياها عند إبادة شعْبي في مرويَّات الأشْهادِ استودعتكَ أضغاثَ الأحلام ، جوازَ السفر، حقائبَ دمعي أحفادي لو عقروا في الليل جوادي استودعتكَ ما كان لدىَّ .. مِنَ الأورادِ لا تغمضْ عينيكَ ؛ إذا جاءت بارجةُ...
المدينةُ ليستْ خَوَاءْ لى دُمىً صادرتْها مخالبُ فقْرى، ويُتْمى، وأرْجوحةٌ مِنْ عُيون البُكاءْ لي فراشاتُ حُزْني وبحْرٌ جرى للقُرى يعْشقُ الانحناءْ لي بها مطرٌ وحكاياتُ بين الأزقَّةِ قد كفَّنتها عشيَّاتُ ذاك البقاءْ لي بها رئةٌ وتضاريسُ قلبٍ طواهُ الشَّقاءْ لي بها وسْط تلك المحطَّات...
يا خيمةَ الشِّعْرِ المُعنَّى أيْقِظيني مِنْ كوابيسٍ أعاني كلَّ ليله عُرْسًا رأيتُ بدون عزْفٍ؛ لم أجدْ في العُرْس ربَّاتِ الحِجالِ ، ولا الزِّفافَ ، ولا الحروفَ المُسْتقلَّةْ مُفسِّرو الأحْلامِ قد رفضوا منامي جاوزوهُ الآن كلَّه وتشاءموا لو كان عُرْسًا للغِناءِ ، بلا عروسٍ ، أو...
أبلغْ حبيبي أنَّني أرسلْتُ - مِنْ شَوقي - بريدًا للغرامِ هل تخْذل العُشَّاقَ ، أو رُسلَ الهُيَامِ؟ تلك البُحيْراتُ التي عشقْت لقاءكَ - يا صديقي - لنْ تُفارقها ولو يومًا يجفُّ الماءُ، أو مجْرى الرُّخامِ أبلغْ حبيبي أنَّني أرسلْتُ - مِنْ شَوقي - بريدًا للغرامِ أرجوكَ لا طوَّافَ لي لم يأتنا...
لا اعتاد مجازي عُزْلتها - لو قاطعتُ المُنْتدياتِ- ولا رنَّتْ مِنْ هاتفها الخَلَوَىّْ اشتقتُ ؛ لتكْتبني بالحرْفِ الوردىّْ تأتيني لكنِّي مُحْتجزٌ في الحَجْر الصِّحيّْ وكأنِّي فأرُ تجارب منفيّْ مَنْ حوَّلني في زمني للعصْر الفيروسيّْ؟ مَنْ حوَّلني ترسًا ، أو زرًّا في كوكب آلىّْ؟ تأتيني رغم...
لا " الخليلُ بن أحمد" يومًا زنى بـــــ سقيفةِ جدٍّ لهمْ ، واعتلىْ سُلْمًا للمنابرِ؛ كى يجْلدوهُ، ولا عاقرَ الخمْرَ في الأضرحةْ بينما صار مُتَّهمًا بالتَّفاعيل، إذْ جرَّموهُ ، ولم يقْتل الناسَ بالأسْلحةْ إنِّني بعْد إذْن رُواةِ القطيعةِ.. لستُ أجيدُ المديحَ ، فلنْ أمْدحه إنِّني أستعيذُ مِنَ...
قالوا : " ثُريَّا " - بالعِراقِ - تخافُني كذَّبتهُمْ بين القبائلْ بيني وبين الرَكْبِ ألفُ مَسيْرةٍ وشغافُها قد دلَّني ما تُهْتُ فى إثْرِ القوافلْ إنِّي رأيتُ: العِشْقَ آخر مرّةٍ فى كفّها مُتصابَيًا بين الأناملْ والوَجْد مُعْتصرًا على جسْرٍ لـــ " دجْلة" غرَّهُ نوْحُ السَّنابلْ أَنا لسْتُ...
يا موْلاي العامُ الثالثُ والسبعونْ واحتلَّتْ بيْدرَ كَرْمي حِدَأٌ جارحةٌ مازالت تمرقُ من أغصان الزيتونْ فالحِدَأةُ تنقرُ ظَهْرًا، جِلْدًا، رأسًا، وعيونْ وتحومُ هنالك حول ينابيع الماء، وتزعج أفياء الصبح، وتُفْسد - للنخل - العُرْجونْ حِدَأٌ لا نفْعَ سيأتينا منها إلا ضررٌ لاتُؤْكل، لا تستسخُ حلمًا...
أشْخاصٌ عاديونَ أتوْا، ليسوا ممنْ يتسكَّعُ.. إلا في نوبةِ بدْءِ دَوَامي ، مرُّوا مُمْتشقينَ ضجيجًا كان لهمْ ألقوا بالأمس علىَّ سجائرهمْ مازلتُ - هناكَ - أُهرْولُ فى جلْدي أصنعُ أشباحًا مِنْ خوفي ولأنِّي "كنْعانىٌّ" نوَّاتُ صقيعٍ لا أعرفهُ تدْهسني ليست سنواتُ عجافٍ أو سجنُ "عزيزٍ"...
مَنْ أوقفَكْ؟ غيمُ المدينةِ أمْ جحيمٌ طاردَكْ؟ لو مركبُ الصيدِ استدارَ بحلمِك المطحونِ ناحيةَ الرؤَى ما كان صيدُكَ أخطأكْ لم تقترضْ إلا المدامعَ "للحُسيْمةِ"... موطنكْ فى قلبِ شاحنةِ النفاياتِ الحضارةُ تطحنُكْ مَنْ أوقفكْ؟ حينَ انقطاعِكَ عن تلقِّى حصةِ الدرسِ الأخيرِ لسيِّدِكْ مَنْ...
أنتَ أخْفيتَ متْنَ الحقيقةِ عنِّي، وسلَّمْتني للمنايا، وأغْلقْتَ كُّلَّ السُّبلْ أنْتَ ورَّطْتني في صراعٍ لعولمةٍ طويل الأجلْ الخفافيشُ في " الصِّينِ " مُنْذُ قديم الزمان، ومنذ تسوَّق شعبٌ يزاحمكَ الآن ، إنَّ طريقَ الحرير اكتملْ ليس فيروسُ طيرٍ تنقَّل؛ حتى يُسمِّمَ حلْقي ، ويُدْفن...
أتاني العيْدُ يا جَدِّي وما جفَّتْ دُميْعاتي ولم أفرحْ كما الأطفال في عُمْري ولم أهْنأْ بأوقاتي فذاك القصْفُ لم يتركْ لنا شيئًا فقد أفنى عناويني، ولم يرحمْ مدافن أدْمُعي الثَّكلى، وأمواتي ولم يرأفْ بألواني ، وفُرْشاتي إذا انتفضتْ على التَّهجير لوحاتي ولم يتركْ على الأوراق قافيتي،...
دَنَا قمرٌ مِنْ جبين المساءِ .. و لم يكتملْ دَنَا ؛ كي يُقبِّلَ هامتهُ في خَجَلْ و كان التقي جيشَ " أبرهةٍ " في " قُبيسٍ " وراء الجبلْ لماذا تقهْقرَ ، كيف تخوِّفهُ غيمةٌ في الفضاءِ؛ و جنْرالُ تلك الجنودِ ثملْ ؟ إلامَ يُروّج بين المجرَّاتِ أنَّ النَّخيلَ انحنى، ثمَّ أغْرى الحجيجَ...
(1) رجعتْ حوْمةُ "صفِّينْ" والعَرَبُ اقتتلتْ فى "الموْصل"، في "صنْعاء" وفى "ريف دِمشْقٍ" حول صحيح الدِّينْ ما رفعوا حتى المُصْحفَ فوق السِّيفِ؛ فلم يحتكموا إلا لقرارات المُحتلِّينْ وفتاوى الحُكْم الشَّرعىِّ يقرُّ بمُسْندها – واللهِ – رُوَيْبضةٌ لا يفْقهُ تفسيرَ..مذاهبنا فى الشدَّةِ ،...
سُمِعَ الصُّراخُ لمنْ يُحاصرُ في الجوارِ، وما انتفضنا للهَوَاشمِ ، أو أغثْنا صَرْخةً ، أو صَرْختينْ كذبَ الرُّواةُ لكى نكذِّب كلَّ عينْ هل فرَّتُ الأعْرابُ مِنْ هول النِّزال، فأورثتْ فينا المذاهبُ ، أمْ ستثأر مِنْ "حُنينْ"؟ هل كان في التَّاريخ فلْسفةٌ لحقِّينْ يوم التقى السَّيفان عُدْنا...
صادفْتها؛ فجلسْتُ أرقبُ وجْهَها أتأمَّله ما أجْمله أنْفاسُها ظمْأى لصُبْحٍ نازحٍ في "ساحتي الأُمويَّةِ" الشَّوقُ اسْتدار، إلى حنين الذِّكرياتِ ، وأمْهله فلربَّما تتعجَّله مهْما اتجهْتُ وجدْتُها فغرامها دومًا بقلبي أحْمله فكما هى الجفْناتُ مُنْذ عرفْتُها بطفولتي إذْ لا تزال مُدلَّلةْ...

هذا الملف

نصوص
39
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى