عبدالناصر الجوهري

وبلغتُ شطَّ النَّهر ، كيف ؛ وما سقيتُ قريحتي منْهُ القريحةُ بي تسيرْ وكأنَّها أرجوزةٌ ريَّانةٌ والعامريَّةُ لي تُشيرْ وفصاحتي بيني وبين الشَّطِّ بانتْ كالنُّجيْماتِ ، استوى قمرٌ ينيرْ إنِّي كما أسلافنا سمَّيتُهُ البحْرَ الصَّغيرْ ومدينتي لم تلتفتْ أنا شاعرُ البحْرِالصَّغيرْ...
لأنَّكَ مُسْتوطنٌ؛ تجْهلُ الأرْضَ ، أو أُمَّهاتِ التَّواريخ، فالأرْضُ ليستْ لنا نُزلًا ، فُنْدقًا، واستراحةَ كهْلٍ قعيدْ لأنَّكَ مُسْتوطنٌ عابرٌ خاتلتْكَ الظُّنونُ؛ حسبْتَ بظنِّ المُهاجر أنَّكّ صرْتَ بها سيِّدًا تسْحقون العبيدْ توَعَّدتَ فينا الصَّغارَ؛ وأغْفلتَ شعْبًا بعِشْق...
أنا أُحِبُّ كاعبًا كُرْديَّةً ، رقيقةً مثلُ الفراشةِ يا أبي ولا أطيقُ بعدها فأيْنما حَلَّتْ أحلُّ كما النسيمِ مُقْبلاً أتبعُها هناك من بين الثغورْ فإنَّها لا تشتهِى وضعَ المساحيقِ الأنيقةْ قاطعتْ زهوَ الحلِىَّ يا أبِى ولا تُزيّن نفسَها بالقرطِ أو تهوى الخواتمَ ، والترفْ لا تشتهِى المرآةَ، أو...
الدَّمُ .. بالدَّمِ لا يكْفي لا يغْسلُ - في قلبي - الوجعا الدَّمُ .. بالدَّمِ لا يُرْجعُ فجْرًا أعْزلَ في بيتِ المقْدسِ قد صُرِعَا كلُّ عيون عروبتنا تنزفُ في بيدرها وحُداءُ البادية الآن.. تراءى - فوق هضابي - فَزِعَا فالمحتلُّ الغاصبُ لا يُرْجعُ أرضي المسلوبة، لا يتركُ بيتي...
لا سمَّاكَ بــــــــ"طرطوس" صهيلٌ للتَّصريع، وما سمَّتْكَ " قصابينُ" ، وما سمَّتكَ لحونُ الأبْحُرْ هذى ليستْ مملكةُ الإغْريق ؛ فوديانُ عروبتنا أدرى بشعابِ المعبرْ وأساطيرُ الإغريقِ بأعتابِ "بعلْبكَ"؛ طُمِسَتْ ، فقفا نُشْعرْ ما أعطى كُهَّانُ الإغريق صكوكًا كمُعلَّقتى، ما اقتتلتْ فى...
ماذا لو أرْسمُ ، والرَّسْمُ تحقَّق - في الحال - مُصادفةً ، وتواردْ إذْ ما كان خيالًا أُبْصرهُ ، صار أمامي يلْمحهُ النَّظرُ الرَّاصدْ ما رسمتْه كفَّاى تجسَّد ، بل صار المألوف السَّائدْ ماذا أرْسمُ ؟ أرْسمُ شعبًا عربيًّا يزحفُ نحو "الأقصى" المعْزول المُتقاعدْ أرسمُ طبْعًا وطنًا وألوِّنهُ، تجْمعهُ...
للابتساماتِ التي ألقتْ إليكِ قصائدي فتشكَّلتْ منها عوالمُ ، أو دفاترُ، أو جنادلُ، أوحدائقُ، أو طُّيورْ ما كنتُ أعلمُ أنَّها يومًا أغاظتْ مُسْتبدًا ، أو غيورْ فبمثلما تتخلَّصُ الأشجارُ مِنْ أوراقها ؛ فستودع الضَّحِكاتِ في مُهج الجذورْ أنا خاضعٌ حتمًا لإيقاع القصيدةِ ؛ مثلما خضعتْ تفاعيلٌ لايقاع...
بالأمس كانتْ من بعيد تخافني عسسُ الغُزاةِ ، وكافةُ الأسرابِ والنَّاسُ تملؤني بــقشِّ الأُرْز، تُلْبسني قميصًا مُرْعب الأكمام، أمسكُ مِنْجلاً ، أبدو كما القصَّابِ حتى أصيرَ كماردٍ أعْمى ، يبثُّ الرُّعبَ في الأحزابِ أو تَفْزَعُ الأطفالُ منِّي؛ لو رأوني صُدْفةً في جدْول الحطَّابِ يسْتخدموني دائمًا...

هذا الملف

نصوص
39
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى