حاوروه: نـجم ذيـاب محسن الرملي ياسين سلطان إن حرب الأديب ضد السلطة بكل أشكالها حرب دائمة إن الحلم بالشهرة هي نقطة السقوط عند الفنان إن نقطة خوف الظالم هي خوفه من الذين ظلمهم ننشر هنا ولأول مرة نص حوار نادر وخاص حول رواية (دابادا) أجريناه بعد صدورها بفترة قليلة مع مؤلفها حسن مطلك في بيته في قرية (سديرة وسطى) بتاريخ 9/12/1988م. وتم تسجيله على شريط (كاسيت) نحتفظ به حتى الآن. وفي هذا الحوار يجيب حسن مطلك عن مجمل التساؤلات التي دارت ضمن ردود الفعل على روايته حال صدورها مما يجعل من هذا الحوار...
دخل محمود جنداري مقر ونادي اتحاد الأدباء في نينوى متأبطا فتى قرويا ، وقدمه لنا نحن أصدقاء جنداري المنتظرين طلته بشغف لا يشبهه شيء، قال جنداري أقدم لكم القاص حسن مطلك، وجلس حسن خجولا ، كأنه قادم من سماوات أخرى، لم ننتبه كثيرا لصمته وانتباهته لنا ، لان جنداري كان قد استحوذ على مشاعرنا وشوقنا له ، لأنه جاء الى الموصل بعد غيبة طويلة من كركوك مقر عمله ، بزيارة خاطفة كما هو معتاد ، وساد المكان فوضى النقاش الأدبي والثقافي، بعد أن تحلق أدباء نينوى حول جنداري الى ساعة متأخرة من ليلة الخميس ، افترقنا...
مَـدخَـل للإقـامـة : اسمي: سعيد منصور. أنحدر من عائلة لا يفخر أحد بالانتماء إليها. أتيت للعمل في هذه الدائرة، ليلة أمس جئتُ متأخراً إلى المدينة، وبالتحديد بعد منتصف الليل، زرت كل الفنادق باحثاً عن مكان للمبيت، طرقتُ بعض الأبواب فجُوبِهت بالطرد والشتم، لذلك اضطررتُ لقضاء ليلتي ماشياً في الشوارع الخالية إلا من سيارات آخر الليل المارقة بجنون، لم تكن الحدائق صالحة للنوم لأن أرضياتها مبللة بماء المطر، ما كنت أخشى البلل، إنما خشيت أن يتسرب الماء إلى حقيبتي هذه ويصيب التلف دواوين الشعر التي...
استخدم حسن مطلك البلاغة في روايته (دابادا) بأبرز علومها، ووظف المحسنات اللفظية بكثرة فجاد بها وكان بارعاً في هذا الفن الذي سنعرضه.. حيث تعتبر البلاغة من أهم العلوم اللغوية، وقد كانت السبيل المفضي إلى فهم القرآن وكلام العرب وأشعارهم. ومن أهم الأسس التي تقوم عليها البلاغة وفق ما استقرت علومها الثلاثة عليه (علم المعاني، علم البيان، علم البديع) ويعتبر حُسن الابتداء وحُسن التخلص وحُسن الانتهاء من المحسنات اللفظية التي يتضمنها علم البديع والذي هو مدار هذه القراءة. ومن أهم ما قيل في علم البلاغة...
دابادا: هي صَرخَة في الفراغ تَشهَد نضال الإنسان ضد الموت التدريجي إنها رَفسَة مُوَجَّهَة قبل حُلول الزَوال، لبعض الناس الذين يَرفَعون إنسانيتهم إلى الأعلى فيَخرُجون عن إطار الجَذب الاج صفحات الأسطورة إنها لا تُرَسِّخ اتجاهاً مُعيَّنَاً ولا تُدافِع عن مَدرَسَة أدبية ، وإنما تتحَدّى قُدسية التراث الروائي بأكمَله ، وذلك ، فهي تشبه قصيدة غليظَة مَشحُونَة بِحِس الفَجِيعَة المُضحِك، غائرة في التراث الاجتماعي لسُكان وادي الرافدين حتى عَصر آشور بانيبال ، وربما كانت " تَمريناً شاقَّاً لِتَعَلُّم...
" لماذا وُجِـدتُ بكفين مبسوطتين وكُبّلتُ بالاسم والدين والعائلة؟ لماذا يساعدني الرب كي أقتلهُ؟." حسن مطلك ثلاث مرات أقف عند حقيقة غياب حسن مطلك الأبدي دون أن أكون مصدقاً.. وكيف أصدق أن كل الحيوية التي يمتلكها حسن مطلك والطموحات والمرح والموهبة المتفجرة المنطلقة كالشهاب يمكن أن تتجمع في حفرة ضيقة بعنق مثلوم وتهال عليها الأتربة بصمت دون وداع ودون مشيّعين ودون عزاء كما تقتضي الأعراف (البوليسية)..؟. كيف أصدقُ هذا الغياب المبكر الذي أفجع أصدقاءنا المشتركين: عدنان الصائغ، خضير ميري، فضل خلف جبر،...
خلقت الأعمال الروائية الكلاسيكية على يد الروس والأوروبيين عالما فنيا يفوق الواقع التاريخي الاجتماعي ويدل عليه ويقف منه موقفا وجدانيا يكشف تشوهات الروح والبؤس، ويكشف حركة المصير التي لا تعبأ بتطلعات الفرد أو المجتمع، حركة لها قدمان يطآن الرغبة والأمل. لقد أشادت هذه الأعمال النصب العالمي آنذاك وجاءت أعمالا متينة سلسة تمس الوجدان والعاطفة وتخلق فيهما موقفا مضادا للواقع. ثم كانت الأعمال الحديثة التي لطريقة تركيبها الفني قد كسرت الصيغ الكلاسيكية المألوفة. فلم يعد الحديث فقط مع العاطفة والوجدان...
لا أجيد التحدث عن الأصدقاء.. وبشكل خاص عما يثير لدي تلك الذكريات الحارة، الجارحة والدالة على خراب العالم. لستُ انطوائياً أبداً.. أبداً لكنني أعذر من سيصعب عليه فهم ذلك، على الأقل لأنه لا يعرف حسن مطلك!.. هل حقا لا تعرفون حسن مطلك!!!.. حسناً.. فقد كان في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي أن أعلنت وزارة الثقافه في بغداد عن مسابقة قصص الحرب، آنذاك قال لنا حسن مطلك، نحن مجموعة من أصدقائه: "سوف أشارك.. وسأفوز بالجائزة". طبعاً، بُهتنا حينها لأننا نعرف بأنه يستحق ولكننا نعرف أيضاً بأنهم لا يعرفونه...
مَـدخَـل للإقامة : اسمي: سعيد منصور. أنحدر من عائلة لا يفخر أحد بالانتماء إليها. أتيت للعمل في هذه الدائرة، ليلة أمس جئتُ متأخراً إلى المدينة، وبالتحديد بعد منتصف الليل، زرت كل الفنادق باحثاً عن مكان للمبيت، طرقتُ بعض الأبواب فجُوبِهت بالطرد والشتم، لذلك اضطررتُ لقضاء ليلتي ماشياً في الشوارع الخالية إلا من سيارات آخر الليل المارقة بجنون، لم تكن الحدائق صالحة للنوم لأن أرضياتها مبللة بماء المطر، ما كنت أخشى البلل، إنما خشيت أن يتسرب الماء إلى حقيبتي هذه ويصيب التلف دواوين الشعر التي تملؤها.....
الشاعر: شخص كتبَ قصيدة عظيمة ثم أضاعها. أُنظر: " هيجل " رجلٌ عظيم، لأنه أضاع الفلسفة ولم يجدها " غاستون باشلار "، لأنه نظرَ إلى السقف بوضع مقلوب، .. لأنه فكرَ بالتفكير .. لأن المهزلة لم تزل قائمة. فقد ماتوا جميعاً .. فقط، أولئك السوفسَطائيون، رجالٌ أضاعوا المعرفة، لأنهم لم يتحدثوا عنها أبداً إنهم عظماء.. فقد اعترفوا مبكراً بأن صوت العصفور يعلو على أرسطو.
" لماذا وُجِـدتُ بكفين مبسوطتين وكُبّلتُ بالاسم والدين والعائلة؟ لماذا يساعدني الرب كي أقتلهُ؟." حسن مطلك *** حسن مطلك لمن يعرفه صوت قادم من ارض السواد ، وردة النار التي أورقت في صقيع الشمال . وأزهرت ولم تكد ، حتى سرق من عنفوان صبوته بملامح شاب مغامر منفتح مقبل على مكائد الحياة ومكابداتها ، كتاباته نبض من صخب وعنف و كبرياء ، تبدد كل شك في مقدرة هذا المبدع الكبير على اجتراح الدهشة من معتق الكلام ، وقدراته على استنباط انساق جديدة في الكتابة الروائية بواقعية سحرية فريدة من نوعها وقل نظيرها ،...
استخدم حسن مطلك البلاغة في روايته (دابادا) بأبرز علومها، ووظف المحسنات اللفظية بكثرة فجاد بها وكان بارعاً في هذا الفن الذي سنعرضه.. حيث تعتبر البلاغة من أهم العلوم اللغوية، وقد كانت السبيل المفضي إلى فهم القرآن وكلام العرب وأشعارهم. ومن أهم الأسس التي تقوم عليها البلاغة وفق ما استقرت علومها الثلاثة عليه (علم المعاني، علم البيان، علم البديع) ويعتبر حُسن الابتداء وحُسن التخلص وحُسن الانتهاء من المحسنات اللفظية التي يتضمنها علم البديع والذي هو مدار هذه القراءة. ومن أهم ما قيل في علم البلاغة...
(سلّم ينتهي في الفضاء). سمِعته يُصرّ تحت أقدام الرجال. استطعتُ أن أعدّهم: عشرة، من خلال الوطء والصرير، ثم أربعة، سبعة،،، وآخرين (ينزل أحدهم) تعلمتُ أسماءهم ـ لا من خلال ألم السلّم، بل من مناداة بعضهم بعضا علناً دون حياء ـ. في كل يوم أسمع أسماء جديدة (تعلمتُ ذلك من أخلاق النمل في النفق، إذ تذهب نملة تبشر بالحَبة فتأتي الأخريات على خط الدَبق ـ على إشارات الولد الضائع في الغابة وهو يُخرّق قميصه ويشدّه بالأغصان ويواجه البرْكة عارياً ـ حيث يهتدي النمل..). (كان) أبي يسكن الغرفة العليا من البيت ـ...
(سلّم ينتهي في الفضاء). سمِعته يُصرّ تحت أقدام الرجال. استطعتُ أن أعدّهم: عشرة، من خلال الوطء والصرير، ثم أربعة، سبعة،،، وآخرين (ينزل أحدهم) تعلمتُ أسماءهم ـ لا من خلال ألم السلّم، بل من مناداة بعضهم بعضا علناً دون حياء ـ. في كل يوم أسمع أسماء جديدة (تعلمتُ ذلك من أخلاق النمل في النفق، إذ تذهب نملة تبشر بالحَبة فتأتي الأخريات على خط الدَبق ـ على إشارات الولد الضائع في الغابة وهو يُخرّق قميصه ويشدّه بالأغصان ويواجه البرْكة عارياً ـ حيث يهتدي النمل..). (كان) أبي يسكن الغرفة العليا من البيت ـ...