إبراهيم الكوني

شرفٌ أن نحسن الظنّ بالرواية إلى الحدّ الذي يجعلنا لا نتردّد في أن نحمّلها وزر مسئولية جسيمة كالتغيير. نحن الذين لم نعترف في أدبيّاتنا بصاحب الرواية إلاّ ناسكاً معتصماً بخلوته الأبديّة، مشاهداً من وراء حجاب لوقائع المهزلة البشرية، مغالباً بسمة السخرية التي اعتاد أن يترجم بها موقفه من الحياة...
في المرحلة الكلاسيكية لم يكن مريد الحقيقة في حاجة لأن يعرض نفسه أمام الملأ، كي ينتزع اعتراف الناس، كما هو الحال مع أزمنة الحداثة التي تعاني من تخمة المعلومة التي لا يستحي الهواة من أن يعملوا على تسويقها كمعرفة، ليبلبلوا، بهذه الخطيئة، واقع وجودنا الروحي على هذا النحو التراجيدي الذي تعيشه أجيالنا...
“ليست الأشياء هي ما يخيف الناس، ولكن وجهات النظر عن الأشياء: في الموت لا شيء يخيف! المخيف هو وجهات النظر التي ترى في الموت مصيراً مخيفاً”. (إبكتيت) الوصية القائلة بأن أكثر الأشياء التي لا تـُغتفر، في عرف الناس، هي الإختلاف في وجهات النظر، يمكن أن تصدق على العلاقات بين الأفراد، ولكنـّها تجانب...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى