نسرين المسعودي

أنت تلك الضفة المائلة في قلبي تلك الضفة البيضاء المكتظة بالسكينة وأنا تلك الروح المبللة كسفينة أغرقتها الحمولة الزائدة أنت تلك النقطة السوداء الشامخة تلك الوشمة النائحة فوق ظهري كصوت المدينة أنت رغبتي في البكاء وسط الشوارع في العناق المحموم رغبتي في الغناء وسط المساجد في عبور الليل أنت...
لا أحتاج غير قلبي الحيّ ونصف ابتسامة و قطعة سكر في فنجان صباحيّ لتطمئن أفكاري و تسكن. ظليّ الذّي تعوّد الوقوف؛ لا يرسم جداراً يسنده والوقت، في الظلمة ، طفل نائم. ساعة البكاء لطالما عطّلت بطارية الساعة في معصمي واعتبرت أنّ الوحدة و البكاء عقارب محنّطة في الوقت الإضافيّ وكذلك كنت أفعل في الحبّ...
la vie est belle هي قنينة عطر فارغة تبتسم و باقة ورد جافة تلطم زجاج المزهرية هذا كل ما ورثته من الجمال سذاجة الايام وذاك الحنين المعتّق في قلبي و صبية عاشقة كأنّها البارحة، و عطرك العالق على جسدي و ربيع الضحكات الحياة جميلة la vie est belle لا شيء دونك يخبرني بذلك ! ربما كان إسم العطر...
أمَّا أنا فأحببتُ اسميَ منذ الطفولةِ وحفظتُهُ في ظُلمةِ الرَّحمِ كي لا يَغرقَ! أحببتُ جسديَ المُتعَبَ من الرَّكْضِ واللَّعِبِ في الغُروبِ! أحببتُ أَضْلُعِيَ حينَ تطرقُ قلبيَ في هُرُوبٍ شَهِيٍّ من حَفِيفِ ما جمعتُ! همساتُ الأثاثِ صدى الجُدرانِ صفيرُ الرِّيحِ حينَ تعزفُ اسميَ قواريرُ الجَعَّةِ...
أنا فستان ضيّق في دولاب خشبي كبير، أنا وجه بلا جلد و عظامي حجارة تتكئ على حجر. قلبي كلب ضال في الطريق يقضم الوقت في النباح، يلعق الخطوات و يركض في الواد... ألوووو هل تسمعني؟؟ انقطع الخطّ .... صباح الخير، كيف حالك دوني؟ أنا بخير، تزّوجت و لي طفلان، في غرفة النوم أعلّق صورتي بفستاني الأبيض و صوتي...
سأحدثكم عن أشيائي الكثيرة عن الضوء و حجة الطريق عن صهيل الراكضين في المدى حين ينزلق من الجبين و يزحف عن الظلمة التي تسرق الظلّ و تهشم المرايا عن فواكه الوجوه يقطفها الدمع عن الأقدام المتعبة حين تتسلل مع صرير الابواب تخلع نعالها تغرق في خفايا الصدى عن امرأة أكلت قلبها حين اشتدّ الجوع عن شامات...
تتعرّق السكينة فيلملم الشجر جراح الحزانى و ينبعث الأنين من خيوط الستائر يسكن الحفيف خشب النوافذ سلال السعف المعلّقة في الشرفات تنفلت دبابيس شعري الناعسة وتزحف زخات العرق فوق ظهرك أغادر حينها السرير و في فمي مذاق السكاكر و المرارة أنفاسي عالقة في عنق الأحلام و ظلي يتكئ على عصا من زجاج يمكنك أن...
عصير البرتقال الحامض كان يختصر طعم الحديث. غير أنني غفلت عن كل ما كان يصرخ . غرقت في رجائي.. نسيت رجفة قلبي و أنا أقطعه بأطراف الصمت و ألقيه في فنجان قهوتك . رشفة ساخنة آخر ما لدي سكاكر مضيئة عالقة في فمك و ملعقة تحرك الوقت كان من السهل عليّ أن أهبك ما يشتهيه الضمأ و شامات يجلدها الانتظار أجثو...
عصير البرتقال الحامض كان يختصر طعم الحديث. غير أنني غفلت عن كل ما كان يصرخ . غرقت في رجائي.. نسيت رجفة قلبي و أنا أقطعه بأطراف الصمت و ألقيه في فنجان قهوتك . رشفة ساخنة آخر ما لدي سكاكر مضيئة عالقة في فمك و ملعقة تحرك الوقت كان من السهل عليّ أن أهبك ما يشتهيه الضمأ و شامات يجلدها الانتظار أجثو...
طمستٌ عيني ، كي لا أراك تبتعد…. و أذرف قصائدي مطرا كي لا يعصف الكحل ، غبار الصهيل. و ألمح الشمس تبكي . كي لا يحرقني صوتك. و يخرّ شبح الليل رميما ؟ طمستُ عيني , كي لا يسكنني الأرق , أو يشار اليّ بالاصابع . هنا شاعرة .. هنا دخان …. هنا حريق …. الاحزان ترقص عارية ، من دون مساحيق . و العزلة، تصلب...
الشمس التي تحترق في الماء.. الغرق الذي يلدنا للضوء اشلاء. التراب الرطب، الذي يحرث أنفاس الخطوات. يغرس النسيان في الطريق ، يسرّح الضحك من مذبحة صدورنا . يرفرف بأصواتنا بعيدا ... نحتاج الضحك فنبكي طويلا . نسترجع ذواتنا، بقهقهة ملح، و شهقات صهيل متعبة. أجسادنا ، تنفث النار من جلودها . لنقف من جديد...
تجوب أفكاري لتجدني أكرر ضجيجًا كيف وقعنا في الفخ؟ نتذوق أطباقًا دون نكهة جمعتها أيادي الخوف ما الذي فعلناه كي تطردنا؟ وشت بنا الحدائق نسيت كم قطفنا من زلال عطرها مواعيد الحب! أو الجبال خرت بها أقدامنا المتسخة ما الذي فعلناه؟ كي تقذفنا فوق الأَسِّرَّة الباردة تذاكر القطار المبعثرة بقايا السجائر...
أحتاج صوتي كي أجتاز الذاكرة وأعتزل المشي نائما، و البكاء نائما أكرر نغما بصوت امرأة ! كلّما تعرّق جسدي فاح عطرها . أقلّد أنفاس الماء في قبضة الليل ... أحاول فكّ شفّرة الحزن من صدري ، و أخدش المساء بسير طويل و نعال ضيقّة . ............... أحتاج صوتي كي ألفظ كمنجات شتاء حزين ذقني تراب يحرثه الملح...
أسكب الشفق ببطء فوق التلال أسحب ظلّي من الشمس أبحث عن حجة للصمت عن حجة للحديث يد طرية تشبك أصابعي لأوهم الطريق أنني بخير أسخر من البرد بظلّ يعانقني يلفّ المجاز حول عنقي فيظنّ الرصيف أنني في نشوة الدفء تراودني الازقة عن نفسي طمعا في جرعة جنون او بقايا نبيذ عالق بجلدي لتهزم جوف السكينة في ظلمتها...
أدفن جثثا تحت الوسائد أغنيّ ملء صوتي فينام الصراخ في حدائق الجيران أستقبل حمّى الغياب بكماّدات ثلج و أغتسل بالبكاء حتى الارتخاء الشهيّ في سكرات البوح مخالبي تلمع فضيّة تنهش بقايا العطور و تثمر الأشجار بالذكريات .................................. لكنني أصفح عن الحياة كلّ صباح بسخاء و لؤم أراوغ...

هذا الملف

نصوص
21
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى