سعاد الجزائري

خلف هذا الجدار المتآكل، حديقة جف كل جذر فيها، لا وجود لورقة معلقة على غصن..ولا أثر لأي شكل من أشكال اللون الأخضر..أعشاب شائكة، تتكور على بعضها عندما تهاجمها الريح، فتتحول الى كرة عشبية تتدحرج هنا وهناك، ثم تعود لتنحشر في احدى زوايا الحديقة الجرداء.. على طرف الحديقة شباك مغلق منذ زمن بعيد، لا لون...
الى القاصرة الصامتة المساحة بين عالم الصغار والكبار تضيق مع مرور الزمن، وتتكشف كل النصائح الملغومة التي يصدرها اولئك الذين سكنتهم مشاعر يخجل منها حتى حاملها، لذلك يضعونها في قوالب مشوهة، ربما تكون على شكل موعظة دينية أو دنيوية. صغيرة كانت، تلهو بدميتها التي تروي لها أسرار عالمها الصغير وكل ما...
خارج عالمها الداخلي هدوء والكل لبس ثوب الصمت.. لأن النوم سيد الموقف الآن.. وفي غرفتها يصدح الخوف وصوت نجاة الصغيرة: (أيظن اني لعبة بيديه أنا لا أفكر في الرجوع إليه اليوم عاد كأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه) يستفزها صوت نجاة وهي تغني بحشرجة وملامة، و تتساءل بضعف عاشق تتلاعب به حالة وجد...
الى الحاج محمد الخشالي زجاج نافذة مقهى قديم، يفصل بين عالمين احدهما ينتمي للحياة والاخر للموت بابشع صوره، موت تجسدت فيه قوة السلطة العمياء، سلطة الشر.. نافذة تطل على ذلك الشارع الذي شهد الكثير من الاحداث السياسية، مظاهرات، ندوات ثقافية وامسيات شعرية، تناثرت جمل قصائدها لتستقر كقوارب عاشقة...
شاحب الوجه كشحوب حياته، حينما يصحو صباحا، يخاف ان يغادر فراشه، لأنه وبعد لحظات، سيستقبل آلاما وهموما، تتكدس منذ سنين داخل احشائه، على كتفيه، بين عينيه، مخترقة مسامات جلده، بل وحتى في جيوبه.يبقى لمدة طويلة ممدا بجانب شحوبه، ينظر الى السقف الذي لم يتغير منذ زمن، كظله الذي يكون معه اينما كان، حتى...
حينما أحبها، منذ زمن بعيد جدا، كانت كل الاشياء الجميلة تشبهها، أو هكذا يراها.. هي كالفراشة في رقتها، وكالطفل في براءتها، وكالنسمة الصباحية في عذوبتها.. هي ورقة خضراء مع قطرة نداها... تختلف المفردات ووقعها، في وصف بداية علاقة الحب عن نهايتها، لأن المشاعر، حينما يأتي وقت الاختلاف والفراق، يتغير...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى