حسين صالح خلف الله

من لاتفضحه قصيدته فلا قصيدة له بلا حمالة للصدر بلا سراويل وبلا دبوس واحد في الشعر أو جورب في القدم هكذا تعرينا القصيدة تنزع عنا مانستتر وراءه من الوقار المقيت والقداسة المعطوبة فلا تقرب القصيدة إن كنت تعول على الستر وتخاف الفضيحة فالقصيدة لا تعول على شيء ستتحرش بالغجري الذي بداخلك والذي صادرت...
يموت الفاضح والمفضوح وتبقى الفضائح حية لا تموت أنا لن أخوض في أعراضكم ليس لأنني لا أريد وليس لأن أعراضكم فوق الشبهات ولكن مخافة أن يكون في عرضي من الشبهات مايخول لكم الخوض فيه هكذا يبتزنا الخوف ويبقي على التوازن الهش بيننا فمتى تنتهي هذه الحرب المحتدمة في رأسي بيني وبيني بيني أنا المحب لكم حبي...
ما الشعر؟ لملم هراءك وانزو خجلا إن كان في وجه الدعي حياء دق المناضد والتباكي حيلة فيها تخبئ عجزها الخرساء ترغي وتزبد لا طحين ولا رحى إن جف بئرك لا تفيض دلاء من غير حزن لا دموع ولا بكا وبدون جرح لا تسيل دماء الشعر مرآة النبوة لم تزل توحي به للملهمين سماء حق بلا شية تعكر صفوه مهما عليه تجرأ...
المرأة التي شقت قميصها ضحى اليوم وصرخت في الناس يا نااااس لم تخرج من الملة كما تدعون هي امرأة من دم ولحم ألقت بها المشيئة في العتمة وقالت لها أضيئي فماذا تفعل امرأة من دم ولحم عندما تغلق الأبواب عليها وعلى رجل كلما أضاءت له أعتم؟!
كلما سافرت إلى مدينة حملت أعذار ساكنيها في القلب أيها الآتون من القرى البعيدة لا تسيئوا الظن بأصدقائكم إن لم يحتفوا بكم كاحتفائكم بهم للمدينة أحكامها المدينة لا تمشي الهوينا كخيمة في البادية ولا تجلس على مصطبة كعجوز في الكفور ولا تهجع عند العاشرة كقرية في الجنوب المدينة لا تمشي ولا تجلس ولا تهجع...
ما بيني وبين الله سيبقى بيني وبين الله حيث لا ورقة توت ولا ورقة سولفان لن تسمو بي ولا بك قصيدة دينية لمرتبة الولاية ولن تلقي بي ولا بك قصيدة ماجنة في النار لك مني ماترى وليس لك مابيني وبين الله فأنت أعجز من أن تكون هناك ..
القصائد تطل على العتمة والشعراء مجرد ببغاوات تلوك الكلام النوافذ موصدة بالمجازات والكنايات لم تعد صالحة كدرج فكيف يصعد القلب سطح بناية كهذه والمصابيح بلا زيت والعيون بدد بأطراف باردة يتحسس الشعر مؤخرته ويسأل البحر عن رائحة اليود وعن الصيادين الذين أكلتهم النوات فما بل ريقه البحر وما أخرج له من...
ما من مآثر لي لأفاخر بها أو لأحدثكم عنها فأنا لم أدخل معتقلا قط لأحدثكم عن النضال وعن رطوبة الزنازين ولست من الشعراء الذين ينادمون العصافير لأملأ حياتكم بالزقزقة ولست نبيا لأحدثكم عن الله أنا واحد من الذين يمشون على الرصيف ويخافون الضجيج والزحام إنجابي لسبعة من الأبناء لا يعتبر إنجازا نومي مع...
أي مرآة تلك التي تتعرين أمامها؟ أي قلم روج هذا الذي يقبل شفتيك كل صباح أي الشراشف تتحرش بمفاتنك عندما تغتسلين وعندما تحيضين أي وسادة تلك التي تدسين فيها خطيئتك فتشي بها للريح وعابري السبيل وبأي جبل يعتصم رجل مثلي عندما تقول له عيناك أريدك.
رأسي غابة موز مليئة بالقرود قرود بمؤخرات حمراء تتقافز في رأسي الإمساك بمفردة طازجة صار عصيا كالإمساك بقرد يتقافز في غابة موز كلما أمسكت بمفردة تزحلق المعنى في قشرة موز العاهرة التى أعطت زبائنها كل شيء في أول الليل كانت مجهدة جدا لكنها كجبر للخاطر نامت معي آخره المناشف المبللة لا تجفف الجسد...
الشعر لا يطبطب على الأشياء ولا يطببها الشعر ينكأ الجرح حد النزف ولا يدق مسمارا في النعش كما أتفق بل ينتزع المسامير لنعرف لمن الجثة الجبناء لا يدخلون جنة الشعر ولا جحيمه ويبقون على الأعراف لتخلع ثيابك في الشارع وعلى رؤوس الأشهاد وبلا سبب منطقي أنت لا تحتاج لشيء بقدر احتياجك لقلب شاعر لتقلب...
النوافذ بلا زجاج والمدفأة بلا حطب والأغطية في المغسلة والشتاء لا قلب له وأنا أخاف عليك البرد فابحث لنفسك عن نزل آخر أيها الغريب تقول صاحبة النزل .. هي ليلة واحدة يقول الغريب
حبيبتي الفارغة كأي رجل عادي أسافر لا تحس بي الطرقات ولا يعيرني الناس انتباها فما من مودعين وما من مستقبلين وما من وجهة محددة أحمل حقيبتي الفارغة وأمضي في المقهى كانت قارئة الكف بعين واحدة نصف مطفأة والذي كفه في كفها بعينين سليمتين فكيف يصدقها ويكذب نفسه في المقاهي الكبيرة لا يلتفتون لأمثالي كنت...
الجوع لا أعرف كيف أقولها الجوع لعنة الإنسان التي لن يبرأ منها أبدا فأنت عندما تطعم جائعا فقد أسكت بطنه لكنك لم تسكت جوعه بل أججته وعندما تخلع عليه ثوبك فقد سترت بدنه ولكنك عريت جوعه فمن قدمت له شيئا سيظل جائعا لشيء ما خذ رجلا ينام على الصيف وأعطه حجرة أي حجرة أليست أعز من نومه على الرصيف لكنك...
أنا الحادي وقافلتي هي الأحلام لا أكثر أنا لا أزعج العشاق بالفتوى ولا بالنار والكوثر أنا لا أحسد الندمان حين أذيقهم خمري ولكني إذا سكروا بها أسكر ... 25

هذا الملف

نصوص
27
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى