نبيلة غنيم

رجال علي ورق (1) الوحدة تقتلها، تتجرَّعها كل لحظة غصباً، تحاول تبديدها، تتوحش الوحدة بداخلها لتنهش روحها المعذبة، تَهِم بالخروج لتتنسم هواء الانطلاق، تحتضن باقة ورد حمراء صغيرة تجلس في انتظار "حسن" تملأ عينيها من حُسن هيئته، تراه مهاباً ، طويل القامة، لبق اللسان. يهل عليها فتهديه ورودها ، تبادله...
غبار أسود ينتشر في أجوائه، انقلب نهاره إلي ليل حالك، لم يعد القمر يثير أحلامه الأسطورية التى كان يرسمها بحرفية، ولا النهار يجذبه انسجام حياته بكل ما فيها من براعة ونجاح، إخفاقات وتَثْبيط . يُحدِق في اللاشئ، تزوغ منه الأفكار، تتملكه رغبة مجنونة في الخلاص. ينظر في المرآة، لا يجد صورة "محمد" التى...
الشمس تحيطها بعض السحب القاتمة التى تنبئ بليل بارد، الأوجاع تحاصرها، تذهب إلى الطبيب، يصارحها بحملها للمرض اللعين. ينزل الخبر علي رأسها كحجر ثقيل يشجها شجا، تتهشم أفكارها، يتوقف عقلها عن العمل، الانزعاج يملئ عينيَّها والدمع يخنق محبسيهما، تحاول السيطرة علي قلقها ومخاوفها، راحت تزين وجهها...
شيء يرافقنى.. يصد كل فعل يُشعرنى بالحياة ، يقتل كل شعور يقربنى من الفرح، فأنا إنسان مات منذ سنوات بينما ظله مازال حياً، يكتب عن الحب ولا يقربه، يكتب عن السعادة ولا تزور قلبه، ربما وقفت "السعادة" على بابه مرات، ولكنه ارتعب وظل حائراً، فهي مجهولة بالنسبة له، وهو يخاف المجهول! يتركها ويهرب،...
جوقة من النساء يلتففن حول الذبيحة لينهشنها ويمصمصون عظمها بلا رحمة .. بطلة القصة تتلظى بين السماء والأرض .. مُلقاة علي سرير في مستشفي عام.. كل ما حولها قذر بما فيهم البشر.. تلوكها الألسنة وترجمها بالعهر .. يمضغون سيرتها ليل نهار كعلكةٍ يستعذبونها ويتلذذون بها.. يغُصن بألسنتهن في جُرحها ...
يعقد أصحاب المعاشات بالمقهى اجتماعا إثر سماعهم أكثر من حادثة في المجتمع، يحققون فيما حدث من تغيرات مجتمعية وكيف صار المجتمع يصفق للبذاءة بدلا من احتقارها؟! يقول أحدهم: أتعجب، كيف نربي أولادنا على القبح ، وكيف تكاتف المجتمع كله على تلويث سمعهم وبصرهم بأفلام المقاولات وأغانى المهرجانات وارتداء...
القهوة أمام منزلنا تتنفس حكايات الفقر، وقيعان أكواب الشاي تحكى قصصاً أصابها الظمأ للراحة. يدخل "منير" القهوة يجلس علي كرسي مريح له مساند، اتكأ عليها متنهداً، أَخْرَجَ لفافة من جيبه كان قد اختزنها لحين شعوره بالجوع، ومع أول قضمة تقدم منه شحاذ يبدوعليه أنه لم يُصبْ زاداً منذ أسبوع، جذبه الرغيف...
تخطى الربيع فصل الصيف ليُعجل بالخريف.. كلمات كالمطر المحمل بأتربة اللفظ تتقاطر بين ناظريها.. تسمعها أذنها الحزينة .. أمواج عاتية من التهكمات تُغرقها.. تحاول البحث عن صخرة صد فلا تجد, تبحث عن شعاع واحد من أشعة شمسه الدافئة فلا تجد إلا الزمهرير .. تنتحر المعاني بين أمواج كلماته العاتية.. عجباً...
تنزل الشارع في وجلٍ، تشتري عدة كمامات وقفازات، تحشد ما يكفيها من سلع لهذه الفترة المشئومة، لا تدخل أبدا المحلات المغلقة، الرعب يتملكها والفزع يحتل عقلها، تُسرع للوصول إلي بيتها ليعصمها. المذيع يتصدر الشاشة، يتلو أعداد حصاد كورونا وانتشاره في ربوع العالم، سعال حقيقي وآخر وهمي يطاردها كشبح...
صباح غريب أذهب فيه إلي المستشفى، أحمل البالطو الأبيض و"كارنيه" الكلية الذي يثبت هويتي لتسهيل مهمة دخول المستشفى، أسمع أمي تنادى علي صديقتي باستماته، لا أدري أي مغزى لهذا النداء؟ وأي رسالة ستأتي ليهدأ قلبي الذي يتمزق كلما رأيتها تتألم. أقول لها: أنا معك يا أمي. تُكرر النداء علي صديقتي، أسجل...
علي باب العمر أقف، أعلق لوحة كتبت عليها ( مغلق لحين إشعار آخر) رحت أمارس متعة الانزواء، متعة الهروب من النفس التواقة للحياة بكل ما فيها من مُتع، ربما تكون مزيفة وربما تكون حقيقية، لكن الهروب منها أمتع عندى الآن. أغلق باب قلبي علي أحزان ربما لو فتحتُ لها لكانت طوفاناً هائلاً يأخذ في وجهه كل من...
همهمات ، طنطنات، عراك بين الباعة والمشترين، أبواق تنادي في فراغ المدينة المزدحم بتفاصيل حياتي وحيوات من حولي، تصادفني وجوه صامتة صادمة متقلصة، وأخري بلهاء بسمتها كالبكاء، أغض بصري عن الجميع، أضع يدي علي أذني، أريد أن أكتم أصوات المدينة المهووسة، ثم أصمت، كل شيء يعج بالحركة المجنونة من حولي إلا...
تروضه فيطيع، تهذب أجنحته بمقص رغبتها في إخضاعه والسيطرة الكاملة عليه .. فلا يعترض، يُصبح لعبتها اليومية.. تسأم اللعبة........ تحذفه من حياتها لأنه أصبح كما تريد، أزاحته جانباً فانزاح ولغي وجوده، كان يقنع نفسه بأنها ساذجة، لا تقصد إزاحته، هي تريد فقط حياة هادئة وهو لا يريد غير ذلك. هي ترى...
أجساد مرصوصة مدججة بالخراطيم والأجهزة، أجفان ثقيلة لا تكاد تتحرك حتى تنغلق سريعا، نَضَارة الوجوه تختبئ خلف ستار المرض المتوحش، البسمة تتماوج ما بين الظهور والانحراف علي الشفاه الذابلة، أمُرُ بأوقات متلعثمة الإيقاع حين أتخيل نفسي أحد هؤلاء الرقود، يرعبني الموت القابع خلف أبواب تلك الحجرة التى...
شحنات من التوتر والقلق تنفك عنها حينما تلقي برأسها علي وسادتها الطرية، تستدعي طيفه.. تكتمل حالة النشوة باللقاء المفعم بالتفاهم والرضا والقبول. تتعجب من أمرها !! كيف لإنسان أن يصل بها إلي ذروة الاكتمال الخالص والصعود إلي عالم الأحلام بهذا الشكل؟؟ هو رجلٌ بطعم الاختلاف أكيد، يضخ في رأسها زقزقة...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى