عبد الزهرة عمارة

عبد الزهرة عمارة الوقت .... صباح يوم قائظ ...... رياح تموز الملتهبة تلفح الوجوه فتزيدها سمرة على سمرة .... في هذا الوقت صادفني صاحبي المحامي عبد العظيم جودة وبادرني قائلا ــ متى نعبد الله ؟ دهشت لقوله وقلت متسائلا ــ ما الخبر يا استاذ ؟ ــ هل تعلم أن الاسلاميون يعبدون الحكومة ويقدسون...
زفت سلامة بائعة اللبن الى حسون البلام بعد جذب وتراخي من عمها المتسلط القاسي القلب في حفل بهيج حضره شيخ القرية وكل من في القرية .. كانت سلامة بنت السادسة عشر من عمرها فتاة أية في الجمال الريفي الطبيعي .. وجه مدور أبيض تقاطيعه متناسقة جذابة .... فرعاء ناهدة الصدر ...ضفائرها سوداء طويلة تنحدر...
يوم الخميس ..... الأول من شهر نيسان ... شارع الجامعة في حي الكرادة يعيش كرنفال مهيب..... خمسة عشرة عربة تجرها الخيول البيضاء في زفاف مهيب وبتنسيق مسبق .... الواحدة تلو الأخرى .... عربة العروسة في المقدمة تلك ستة عشرة عربة بالتمام والكمال ..... تميزت عربة العروسة في كل شيء .... تناثرت عليها...
مالت الشمس قليلا ... نسمة الصيف تهب هادئة ... تموز في بداية ايامه ..محطة قطار الكرخ في بغداد مزدحمة بالمسافرين ... في الركن الشمالي من ساحة الانتظار توجد مصطبة خشبية خضراء جلس عليها شاب ابيض الوجه ..جميل الطلعة تجاوز عمرة الرابعة والعشرون تقريبا .التف حوله أمه وأخواته الذين جاءوا لتوديعه ...
أتخذ مقعدا منزويا في كازينو النهر المطلة على شاطئ الفرات حاملا معه مجموعة من الأوراق البيضاء وبيده قلم رصاص وفي رأسه تدور أفكار كثيرة .. عجبا في اي موضوع يكتب ؟!. نظر الى مياه نهر الفرات الهادئة ومد بصره بعيدا حتى اصطدمت بالضفة المقابلة للنهر .. كان مساء و الطقس ربيعي .. النسمات الحالمة القادمة...
وصلها عند الظهيرة ....... ملابسه العسكرية عليها غبار الحرب ودخان البارود .. وصلها لتوه من الجبهة حيث حرب الخليج أوشكت أن تندلع طرق الباب عدة طرقات سريعة فتح الباب ...... وفجأة وبدون استئذان سقطت عليه واحتضنته بقوة وراح بدوره يطوقها بذراعيه ويشبعها لثما وتقبيلا قالت له وهي تعانقه ــ حمدا على...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى