* الى نوحنا المرحوم د. عبد الأمير الحمداني
لم يكن نوحٌ
معنا
حين هدأ الطوفانُ.
ولم تعدِ الحمامة ُ
فقد سرقتْها
ظلالُ شجرةِ الزيتون
والجوديُّ
ظلّ يربتُ على ظهر الحوت
هامساً له:أيا أبتِ.
أيا أخي وخلّي
أيا صديقي
إهدأْ.
إهدأ.
فلا التيهورُ نَعَسَ.
ولا الموت حطم أضلاع السفينة
فالنجومُ سطعتْ...
في حضورِك
الذي أعشبَ بين يديّ
مازلتُ أقودُ أحلامي
الى حافاتِ آغترابي.
الأغاني لملمتْ ألحانَها بسحرِ آبتسامتِكِ
وبلثغةِ نسياني.
طرقُي حيرى.
وعيونُي مدىً أوقدَتْه
خطاكِ
وهي تتلفّتُ كأنّها في متاهةِ حلمٍ
إنتظرَ عقوداً من ظلامِِ وهو يستعجلُ رؤاهُ
في سطوعِكِ.
وظلّتْ خطواتي تفركُها
الأماكنُ
والسنون...
وبعد. ..
أن بدأ ظلّي بتفسير أحلامي نكاية ب (آبن سيرين)
إستوقفني المارة وأنا أردّد: لا غالب الّا الله.
كانت منضدتي( الرملية/الخشبية/البلاستيكية/النحاسية/الحديدية/الفضية/الذهبية) الخرقاء قد
وضعت نظارتها إمعانا بالاستماع لأغاني العشب( حتى لا يزعل وايتمان) وأطراس ما كتبه جدّي غرنوق
الجب ومدوّن...
سوادُها
وهو يمطرُ أسرارَه
على ترابي
وبياضُها
في وهجِ مشكاتِها
أوقدا أحلامي
منذ عشرينَ لهيبٍ
مرّتْ
وبما تساقطَ من وجعي
دسّتْ إبتسامتَها في عشّ حروفِ كتابي الضائعِ
لتطبعَ أوجاعي على ذاكرتي المثقوبةِ بالأحلامِ
هي ما زالتْ تجمعُ
شظايا ليلي
في فردوسِها
تمنحني تمنّعَها برسائل
سرقها السابلةٌ
فلم...
لم تكوني انتِ ابدا
حين اقتربتُ
فثمةَ سوانحُ
ما قرعتْ بابي الّا بحلمِكِ
وكأنّي أراني فيكِ
ظلّاً إلى زوالٍ
او نجمةً لمّا تزلْ تعاندُ سماءَها
وكلما آقتربتُ منكِ
توالدتْ خطاكِ دروباً إلى الموت
أهذا ما كنّا قد أولمناهُ
ساعةَ الملتقى
او ساعةَ الرحيل؟!
بحثتُ عن كفّي فلم اجدْها
التفتُ
درتُ بجنونٍ...
لا إرثَ له في أشواك المنفى
ما لم يسترجعْ ما آلتهمُهُ اسدٌ من اللاتِ
وما لم يصارعْ فيلا في حقيبةِ( إبرهة)
نبالُه القدسيّةُ صاتَتْ وهو يحاولُ أن يدهسَ بها الطبولَ
لم يعدْ قادرا على رثاءِ الأطلالِ
ثمةَ أطلالْ غادرتْ سنامَهُ نكايةً ب( ام كلثوم)
ولا صوتَ له في سوق النخاسين
هو آشترى حدوةً ليتشبَّهَ...
وحيداً يعرفني النهر
وحيداً لا تعرفني الضفاف
وحيداً تعرفني هي
.وحيداً لا أعرف نفسي
وحيداً أعرفك
وحيداً بلا قلم يوقفني في معارج الكلام
وحيداً لا ورقة تختض بوهم فراغي
وحيداً أسير
يرافقني نهر دارس
ونهر يئن تحت عجلات السيارات
ونهر رسمه صديقي الرسام (شاكرالطائي)
كنا نستحم به
وما زال عبثنا وصراخنا...
وحيداً يعرفني النهر
وحيداً لا تعرفني الضفاف
وحيداً تعرفني هي
.وحيداً لا أعرف نفسي
وحيداً أعرفك
وحيداً بلا قلم يوقفني في معارج الكلام
وحيداً لا ورقة تختض بوهم فراغي
وحيداً أسير
يرافقني نهر دارس
ونهر يئن تحت عجلات السيارات
ونهر رسمه صديقي الرسام (شاكرالطائي)
كنا نستحم به
وما زال عبثنا وصراخنا...
دخلت الإسطورة الشعر العربي الحديث من أوسع أبوابه و على أيدي شعراء بارزين تحدوا عامل الرهبة في استغلالها و توظيفها فأصبحوا مثالا لمن جاء من بعدهم و يعد استغلال الإسطورة في الشعر العربي الحديث من أجرأ المواقف، لأن في ذلك استعادة لأحداث مرت و استخدامها في التعبير عن أوضاع الإنسان المعاصر،" و هذه...
افكر كثيرا
حين ارى اوراقي تكتب ما اقترفته من ذكريات
كيف استدعي النسيان
ليكون لائقا بضفتين من موت? !
وبجسر خشبيّ تئن اضلاعه كلما عبره العشاق
لست اول العابرين
ولا اخر العشاق
ولكنني منذ ان استلقى النهر على قفاه
وهو يشير لي ضاحكا.
ايها الواقف في سرة الغياب
لم. تكن يوما محض حضور
ولم تكن نصوصك سوى...
لا شيء..
حين تسلّلتُ خارجَ حلمي الى ممرّ الأوهام
ولم أرَ أحدا في طريقي
كان الافقُ ضيّقا،
النخيلُ يهمّ بمغادرةِ الفتوةِ الى البلوغِ
والنهرُ...
لم يكن حذرا
من نوايا الغرقى
فالضفافُ كفيلةً بصراخ النجدة.
وهي
تمسك عباءتها
وترسم في خطواتِها سلالات طين
ستسكن
حوافيَ آباره.
كانت تشير الى الشمس
مرّة...
يكتب الشاعرُ قصيدتَه ليستثمرَ طاقتها الاستعارية، في المكاشفة، والمساءلة وفي تسويغ رؤية الوجود، إذ يكون الوجود في اللغة مخاتلا ومواربا، وهذا ما يجعل «لعبة» الكتابة وكأنها محاولة في إثبات الصلة بين القصيدة، وحمولاتها الرؤيوية والدلالية والرمزية، ما يُعطي لها شغفا في المناورة، وفي تجاوز التحييد،...