عصام القدسي

يوم ربيعي،مشرق جميل. والساعة تقارب العاشرة صباحا ،كانت امي تجلس قبالتي خلف الطاولة تصوب مرة بصرها نحو المطبخ في نهاية الصالة لتعود تتأمل ومن خلال النافذة الملاصقة للطاولة ،عصفورا يدور مضطربا داخل شجرة في حديقة المنزل . أما أنا فقد كنت اتظاهر بالانشغال باوراقي التي امامي .اقلبها او ادون فيها...
الشمس تبسط أشعتها، فوق المتنزه، مظلة من زعفران. وعلى مقربة منها، تصفن بقايا غيوم رمادية. المتنزه بدا خاليا. أمس هطل المطر، فترى الأشجار مغسولة، تشع اخضرارا، والحشائش مبللة، وبدت أزهار الأمس تسبح بالضوء، كما تفتقت براعم عن أزهار جديدة. نظر إلى ساعته، لقد جاء مبكرا. لم تزل نصف ساعة على الموعد...
أفواجا أفواجا يخرجون .. يملؤون المدينة .. يتسربون الى مفاصلها بدون أن يشعر بهم أحد .. ففي الشوارع يتسكعون على غير هدى .. وفي المقاهي يتسللون كالدخان يمتصون خراطيم النراجيل ويتهامسون. وفي الساحات ينتظرون الذي لا يأتي وفي الأسواق يدورون يتظاهرون بالبحث ويحدقون بالنساء ويفعلون ،خفية، الأعاجيب...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى