علي السباعي

شيء لا يصدق أن تجد نفسك تحدث حماراً مسكيناً، يحاورك بكل طلاقه، هذا يذكرك بأن تعيش في منزل مهجور أبوابه تصر بانغلاقها وانفتاحها دون أن يحركها أحد. الذي حركها هو نفسه الذي جعل الحمار يتكلم، يخاطب "السيد وجع" حماره قائلاً: -إن حياتي ضائعة! تتنفس روح "وجع" أقداراً شوكية، تجتر أوجاعه، أيامه، حياته...
في صبيحة يومها السابع، حياتهما تنساب كالينبوع المتدفق من بين الصخور، لمس شعر زوجته، أبصرته بعينين سوداوين سعيدتين، قائلة بلهجة جذلى: ـ ضمني إليك! ضمني. تفتت الصخور المحيطة بالينبوع، وتدفقت مويجاته كنغمات بيانو يطلقها تشايكوفسكي، ابتدرها متهللاً بقوله: ـ لقد حلمت بك ليلة أمس. بدا وجهها القمري...
نهضتُ مبكراً من النوم، أسرعتُ إلى الاغتسال، سكبتُ الماء على وجهي، سقط فوق ملابسي، نظرتُ في المرآةِ المعلقة قبالتي، منصعقاً من هولِ ما رأيت: أنني لم أعد أمتلك رأساً! جسدٌ بدون رأس؟! لكنني أستطيع ان أبصر، أن أتكلم، أن أسمع! احتفظتُ ببعضِ رباطة جأشي، وأخذت أتفقد شهرزاد في غرفةِ نومها، وجدتُها...
1 - تلتمع أجساد الخيول المتعرقه تحت شمس الصباح الساطعة، الرجال فوقها مراجل مستعرة، عيونهم تدمع من فرط الريح القوية، على يمينهم كان النهر يجري مضطرباً محملاً بدوامات الغرين الحمر بلون/ الدم/. 2 - ترجل الرجال عن خيولهم هتف بهم رجل ربعة، تلتصف عيناه ببروق الشر: ((يا رجال! لنستل روح الغادر أمام...
أصوات قرع نواقيس كنيسة الأرمن الواقعة بداية شارع النضال، تطرق سمعي بعدما خلّفتُها وراء ظهري ماشياً. خطوتي بحجم مساحة بغداد في اتجاه ساحة الطيران، كأني فلاّح أحرث ابتسامتي في وجوه المارة. انعقد الصبح وأنا وحيد، وضائع مثل ضوء في الضوء. صباح بغداد يفتح كل نوافذ البغداديين. أسمع أصوات ضرب...
كَتَبَ شـاعرٌ سـومريٌ مجهولٌ علـى لوح ٍعُمْرُهُ أكثرَ من ستةِ آلافِ سنة ، وُجِدَ في أور :- ” حياتُنا أقصرُ من فتيلةِ قنديلِ المعبد لِنُعانقَ جديلةَ الشمس ِ الطويلةَ / وأحلامَ الناس ِ الضائعة َ / ونُسافرُ بها إلى الأبدِ “ لاشيءَ في الدنيا بدون ِ قولٍ ، ولاشيءَ يعادلُ الكلمة َ لأَّنها الأصلُ ،...
القصة الحديثة ، هذا العالم الجديد ( شعرنة السرد ، العجائبي والغرائبي ، تعويم المكان ، ومحو الزمان ، تشظية الحدث ، تفتيت نظم السر ، استثمار الأيهام والتخيل السردي أي التجريب على مستويات متعددة من القص ) ، كلها تعتبر المادة الجديدة للمبدع ، وهي اضافات جديدة لعوالم الخيال والرؤيا الفكرية ، القصة...
هربت الشمس بعيدًا، خلف شباك من الغيوم الرمادية، انتشرت فوق نخلات فارغات في نهر صغير. خدش السكون رجلٌ يسير على الضفة، عَلَّق دشداشته بحزام عسكري، بانت ساقاه السوداوان هزيلتين. كان ممسكًا بيده صليبًا خشبيًا طويلًا ذا نهاية حديدية كأنها سيف أسطوري، يتدلى منها سلك طويل يتصل بأحد أعمدة الكهرباء خلفه...
– انتهى الدرس، وبانتهائه بدأت عجلة الحياة تدور في الاتجاه المعاكس، الدقائق بدأت تحصدها مناجل من لحظات راقصة، وبحركات رشيقة، اهتزازات متقنة، ترقص المخلوقات. إذ أصبح هذا الرقص جزءاً من حالات انتهاء الدرس لحركات الراقصين والراقصات، تتكسر الثواني كما الزجاج المتكسر من نوافذ المنازل بفعل ارتجاج عقارب...
أطفال يلعبون ( الشميطرة )(1) هتف الممسك بعصا أشبه بالصولجان :- حياة الحجاج . تطير العصا الصغيرة بعيداً ، تصول بين غابات الأيادي المتبارية بدأ العد :- عشرة . عشرون . ثلاثون ، 0000 مائة ، مائة وعشرة ، مائة وخمسون . هتف الجميع :- حي . الحجاج حي . * * *...
كتب شاعر سـومري مجهول علـى لوح ٍعمرهُأكثرَ من ستةِ آلافِ سنة ، وُجِدَ في أور : - " حياتُنا أقصرُ من فتيلةِ قنديلِ المعبد لِنُعانقَ جديلةَ الشمس ِ الطويلةَ / وأحلامَ الناس ِ الضائعة َ / ونُسافرُ بها إلى الأبدِ". لاشيءَ في الدنيا بدون ِ قولٍ ، ولاشيءَ يعادلُ الكلمة َ لأَّنها الأصلُ ، ولاشيءَ...
صباغُ أحذيةٍ نافَ على الخمسين ... تسريحةُ شعرِ رأسهُ تْشبِه تسريحةَ العندليب الأسمـر ... يلقبونه " الواوي " ... بعــد ســـقوطِ الصنـــمِ ... أثنـــاءَ الحملــةِ الانتخابيةِ الأخيرة ... منهمكٌ في صبغ حذاءٍ ايطاليِ لأحد المرشحين القادمين مــن خـارج العراق... ســأل " الواوي" بعجرفةٍ وتعــالٍ...
1419 هـ. الجمعة : السابع والعشرين من رمضان . الساعة : الثانية عشرة وخمس دقائق رُفع آذان الظهر احتياطاً قبل خمس دقائق . قطام هي التي سمعتْ :- - لا رافضة ، مستقرة ، تردد صداها طويلاً ناهياً خشناً :- - لا لا كانت قاسية ، حادة ، عريضة النهاية اخترقتْ مسامع النسوة ، ثـقيلة كالحجر الذي وُضِعَ...
فرائس بثياب الفرح عنوان القصة الاولى للقاص علي السباعي في كتابه ( بنات الخائبات ) الصادر عن دار ميزوبوتاميا الطبعة الاولى (2014)الكتاب يحتوي قصتين ،القصة الثانية سيوف خشبية . *** (منذ نعومة اظفاري تمنيت لو كنت مثل جدي الثالث علي السباعي الذي كان صديقا حميما لـ:ناصر باشا الاشقر.... الذي وسم...
إذا كانت الرواية في أبسط توصيفاتها، أقلّه بالنسبة لنا في ما يطبع فصول مشهدنا الإبداعي العربي، وكيف أنه يرتكز على القصيدة بوصفها ديوان العرب، كما هو شائع ومعروف، فإنما هي، أي الرواية، مجرد دخيل ووافد، مع أن أغلب التجارب اليوم باتت تنزع صوب هذا الجنس التعبيري، وتسخّر له الجوائز والأموال، لتحفيز...

هذا الملف

نصوص
47
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى