علي السباعي

خطفت مني قلبي سلبت مني نفسي أخذت مني العالم فرت مني لم تترك لي غير الشوق الواري وفؤادي الظمآن ((عبد الوهاب البياتي)) سقط نيزك على الأرض، تناثرت أحجار فوق أمواج النهر كأنها النذور تلقى فوق رأس العروس، مويجات النهر امتطت إحداها الأخرى آنئذ -انطلقت زغاريد الفرح، حينها طبع النيزك فوق خد الأرض...
صخورٌ مهشمة، أسماك يابسة، جثث حيوانات مائية، نخيل متيبس، أوانٍ صدئة، بقايا هياكل عظمية لحيوانات نافقة، نفايات، أحذية عسكرية تقطنها سرطاناتٌ مخيفة، أيادٍ مفجوعة تمسك بعدد الحفر، وزوارق خشبية محطمة. ترى كم مرةً عَبَرتْ؟ ومَنْ حملتْ عند غرقها؟ كلها أضرحةٌ تؤكد موت النهر. المدينةُ ظمأى تبكي نهرها،...
صباغُ أحذيةٍ نافَ على الخمسين، تسريحةُ شعرِ رأسه تْشبِه تسريحةَ العندليب الأسمر، يلقبونه "الواوي"، بعد سقوطِ الصنمِ، أثناءَ الحملةِ الانتخابيةِ الأخيرة، منهمكٌ في صبغ حذاءٍ إيطاليِ لأحد المرشحين القادمين من خارج العراق، سأل "الواوي" بعجرفةٍ وتعالٍ واضحين: مَنْ ستنتخب؟ قال بحرقةٍ باديةٍ مـن...
حلت الظلمة شعرها الناعم الفاحم الطويل فوق أكتاف بغداد البيض ، كلكامش ببذلته الأنيقة يسير على رصيف شارع أبي نواس مستمتعاً بهواء دجلة العذب يدندن بأغنية سليمة باشا مراد التي لحنها الفنان الراحل صالح الكويتي : " على شواطي دجلة مر . . ." ، أنعطف يساراً صوب الكرادة التي يحب ويسكن ، الكرادة فتاة...
أعمــلُ نجاراً أمامَ إعداديةٍ للبنــاتِ ... انتمي لأسرةٍ فقيرةٍ ... أمي مُطَلَقَةٌ ... أبي متزوجٌ من أخرى ... أعيشُ في كَنفِ جدي لأمي . أحببتُ طالبةً جميلةً جداً ..... اتفقنا أنا وحبيبتي على الزواجِ ... رفضَ أهلُها طلبي ... طلبتْ مني أن أستعينَ بِمُدرِّسة قريبةَ جداً منها ... حَـدثْتُها...
- لا تقاطعيني، فأنا لم أنهِ كلامي بعد. قالها هارون الرشيد غاضبًا، نظر كمن يتوجس خيفة بعيني (دموع) السوداوين، ظنت دموع أن عاصفة من الغضب آتية في الطريق إذ كان يتناهى إلى مسمعها صوت رياح عاتية، الشمس - لأول مرة- تراها دونما ألق، بادرها الرشيد قائلًا: تغير الزمن يا دموع. وتغير هارون، كا... قاطعته...
– كلكامش لا تعرض. انك لمن الخاسرين، واقصص ما جرى لك في دار السلام على الناس، لكل الناس. – انا الشاطر كلكامش اني لمن الخاسرين سأقص عليكم مارأيت وما شعرت به تماماً كما رأيته وشعرت به، انه حدث بالطريقة التي اقصها عليكم: لقد كنت من الخائبين، كنت خائباً في كل شيء، انا خائب حتى في العاب البنات، اذ...
- كنت أحسب أنني أعيش في عزلة موحشة، كل ما فيَّ ينتمي إلى الماضي، حتى أنفاسي فإنها تصدر عن الوحدة المتفردة بداخلي. اكتشفت من يشاركني وحدتي. أنظر إلى الشمس الغاربة، كأنها قرص أحمر ملتهب شرخ حياتي إلى نصفين: -عزلة، وخذلان. هكذا! عندما أقوم بجولتي في تفتيش المقبرة خوفاً من عبث السراق، امرأة في عقدها...
والعصر.. زمن عقاربه مدٌّ وجزر. طرقات. دقي يا ساعةً أخّرت في توقيتها. دقي. أعلني توقف آدم عن السير. طرقات. أيادٍ ملطخة بالأوساخ، تسأل: "هل عندكم نفايات؟". آدم يسير شرقاً أو غرباً. خطواته حائرة، دفعته شمسٌ غيورة، لفه ليل ملغوم بالصمت، صمت مدن تنتظر المخاض، وأخرى حبلى باليأس، شمالاً أو جنوباً،...
جلس بقربي " عربنجي " ... صاحب فرس كميت جميل ... رشيق جــدا ... سألتهُ ونحــنُ نحتسي الشايَ في المقهى : - كيف تقضي يومَك ؟ أجاب :- - أستيقظُ فجرا ... أطعِمُ فرسَي ... أسقيها الماء ... أضع عليها "جلالها" ... اربطها إلى العربة واذهب إلى العمل ... ظهرا ... آخذها إلى نهرِ الفراتِ ... افتحُ عنها...
أراقب بشغف طفولي لهو الأرانب البيض والسود ، الرمادية والبنية ، الكبيرة والصغيرة ، السمينة والضعيفة ، النشيطة والكسولة ، الذكور والإناث فوق عشب السهل الممتد بلون الحبر الأسود المخفف بالماء من على جانب الرصيف الأيمن لشارع سالم ، أحث خطاي ماشياً ، ترتفع الجادة بتقاطعاتها سابحة داخل بحيرات ضوئية...
شــابةٌ حلوةٌ خرساء ، تقدم لخطبتِها شــابٌ اخرسَ ، رفضـت الاقترانَ به، مخافة أن يبكي طفلهُما وهما نائمـان. علي السباعي
يقولون ليْلى في العراق . . . . . . أرملة ، كأهل العراق ولدت حسب تعداد 12/10/ 1957م ، في الأول من تموز ، تموز العراق ، تموز بلاد ما بين النهرين ، تموز الخصب ، دموزي ، كانت وزوجها يعيشان ببغداد يوم كانت سلاماً ، طلب منها زوجها أن تهيئ له طعام العشاء في غروب الأحد ، كان غسق يوم الأحد يتكوم على...
قطار اسمه:-غاندي أن تتأمل الحياة دون ضجة أو شكوى ربما يكون أفضل المواقف... ألا نشارك في الأشياء ولكننا آنذاك ونحن نتأمل سنفهم أن الحياة ليست سوى مزاح ثقيل مزاح مبتذل وبليد ولعب أخرق بالألفاظ الجيل الخائب/ ليرمنتوف -أكاد.. آسف على أيامي الماضية! قالها. (غاندي). وتنهد ببطء مفتعل. كأنه يسعى لإخراج...
الحبوبي بعبائته الكاكية يرتسم على ملامحهِ حزن أسمر يشغل حيّز الصمت وسط الناصَّرية والناصَّرية فتاة التناقضات ، زليخة التي التهمتْ تفاحة الخطيئة الأولى فتكومتْ بين خطّي عرض ثلاثين واثنين وثلاثين . برزخان وهميان كنابين عاجيين للذئب الذي أكل يوسف . أهٍ. يا يوسف ! زليخة مدينةٌ وحيدةٌ محاصرةٌ رسمتها...

هذا الملف

نصوص
47
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى