عبدالله زيود

1 لديّ قطٌّ يتيم واسمه ناكاتا، لونه رماديّ، ويستطيع الكلام، يخرّب أشيائي الثمينة ويخبّئ سجائري، ثم يجلس في حضني، ويظلّ يراقبني وأنا أنظف البيت.. مرة كنتُ أغني وكان يحرّك ذيله في الهواء مرةً كنتُ أبكي فلعق عيني ومرةً هاتفتُ أمي فبكى ولم أفهم عليه. 2 لدي قطٌّ يتيم ، واسمه ناكاتا يستطيع الكلام...
ما يهمّني في الحقيقة هو الموت. الموت في الوجوه الحيّة.. إن للإنسان قدرةً خاصةً وفريدة على الموت بينما يمارسُ حياته بشكل طبيعي، أن يموتَ دون أن يكون على درايةٍ تامة بذلك، لقد صَدَفتُ الكثيرين ممن ماتوا في هذا العالم الغارقِ بالكرهِ والتّشفّي، ماتوا بلا حروب، بلا كوارث، دون أن تتعب ملائكة الموت،...
الثانية بعد منتصف الليل؛ ما زلت أنتظر ما سيحدث، أشعر به، سيحدثُ لا محالة، تذكّرتُ المرأة التي أنجبت نورًا، واستحضرت إيماني كاملًا ولم يحدث شيء حتى الآن، إشارة، أي إشارةٍ كانت ستعطيني - لشدة حاجتي - أملًا بشيء ما، كأن يطرق الباب أحدهم، وإن كان هذا مستبعدًا إذ تخيّلتُ الشقّة التي أسكن بها مكانًا...
(١) - أعود إلى حيث تَركتكَ منذ ستة أعوام؛ ها قد صرتَ في الثانية والعشرين، بنطالك الجينز ما انفكّ نظيفًا ويضعُ ساقًا على الأخرى عند طرف السّرير -والسّرير بلا زعيقٍ تحتَ الأنقاض- قميصكَ يُكتّفُ يديه وراء ظهره، وابيضَّتْ عين الضوء في غرفة المعيشة. ـ ـ لقد كبرتَ يا حبيبي وضاقت الغرفة عليك، وكَبر...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى