إسلام سلامة

أريدُ إخبارَكِ بأن من قابلتُهن بعدَكِ كبِرن في الحياةِ بمشاعرَ مُتضاربةٍ، وعُقدٍ نفسيةٍ منذُ الصغرِ؛ واضحةٍ لأُلاحظَها في لقائنا الثاني علىٰ الأكثرِ. كما تأكدتُ أنهن سيترُكنني ولم أحاولِ المُجازفةَ في كلِّ مرَّةٍ لتغييرِ ذلك المصيرِ مُزاولاً معهن جيدًا واجبي فقط كي أتركَ بصمةً واضحةً فوق...
بعدَ القليلِ مِن الإيمانِ في أن ينتَهي كلُّ هذا الألمِ، والكثيرِ من الشَّكِّ في أن يشبعَ الموتُ أو يُصابَ بتُخمةٍ من كثرةِ ما ابتلعَ مِنَ الأرواحِ المُحترقةِ داخِلَ أجسادِها تخيلتُني فجأةً يا حبيبتي أحتضنُ كلَّ مَنْ ألقاهُ وأُقَبِّلهُ أربعًا على خدَّيهِ ثم أتمشَّىٰ علىٰ قارِعةِ الطريقِ بِكُلِّ...
أيها الشعراء عليكم السلام والرحمة. لماذا أنتم دون غيركم من المبدعين وأهل الفنون تحدث عنكم الله واستنكر تابعيكم؟ لماذا لم يكن الروائيون -مثلا- أو كتاب القصة أو المسرحيون هم المعنيون بالإزدراء أو على اﻷقل شاركوكم اللعنة؟ أليسوا هائمين مثلكم وأكثر على وجوههم، أم أنهم -لا سمح الله- يقولون ما...
سأحكي رحيلَكِ بشكلٍ ليس تراجيدياً فقط لكن حكايتي لو تلمسُ صحراءَ لحوَّلتها إلى دُخانٍ، وإن تُرْوىٰ على شاطئٍ لصارَ البحرُ مَجمرةً زرقاءَ، أو قد يشيبُ لها شَعْرُ الليلِ فتغطي الكونَ سماءٌ جديدةٌ تبدو كمِلاءَةٍ سوداءَ قصَّبَها اللهُ بملائكةٍ فضية. أذْكُرُ أنهُ في لقائِنا الوحيدِ -على أرضيةِ...
نحنُ المجانين عاطفيًّا غالبًا ما نستيقظُ كلَّ يومٍ نريدُ لو قُلنا لكلِّ امرأةٍ تعبر أمامنا الشارعَ أنَّنا نحبُّها ونضعُ أنفسَنا مكانَ أيِّ فتى يقفُ مع حبيبتهِ علىٰ الناصيةِ. ونرىٰ الحُبَّ في كلِّ شيءٍ لدرجةِ أنَّهُ حتىٰ أعمدةَ الإنارةِ يمكنُ أن نربطَها بعلاقةٍ غراميةٍ مع الضوءِ. ولنا سماواتٌ...
أما قبلُ: من هنا حيثُ تبدو الأشياءُ جميعُها مُفجِعةً؛ والمشاعرُ محضُ حجارةٍ وشوكٍ؛ والكتابةُ كأنها كلماتُ مُنتحرٍ أرادَ بكتابتِها فقط أن يؤجِّل موتَه للحظات؛ والسماءُ -ولا يحتاجُ الموضوعُ لتفكير، من الطبيعي في مثل هذا الجوِ من الكآبةِ- مظلمةٌ. من هنا كنتُ أريدُ لو أن الحياةَ كانت معي علىٰ...
ليسَ ليَ الآنَ ما أملُكُهُ سوى هذهِ الأشياء: الحزنُ بفحيحهِ الأسودِ ولدغاتِهِ المتكررة. الشتاءُ الذي يملأ رئتيَّ وأوشكَ أن يُجمِّد أنفاسي. اسمُكِ المعلَّقُ بعيدًا عنِّي في سماءٍ تسكُبُ أزرقَ اللَّهِ وجلالَهُ فوقَ عرشِهِ القديمِ هناكَ علىٰ البحرِ. القصيدةُ التي كُلَّما يضربُني الشوقُ قرأتُها...
أريدُ إخبارَكِ بأن من قابلتُهن بعدَكِ كبِرن في الحياةِ بمشاعرَ مُتضاربةٍ، وعُقدٍ نفسيةٍ منذُ الصغرِ؛ واضحةٍ لأُلاحظَها في لقائنا الثاني علىٰ الأكثرِ. كما تأكدتُ أنهن سيترُكنني ولم أحاولِ المُجازفةَ في كلِّ مرَّةٍ لتغييرِ ذلك المصيرِ مُزاولاً معهن جيدًا واجبي فقط كي أتركَ بصمةً واضحةً فوق...
كالعادة فاجأني أبي بسؤاله: - هل تدخن؟ وأمي حين اصرت أن قميصي ليلة أمس امتلأ بهمهة التبغ وتفاجأت بأن إجاباتي - في رأيهما – عورة. انزويت ريح تتغرغر بالملابس المنشَّرة وفئران "بالمنور" ساهدة مثلي وتشاركني انصاتي في سورة "يس" فأغافلها كي أستنشق بعضا من ألوان فساتين البنت -البيضاء- المعلقة وما تيسر...
أريدُ إخبارَكِ بأن من قابلتُهن بعدَكِ كبِرن في الحياةِ بمشاعرَ مُتضاربةٍ، وعُقدٍ نفسيةٍ منذُ الصغرِ؛ واضحةٍ لأُلاحظَها في لقائنا الثاني علىٰ الأكثرِ. كما تأكدتُ أنهن سيترُكنني ولم أحاولِ المُجازفةَ في كلِّ مرَّةٍ لتغييرِ ذلك المصيرِ مُزاولاً معهن جيدًا واجبي فقط كي أتركَ بصمةً واضحةً فوق...
إلىٰ "محمود درويش" .. في ذكرىٰ وفاتِه (٩/ ٨/ ٢٠٠٨) أراكَ تخلَّصْتَ من عُقدةِ الذنْبِ؛ ما عُدْتَ تُسألُ في كلِّ وقتٍ: (لماذا تركتَ الحصانَ وحيدًا؟)، وصرتَ خفيفًا، وطِرتَ إلىٰ: ما حيثُ تَعْرِفُ، مَنْ سيسألُكَ النشيد. أراكٌ ستلقَىٰ "أناكَ" تُردِّدُ بين الـ"مُرِيديكَ": (انتظرها). أعدَّتْ...
(الأوغادُ لا تزالُ دماءُ خطيئتِهم تلطِّخُ جُدرانَ رُوحي) أيُّها العجوزُ وأنت تنتظرُ الصباحَ القادمَ لك بالجريدةِ من تحت الباب، وتربِّت على ظهر قطتك الأليفة فوق كنبتك المسائية؛ حيث لا رضيعَ يوارب باب شهوتك بصراخهِ الجائعِ في الليل أو زوجةً - أصلا – تستعد للفراش بالمساحيق والعطر. لعلَّك لا...
تظنون أنه غيرُ جدير بالاهتمام: الصغيرَ الذي طارد الحمامَ وبكىٰ لموت قطتهِ الصفراءِ على أيدي جيرانه فلم يُربِّ كلبا واحدا في حياته ودائما ما قذف قيلولة شارعهم بالحجارة ولم يحبَّ ابنتهم واكتفى بمشاكسة زميلتهِ السمراءِ في المدرسة الابتدائية. الصغيرَ الذي أورثه أبوه صفعة عندما أحرق ورقة قُطعت من...
لعِلمِكِ أنا بخيرٍ يا حبيبتي والداءُ الذي أُصِبتُ بهِ رُغمَ أنَّ أعراضَهُ كُلًَها كانت تُؤكِّدُ أنَّها حالةٌ ميؤوسٌ منها لا علاج لها وتبعثُ على الشفقةِ المُفرِطَةِ؛ إلا أنني تعايشتُ معهُ دون أن أُقلِقَ راحتَهُ في جسدي؛ وأقضَّ مضجعَهُ بين خلاياي. والأطباءُ لم يجدوا سببًا يؤدِّي إلى ما أنا فيهِ...
بعدَ القليلِ مِن الإيمانِ في أن ينتَهي كلُّ هذا الألمِ، والكثيرِ من الشَّكِّ في أن يشبعَ الموتُ أو يُصابَ بتُخمةٍ من كثرةِ ما ابتلعَ مِنَ الأرواحِ المُحترقة داخِلَ أجسادِها تخيلتُني فجأةً يا حبيبتي أحتضنُ كلَّ مَنْ ألقاهُ وأُقَبِّلهُ أربعًا على خدَّيهِ ثم أتمشَّىٰ علىٰ قارِعةِ الطريقِ بِكُلِّ...

هذا الملف

نصوص
20
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى