فؤاد التكرلي

في نهاية خريف سنة 1949 ،حينما كنت موظفا ً صغيرا ً مستجدا ً في محاكم بعقوبة المدنية ، وصلتني برقية مدهشة صباح أحد أيام الخميس ، لم تحتو إلا على كلمات قليلة : سنجيء صباح الغد الجمعة . لا تشغل بالك بالمشروبات . وكانت موقعة بتوقيع عبد الملك نوري . كنت قد التقيت به قبل اسبوع أو أكثربقليل في مقهى ”...
ما كان لي أن أتصور عودتي إلى محلتنا القديمة (باب الشيخ) بعد أكثر من عشر سنوات, لكن تلك العودة تحققت حين فتحتُ لي مكتبا للمحاماة مطلا على شارع (الكفاح) فوق أحد المقاهي المجاورة لمخزن (عبد الله الشيخلي). كانت في الأساس فكرة أبي, الذي ذكّرني بأن أهالي (باب الشيخ) هم أهلنا وهم الذين قد يلجأون إلينا...
كان منطرحا على فراشه تحت المروحة ، عاري الجذع و شعره الأسود الكث يخفي عينيه ، حين أيقظه رنين الجرس. توتر جسمه وإنكمش ثم إنتصب جالسا على حافة السرير. أزاح خصلة الشعرعن جبهته. لم يكن مستيقظا ، كان يسمع الرنين فقط ، وهو الشيء الوحيد الذي أدركته حواسه المخدرة. تطلع بتبلد نحو الباب ثم قفز من فراشه و...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى