إبراهيم بجلاتي

لا أعرف بالضبط مالذي جرى ولا أفكر فيه كثيرا كل ما في الأمر أن مدينتي القديمة توقف قلبها عن العمل فزرعوا لها قلبا جديدا في قفاها قلبا كبيرا أكبر منها صارت مدينة كبيرة كبيرة جدا وأنت تعرف في كل مدينة كبيرة شارع اسمه "الثورة" وشارع اسمه "بورسعيد" وناد اسمه " الشعب " حول نادي الشعب سور السور كله...
كم مرة سأنسى المفاتيح في الداخل وأبقى على السلالم حائرا بين الرقص وعضة الندم احصي النقاط السود في غبش الرخام كأنها نجوم تؤرخ للتعاسة ليل إضافي تفتت في يدي والحياة كأنها زجاج سائل ورماد. تخيل أنك في فيلم صامت قصير الكاميرا تنظر من اعلى السلم حلزون لا نهائي الكاميرا في المصعد طراز شاندلر القديم...
في مدينة كبيرة كهذه مدينة لا تعرف هل هي أرض الإله رع أم أنها مؤنث المريخ في لغة العرب أم أن اسمها ليس أكثر من تميمة تقهر الأعداء وحدها حيث لا أحد هنا من سكانها الأصليين كلهم غرباء وأنا أيضا غريب تزعجه حجارة الأهرام في "مجرى العيون" أخذت وقتا طويلا سنوات كثيرة في الحقيقة كي أعرف أن في الجهة...
الحياة صعبة الحياة كانت دائما صعبة والحصان الأسود يصعد السلالم يقف على على قائميه الخلفيتين معجبا بذاته يرسم لوحة على خلفية برتقالية لقرص الشمس قبل ثلاثة أيام كنا في زيارة لبيت العائلة قال : ماذا يفعل موتوسيكل بلا عجلات في بئر السلم وقال : السلالم عالية وقديمة أمام الباب الذي نصفه من خشب...
سأخبر الله بكل شيء: حصتي من الكلام تنقص كل يوم بمعدل ثابت والانتقال من مدينة إلى مدينة أخرى ومن بيت إلى بيت لا يعني أن الحياة ستبدأ من جديد: الثياب في خزانة الملابس بترتيبها القديم هل غير السرير وضعه هنا؟ من الجنوب إلى الشمال الملاءة بنفسجية وأكياس المخدات مخلصة لدائرة عمياء من الدهون الكتب تخرج...
في هذه المدينة شوارع تحمل أسماء الخلفاء الراشدين شيوخ الطرق الصوفية أعلام المماليك ورجال الدولة الحديثة على جانبيها جهنميات بنفسجية بيوت ذائبة في بياض الياسمين وحمرة البونسيانا في سبتمبر الساخن راسخة كالحقائق القديمة خفيفة كقطعان السحاب بسقوف عالية وسلالم تنعس في برودة الرخام على النوافذ...
١- الأسنان البيضاء في وجه امرأة أو رجل أفريقي تضيء كأنها ابتسامة الطبيعة وهي تقضم شجرة أو تمضغ الطين في الغابات والأسنان البيضاء التي تلمع في ابتسامة هوليود المصنوعة من قشرة الخزف يمكنها أن تعض الشفة السفلى بطريقة مثيرة أن تؤرخ لسرقة الحياة والألماس لكنها -حسب أوامر الطبيب- لا تقضم الأظافر لا...
الرحلة الطويلة من أقصى الجنوب في العادة يكون مقعدي ناحية البحر هذه المرة مضطرا جلست ناحية الصحراء أشجار قصيرة تنمو بطريقة عجيبة كأن ساقها النحيل لا يحتمل حركة الريح فيميل بالورق القليل ظل جانبي لا يتغير باختلاف النهار لا أحد يجلس فيه كأنه يؤسس عزلة طويلة بين البحر والحجر الكريم صيادون من الشمال...
كم مرة سأنسى المفاتيح في الداخل وأبقى على السلالم حائرا بين الرقص وعضة الندم احصي النقاط السود في غبش الرخام كأنها نجوم تؤرخ للتعاسة ليل إضافي تفتت في يدي والحياة كأنها زجاج سائل ورماد. تخيل أنك في فيلم صامت قصير الكاميرا تنظر من اعلى السلم حلزون لا نهائي الكاميرا في المصعد طراز شاندلر القديم...
١- اعتقد انني خذلت كثيرين -تسعة أشخاص على الأقل- لم أعد أحدا بشيء كأن هناك علاقة بين الوعد والخذلان ٢- الريح تطير الأوراق تغلق الشباك المفتوح حقيقة، ومجاز أيضا يشرك الطبيعة في الرجوع إلى الوراء الى ماكينة الأحلام الفضية (١٩٨٠) دراجة نارية والكثير من الحب في الخارج لا أحد يريد أن يخسر وأنا...
قبل ساعات وأنا أغسل الأكواب من الأثر الخفيف للشاي كانت جين مانسون تغني -من السبعينيات تقريبا: أين يذهب الحب حين يموت لم تقل ذلك بالظبط لم تذكر الموت إطلاقا لكن الجميع يسألون بهذه الطريقة كأنه يموت كأن اللغة فريسة محبوسة في حكمة الماء أولعنة القاموس في الحوض رغوة كثيرة وليس من اللائق الآن أن أكلم...
١- العالم تحت الريح ليس مجازا وربما كان لا اعرف بالضبط لكنني أعرف أن المقابر كانت في آخر الشارع قبل التعديلات الأخيرة وأنهم نقلوا المقابر من هناك إلى مكان آخر ليس بعيدا لكنه بالضرورة تحت الريح على قلق كأن الريح تحته والمقابر تمشي. ٢- بالأمس اقلعت عن التدخين ونمت في الثامنة مساء صحوت مرتين...
في تلك الساعة من ساعات الليل أصحو مغلوبا بالناموس وأمشي في الظلمة اعرف موضع خطواتي في الظلمة اسمع نهنهة وأفكر في طفل في العاشرة لا يخفي الحور النسبي الفزع الكامن في بؤبؤ عينيه تقول القبطية في خجل: لا يتحكم في الغائط في التاسعة اغتصبوه أولاد القحبة في الشارع ينهار الولد يبول على حاله في وسط...
أضع الألوان في طريقي أتعثر وأقوم جائعا جائعا جدا ولا أريد أن آكل ستبقى قطعة الجبن في مكانها في المصيدة فأر رمادي يعرف الخدعة ويعرف الشارع المسدود يخبط رأسه في الحائط الأسود يرى -في الغيبوبة-نفسه: فأرا أبيض في صندوق زجاجي تضيئه أشعة بنفسجية عبر الزجاج يسمع كلابا في الأقفاص الحديدية تنبح يروح جيئة...
١- قبل قليل وأنا أنشر الغسيل وأرتب الثياب بحرص الأبيض في جهة والملون في جهة وبينهما الأسود كنت أكلم نفسي -كالعادة- قائلا: وأنت تتعرف على المعنى الحقيقي للحرث في البحر تذكر أن الفارق بين الفأس واليأس ليس حرفا واحدا بل مسيرة -ليست طويلة جدا- تبدأ بالقاف التي تشبه قردا جالسا وتنتهي بالهاء كما في...

هذا الملف

نصوص
24
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى