حسن فوزي

نزلنا في ليالي القحطِ قمحاً فوزعنا الالهُ لمن يشاءُ وضيّعتنا بأنّ الأرضَ شكٌ وكانَ بظنِها الأخرى يساءُ بلغنا عثرةَ العشرين يئسا ولا نفقٌ بآخرِها يضاءُ عجنا بطينها حزناً وسحقاً لينضحُ ما يجود بهِ الأناءُ هربنا للمحالِ وفيه ضعنا فمتنا كي نصيرُ له الرثاءُ رسمنا لوحةَ الفقدانِ ظلاً ولم نفصحْ بلونك...
كان أبي ماهراً بالقيادة دون حتى أن يملك أدنى مقود ليقود هذا التيه كان يرفض أن يعلمني عمق الفن في تقبل التناسب الطردي لعملية الموت والولادة وكوني فتى عاقا أستطعت أخيراً من فرض القصيدة كعلبة سجائر كورق يمتص أحتراق ألازمنة وهكذا كنت أخرج بصورة مألوفة إلى العلن ألا أن دخاني قد تسمر في عيون...
برتابةٍ أحتاجُ أن أتقمصَ دوراً يشبهُ أرضيةَ ملعبِ لكرةِ القدم أحتاجُ أن أكونَ وحدي خارجَ الفريقين مشجعاً قلبكَ الذي يبرعمُ خضارَ مصطنع أتشاورُ مع المقاعدِ المهملةِ في الصفِ الأخير عن دورِنا الهامِ بعدَ كلِ هذا التعب وبخطٍ مستقيمٍ دائري مائلٍ أفقدُ سيطرتي على العشبِ وهكذا يترنحُ فمُ الكرةِ فاغراً...
أتيتُ ريحاً ولم ألقاكَ اشرعتي يا موجةَ الصمتِ يا قبطانَ ذاكرتي حلفتَ ألّا اذوقَ البحرَ ثانيةً لكنَّ ماءكَ أثمٌ يرتقي شفتي هذا نقاءٌ يظنُ الحبر أتلفني وأوهمَ الحلم في مضمونِ أمنيتي وراحَ يركبُ في أسفارهِ قلق يقدمُ الضيم شهقاتٍ الى رئتي في مسمعِ الليلِ أحزاني أرتلُها وليسَ غيركَ محزوناً...
خذ ما لديّ من الدموعِ وقل له لا شيءَ بعدكَ للحياة يشدُّهُ أبلغْهُ حُزني بالفراقِ وحسرتي عاتبْهُ لو كانَ العتابُ يردُّهُ مرّت ليالٍ بالسنينِ أُعدُّها أبني رَجائي والهمومُ تهدّهُ كلي لهذا الفقدِ صرتُ مناصرا أن جاع َحزنٌ بالعيونِ أمدُّهُ ألمي كمسمارٍ ودقَ بنابضي من غيرُ وجهكِ يا عطوفُ يصدُّهُ...
تهيأ للسكونِ فصارَ نخله وأفرغ رأسهُ حتى أضله وظلَ بصمته للريح مرمى يئنُ بسعفهِ من كان أهله وغيّب تحتَ وقفته سؤالا وبالنسيانِ أخفاها الأدله وأقنعَ ماءه بالجريِّ سراً وصيّر من جوابِ العمرِ تله ولقّنْ سرهُ لغزا متينا وألبسْ جعبةَ الأسرارِ مقله جوىً والليلُ كأسٌ للندامى ووحدكَ واقفٌ و الليلُ...
أصطياد الليل من عمق سواده يحتاج مهارة وبلوغ السن يحتاج ليلاً مصيودا أقع دائما بأخطاء الكتب عندما يكون المحتوى مجرد حروف فارغة لذا.. أحب أن أكوّن أكثر من لون في الرسمة السوداء أحب هذا السقوط الذي يجعلني واقفاً على ظهري كترجمة حصرية لموت لا يتسع لحجم الجثة عليه أن يأتي أكثر من مرة لأموت جداً لا...
حالياً وقتي يطل على الساحل تعال لنجلس على جميع المقاعد المخصصة للعابرين لنداول الأفكار المأخوذة على محمل الفراغ والتي أعلنت عن تزايد (الكواغد) بطابور أولوياتك ما عاد لوقتك وقت كي ترى هيمنة الحزن على هيكلك العظمي ولا بأي كف ستسرف بالدعاء غدا كل شيء يختفي بدمك هذا الشلال اللامرئي طريق مختصر ليمر...
" الكاف" كون وأكوان، وكن فيكون. كائن يكتوي بنيران الجوى، مكتفيا بالنزر اليسير، يكفي نفسه ركاكة الكلام، وتعرجات القول، ولا ينتظر سوى فيوضات الكريم. صعوبة امتلاك الزمن أربكت المتشككين. الكبريت لايقع إلا في أيد حكيمة حتى لايشتعل العالم. الكبير يطوي كشحه عن الصغائر، ويعلن تفرده مشاركا في محاكمة...
أظن أنني سأبقى هنا داخل العمق السطحي سيبدو الأجتياز لغة لا تتقنها الدروب والأنتظار غطاء جيد لحبيبتي التي خرجت من حياتي دون أن تغلق الخيبة وراءها وأتاحت لأصدقائي فرصة اللوم وأن يكتبوا أسفل قصائدي : (جميل ،مبدع ) هذه الكلمات المستهلكة تجعل من الشعر دغدغت لأبط الفراغ تجامل الفزع الذي يشب في أعماق...
كفرٌ ودينكِ ما يقال ويسمعُ لا غير طرفي من حلاكِ سيشبعُ سأغير الأكوان حتى نلتقي وأضيفُ ديناً للأحبةِ يشفعُ سأحلُّ في ديني المحرمِ كُلِه عذري الغرامُ وأيُ شيءٍ أصنعُ حتى وان قالوا عليِّ ممثلاً فهو البعوضُ بكلِ شيءٍ يلسعُ سأتوج القولَ الشدي بمدحِها وأدرّبُ الخرسانَ حتى يسمعوا سأوقّفُ الدنيا...
ولي هوسٌ لألقى الموتَ حتماً = على عجلٍ على غيرِ أنتظارِ يلفُ غرابتي نحو اقتراضي = ويشكرُني على فرطِ أعتذاري كفاني عيشةَ الأذلالِ سجناً = وحقكَ ضاقَ بي وسعُ المدارِ لأينَ أدورُ وجهي حينَ اَلقى = ظلاما دامسا ، ليلي ، نهاري سكرتُ بخمرةِ الماضين علّي = أزيدُ الصبرَ في كأسِ اصطباري شكوت وما لشاكٍ...
كتبتُ قصيدةً وحذفتُ أخرى = لأعلنَ في خيالِ الشعرِ سرا فتحتُ زجاجةَ الاحزانِ ليلا = فهل يعطي مذاق الليل سكرا يُحدّثني عنَ الأيامِ عمري = فكم عشنا وكان العمر صفرا ويحسبُ بالكتابةِ كم مكثنا = نجيبُ عليه : طعناتٍ وحبرا فكم عاشرتُ أصحاباً بودّ = تخيلْ أنني احتاجُ ظهرا فليسَ هناكَ في ظهري مكانٌ =...
هكذا تتساقط الأيام دون أن تشعر . قل شيئاً ، سيدفعون بك كبطاقة دعوى لأجتذاب الليل ترى بماذا يفكر الرأس المقطوع قبل أن يأخذوا جثته في نزهة يقول وقد أبدى أعجابه بالموت أن الشعر لا يسد رمق الوطن هذه الأيام فكيف بي وانا شلعت النارين حبك والوطن !!!
حسن الذي تعرفينه سائقاً فقد مقود الحياة وأعتاد على أن يكون ماكنة لصنع الكلمات المفخخة . أعتاد على أن يكون فكرة في رأس ٍ تشوشه الشوارع في حين لم يكن بيننا شيءٍ سوى درب من الصمت فعلام أشباح غرامكِ تلاحقني بسياطه المثيرة للغناء الساعة لا تعرف شيئا عن مواعيد الأعدام لكنها تعرف جيداً من الضحية...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى