أوسيب ماندلشتام

ألطف من اللطف – وجهك، وأكثر بياضاً من الأبيض – يدك، وأنت بعيدة عن مجمل العالم، وكل ما فيك – مما هو لا مفر منه. ومما هو لا مفر منه – حزنك، وأصابع يديك الملتهبتين والصوت الناعم لأحاديثك غير الشجية، والبُعْدُ في مقلتيك. كانون الأول 1909 ***** أوه، أيتها السماء، أيتها السماء،...
نحن نعيش، دون أن نشعر بالوطن من تحتنا، أحاديثنا لا تُسمع لأبعد من عشر خطوات . وحيث يوجد ما يكفي لنصف حديث، فإننا نتذكر الجبليَّ في الكرملين. أصابعه الثخينة الدهنية كما الديدان، وكلماته صحيحة كما الأوزان الثقيلة، وشارباه ” الصرصوريان ” يضحكان، وتتلألأ رقبة حذائه. ومن حوله أوباش من القادة بأعناق...
كاتدرائيّةٌ تَنتصِبُ حيثُ كان قاضٍ رومانيٌّ يحكم على شعب أجنبيّ: متهللةً وبَدْئيةً، كما كان آدم في أوّلِ الزّمان، باسطةً تعاريقها، القبّةُ المقوّسةُ على هيئةِ صليبٍ، تُلاعبُ بخفة عضلاتَها. إلا أنَّ التصميمَ الخفيّ ينكشفُ، ما إن ننظر من الخارج: فها هي متانةُ مِحزم المَسانِد تحافظُ على أنْ ينامَ...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى