فلاح العيساوي

بين الصمت والهذيان يعالج صور تتصارع على آثار خطوات مبعثرة في غرفته، صوت في داخله يصرخ: لِمَ أنا؟ ومن أنت؟ وماذا تريد مني؟ لماذا اخترت روحي؟ هل يعقل أنك أنا وأنا أنت؟. يزداد صراعه، سكرات تنقله من زمن لآخر، تتداخل فيه الصور، وتزكم الماضي البعيد عبر بوابة شروق اللامعقول، يجد نفسه شخصا آخر لا ينتمي...
على ضوء شمس الصباح، يمشط شعرها المنساب كأنه خصلة من الليل، يلفه بقدرة فنان تعلّم حياكة الشعر على يديها، تحرك رأسها زهوا بجدائلها، تلتفت إليه تعانقه.. تطبع قبلاتها فوق وجنتيه، كلماته الأخيرة: عند عودتي سأجلب لك ما تتمنين... تجذرت في خيالها الغض، تطير على أجنحة الشمس، السعادة تتراقص في قلبها...
لوعة الفراق تزيد في حرارة الاشتياق، تضطرب أحوال المرء عندما يدق الحب أبواب الروح، لا أعرف سبيلا لتحقيق الاستقرار في نفسي، قبل غروب شمس بغداد، أصعد إلى سطح دارنا في حي (البتاويين)، على الرغم من اعتدال الطقس والمناخ الجميل في سبتمبر، إلا أنني كنت اتصبب عرقا؛ وأنا أركض خلف سراب الأحلام الناقصة، بنت...
تحت الأشجار المثمرة، نمت وردةٌ حمراءُ مشرقةٌ يفوح منها أريج بساتين سنجار، يشعُّ سناها كأنَّها نور الضحى، غصن بانٍ سقاه ذلك الأب الذي حنى الزمن قوامه، حيث أخذت منه الأرض قوَّةَ الشباب وروح الحبيبة التي فارقها بعد سنواتٍ عشرٍ من الحبّ، رفض التخلي عن ذكراها، يرى في (شيلان)* صورة أمِّها، على الرغم...
أتماهى مع نفسي في صراع محتدم، تضطرب جميع أعضائي كأنها شظايا تركض نحو العدم، أبحث عن الكلمات في داخل جوف أجوف يخلو من فكرة فريدة؛ خرجت في وقت العتمة وتاهت في جو من الصخب، ضجر يعتلي قمة رأسي التي خلت من فروة ذهبت مع السنين العاتية في زمن كانت الأرواح عارية، الحبكة التي كنت أتأمل فيها جذب النفوس...
جلسَ في محرابِ عينيهْا يعتِّقُ الصهباءَ في كأسهِ الهلامي، ينظرُ نحو أفقِ الوادي السحيقِ، لا يجدُ فيه غيرَ أشلاءٍ بعثرَها الزمنُ، يفوحُ منِها عطرُ الموتِ الرهيبِ على حافةِ هاويةِ الإنهيارِ، ذلكَ الوادي يعجُّ بالنعيقِ، أشباحُ الريحِ تغزوهُ على شكلِ زوابع تطاولُ السماءَ المفتوحةِ، يحاولُ الانتحارَ...
1- حور عين جلس في بستان قصره العالي، تحت أفياء الأشجار المثمرة، بين حسان القدود، الأنهار تجري من تحته، يداعب غيداء كاعب، ويمرح مع هيفاء ناهد، ثيبا وأبكارا، أمامه كؤوس الخمر والعسل المصفى، الولدان المخلدون حوله كأنهم لؤلؤ منثور، شرب الخيال حتى الثمالة، صاح الله أكبر، وتفجر. 2- براءة ينظرُ إلى...
يحكى في غابر العصور الملكية عن ملك يدعى الملك تيهان بن الملك ابجر وكان هذا الملك هو الابن الوحيد لابيه الملك ابجر فلما مات الملك ابجر تسلم الملك تيهان مقاليد المملكة العامرة وكرسي العرش الملكي بكل ليونه وسلاسه وكان الملك تيهان ذو طباع واخلاق منكره وسيئة وكان هذا الملك لا يلد له بنين ولا بنات...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى