علاء نعيم الغول

وإذ تضعينَ مفتوحًا على فخذيكِ ديواني الأخيرَ يداعبُ الورقُ الرقيقُ الملمسَ القطنيٍّ بينهما وبدأَ الصيفُ قبلَ دقائقٍ وبدأتُ في تلوينِ شَعْرِكِ بين فرشاتي وصَبْغِ الأكريليكْ سأحبُّ وجهَكِ مرةً أخرى وأقرأُ فيهِ عنكِ كأيِّ نورسةٍ تعلقُ نفسها بين الهواءِ وموجةٍ بيني وبينكِ أطْمَئنُّ عليكِ حينَ...
ماذا تفضِّلُ في الصباحِ فقد أفَقْنا قبلَ لحظاتٍ على صوتِ انفجارٍ في الشمالِ لربما هذي قنابلُ كلها صوتيةٌ لا بأسَ في أنْ نأخذَ الحمامَ قبلَ قراءةِ الأخبارِ ما زالتْ شوارعنا تمهدُ للحياةِ على طريقتِها ولكنْ حالُها متوترٌ بطريقةٍ فيها الكثيرُ من التحفظِ قد تأخرتِ الرواتبُ والحدودُ الآنَ هادئةٌ...
بدأَ الكلامُ بفكرةٍ ماذا ترَيْنَ الآنَ ما في القلبِ يبقى عالقًا كالكلْسِ في سقفِ الكهوفِ يذوبُ صوتكِ في خلايا النفسِ صوتي حشرجاتُ فراشةٍ علِقَتْ بصمغِ الكهرمانةِ وبعدَ هذا الصوتِ أنتِ غنيةٌ بالدفءِ والشمسِ الفتيةِ تشبهينَ الراعياتِ الذاهباتِ مع السماءِ إلى أقاصي العشبِ أهربُ فيكِ أيضًا خلفَ...
كانت نهاياتُ الحنينِ بدايةُ النعناعِ في بثِّ الإشاعةِ أنني سأعودُ أفتحُ شرنقاتِ الوقتِ عن عمدٍ ليغرقنا الضجرْ وبدأتُ فعلًا في التراجعِ عن طباعةِ ألفِ زخرفةٍ لأجنحةِ الفراشاتِ التي ستمرُّ حتمًا من هنا سيلومُني صيفُ السنونوةِ الصغيرةِ حينَ يسلبنا من الفرحِ الضجرْ هل تستطيعينَ اعتلاءَ صباحِكِ...
ما زال لونُ السقفِ يأخذُ لونَ وجهي والهدوءُ الآن يوحي لي بأنَّ العالمَ المعروفَ من زمنٍ تلاشى قبل الف مجرةٍ وحدي هنا والكونُ لي وحدي وأربطُ خمس نجماتٍ بغصنِ البيلسانةِ أسحبُ القمرَ الهجينَ إلى رصيفٍ واسعٍ تبني عليه الطيرُ أعشاشَ الفصولِ المستحيلةِ إنه السقفُ المشوَّشُ بالخيالاتِ الغريبةِ ما...
وحين تبتسمينَ لي سأكونُ قد نوَّهْتُ أني لم أُعَطِّلْ بعدُ توقيتَ المنبهِ كي أفيقَ مبكرًا هذا وأعرفُ لا علاقةَ بين نومي وابتسامتكِ الأخيرةِ ربما موتى (كوفيدْ ناينتينْ) ضحايا فكرةٍ أيضًا عن الحربِ التي شغَلَتْ رؤوسَ المالِ والفوضى التي ملأتْ صلوناتِ الحلاقةِ نصفُ ألبومي القديمِ مُرَقَّمٌ كيلا...
الجُندُ زادُ الموتِ أو عبثُ القناعاتِ التي صنعتْ قبائلَ غير آمنةٍ ونحنُ مؤقتونَ ومَنْ نراهمْ حولَنا يتساقطونَ كزهرةٍ بعدَ الظهيرةِ ثمَّ أنتِ هنا بعينيكِ اللتينِ تدونانِ مسيرتي يومًا بيومٍ إنها الحربُ التي لا تنتهي نظراتُكِ امتلأتْ سكونًا ليس يسهلُ فَضُّهُ بالهَمْسِ هذا شَعركِ المسكونُ بالمجهولِ...
تلكَ المناطيدُ التي تعلو بعيدًا حيثُ أنتَ هناكَ ترقبُها وحيدًا في زجاجتكَ الصغيرةِ جالسًا والوقتُ يأكلُ ظهركَ المصنوعَ من لحمٍ ضعيفٍ سوف تبعدُ عنكَ أكثرَ ثم أكثرَ والعصافيرُ التي تأتيكَ كلَّ دقيقةٍ ستقولُ إنكَ قانعٌ بهوائكَ اليوميِّ يكفيكَ انتظارُ مفاجآتٍ لن تجيءَ وأنتَ تتهمُ السماءَ بأنها...
ماذا سيأتي بعد ذلكَ قد صحوتُ مجدَّدًا وحدي كما يبدو وأنظرُ في بياضِ السقفِ أغرقُ في الهدوءِ وفي انتقاءاتِ الخيالِ فمرةً أصلُ المحيطَ الأزرقَ المفتوحَ ممتطيًا غزالتيَ الصغيرةَ مرةً أغزو بيوتَ النملِ أُشعلُها وقد أشبعتُها بالكازِ كي تنفكَّ لعناتُ الهزائمِ عن جدودي الغابرينَ ومرةً أستحضرُ الجنيةَ...
وأعزفُ منذُ أنْ كُنَّا صغارًا طارئينَ على الحياةِ وآلتي الحمراءُ هارمونيكا تذكرُني بأفلامِ الرعاةِ وقاطراتِ الشحْنِ أعرفُ موجعٌ لحنُ البراري والسهولِ الواسعاتِ وشمسُ تموزَ القريبةُ تُشعِلُ الصبَّارَ تُنضِجُهُ فيزهرُ معلنًا أنَّ المكانَ مهيَّأٌ للظلِ كم حاولتُ إقناعَ الكثيرِ بأنَّ عزفي ليس...
نستأنفُ الدنيا كثيرًا ما توقفتِ الحياةُ ونحن نقطعُ شارعًا هذي مشاعرُنا الأخيرةُ لم نعدْ نقوى على تفتيتِها لتذوبَ ثانيةً كما ذابتْ قديمًا في حروفِ العابرينَ وفي شفاهٍ لم تصنْ ودَّا وإني الآنَ أدعو كلَّ قلبي كي يقيمَ لنا عَشاءً كي يريقَ حنينَهُ في الكأسِ كي يفضي إليَّ بما يريدُ وأنتِ لي شفقُ...
ولكنْ لا تقولي أينَ أنتِ أنا هناكَ هناكَ حيثُ تعلقينَ ملابسَ الليلِ الخفيفةَ في كتابكِ قبلَ نومِكِ ربما لو شئتِ سوفَ أكونُ في قسماتِ وجهكِ واختلاجاتِ المرايا في ارتشافاتٍ لقهوتكِ المُعَدَّةِ للحديثِ عن العطشْ عن كاسةِ الخوخِ الطويلةِ وهي تنبشُ بالمذاقِ مذاقَنا العفويَّ أظهرُ في رذاذِ العطرِ حين...
أنثى مغلفةٌ بأوراقِ الكاكاوِ هناكَ تنهضُ من بذورِ الحُلمِ آخذةً بداياتِ النهارِ من النهارِ طليقةٌ كحدائقِ التوتِ التي كانتْ لبابلَ منذُ أنْ كانَ الحمامُ مناسبًا للوقتِ تبتسمينَ ثمَّ يكونُ بحرٌ من هنا لمدينةٍ نجتازُها فيها نجارفُ بالكثيرِ وأنتِ أنثى الوقتِ تبريري لهذا العُمْرِ حين يفيضُ منكِ بما...
وهل لاحظتَ شيئًا كلما زادتْ شوارعُنا تزيدُ حياتُنا سوءًا وحين أرى السماءَ أحنُّ مراتٍ وأبدأُ في تقصِّي غيمةٍ في كلِّ عامٍ أو يزيدُ تعودُ أكبرَ هل عليَّ البدءُ في تجديدِ رؤيايَ الأخيرةِ قبل وقتِ النومِ هل ساعاتُ هذا اليومِ تشبهُ كلَّ ساعاتِ القدامى هل أنا وحدي أُحِبُّ أمِ العلاقةُ بيننا تكفي...
نتوسدُ التفكيرَ نأخذهُ ملاذًا أو فراغًا نستعيذُ بهِ من الضجرِ الصموتِ وإنهُ المحميُّ من زلاتِننا وهواجسِ الليلِ الكثيرةِ أيها المزروعُ فينا شوكةً وغوايةً ستظلُّ تنهشُنا متى ارتفعتْ عياراتُ التوترِ إنهُ قلقُ الحروفِ مع الشفاهِ تقاطعاتُ النفسِ مع غاياتِها لا شيءَ متزنٌ معي لا شيءَ يتركُ فرصةً...

هذا الملف

نصوص
239
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى