علاء نعيم الغول

نحَتَ الهواءُ من الهواءِ شهيةً للنفسِ ذائبةً بلونِ الشمعِ فيكِ وعذبةً كالريقِ منكِ على طريقِ الوجدِ والعشقِ المغلفِ بالقلقْ ويداي مني تلمسان خيوطَ نوركِ هادئا وتوهجت جنباته عند المصبِّ وفاض نهرُكِ فيَّ أشواقًا وأحلامًا على حلمٍ وأسمعُ همسَكِ الليليَّ أجراسًا على صوتِ النهارِ وأنتِ أقربُ ما يكونُ...
سقطت على الأرضِ السماءُ وخُبِّئتْ قطعًا من الوقتِ القديمِ وفي بيوتِ المعوزين من اشتكوا يومًا إليها عاثَ في النفسِ الفراغُ ودبَّ فيها الخوفُ وانكفأَ الصغارُ على مساندهم وقالت نسوةٌ لا بدَّ من أنْ ترجعَ القطعُ الصغيرةُ كلها لأماكنِ الفرحِ البعيدةِ للنجومِ لكي نراها مرةً أخرى لأبوابِ المواسمِ كي...
ستظل أحلامي معلقةً معلقةً على خيطِ الهواءِ تأرجحتْ في الشمسِ وانقطعَ الهواءُ بها كثيرًا لا أبالي الآن هل تزدادُ رائحةُ الخزامى في اجتذابِ مغامراتٍ تشبهُ الفرحَ الذي في آخرِ القصصِ البسيطةِ لم أعدْ متوترًا أو أجعلُ التفكيرَ يجتازُ المدينةَ لستُ منشغلًا بشيءٍ غير أني دائمُ التفكيرِ في عينيكِ...
سأغيبُ في نفسي بعيدًا أنثني متكورًا كفقاعةٍ وأبيتُ فيها ربما عُمْرًا أراجعُ فيه ما أسلفتُ ما كسبت يداي وما اقترفتُ وما سأفعلُ ما تبقى لي من اللغةِ التي تركت معانيها على أحبالِ صوتي وهو يصدحُ بالنشيدِ وبالدعاءِ لربما فيها أنامُ مجددا أجدُ الممرَّ إلى عوالمَ لا تمتُّ لنا بشيءٍ ربما فيها أكونُ بدون...
كل الذي بيني وبينكِ حاضرٌ في القلبِ يوقظني صباحًا يا حبيبتي البعيدةَ تبدأُ الدنيا به وأرتبُ الأشياءَ معتمدًا على ما في طيوفكِ من إشاراتٍ تنيرُ بصيرتي وتدلني ما تهتُ يومًا ما على سبلِ الهدايةِ للحقيقةِ والطريقِ لقد رهنتُ مسيرتي بوجودكِ المحفورِ في رئتيَّ أنفاسًا يطيِّبُها رحيقُ هوائكِ البريِّ...
وقبلَ القلبِ كانتْ فترةُ النارِ التي صهرتْ معاني الروحِ مرت في قوالبَ من خزفْ صارت لنا لغةٌ ستبعثُ في الخلايا رعشةً يصحو لها نبضٌ بحجمِ سكونِ آلافٍ من الأعوامِ في قاعِ الكهوفِ وحجرتينِ وصار لي قلبٌ ينادي في تفاصيلي فأسمعُ ما سيُتْلَى في الضحى وعلى الأرائكِ ما سأفعلهُ لأصبحَ كائنًا متورطًا منذ...
غيرتُ قلبي في المساءِ وكان لونُ الصبحِ مغموسًا بصبغاتِ البنفسجِ والقرنفلِ في المساءِ ترنحتْ أحلامُ قلبي فاتخذتُ من الستائرِ حائلًا بيني وبين الصيفِ قلبي بوتقاتٌ من هواءٍ والزجاجِ لقد رميتُ إلى العصافيرِ الجميلةِ حبةَ القمحِ الأخيرةَ ربما صوتي جميلٌ والكلامُ عن الظهيرةِ ليس مختلفًا عن التفكيرِ في...
تقف الفراشةُ دائمًا بالبابِ حين أكون وحدي تقصدُ المرآةَ تشغلني بلونِ جناحها وغرابةِ الألوانِ فيه ولا أزالُ أراقبُ الوقتَ الذي يهتزُّ في حلقي وقد رددتُ همسًا كلَّ حرفٍ صارَ في اسمكِ بيرقًا وتجمعت حولي الطيوفُ تناوشتني واختنقت بوحدتي وتعالت الأصواتُ خلف النافذاتِ وإنه مطرٌ يفاجئني ككلِّ حكايةٍ...
تشتدٌُ لحظاتُ الجوى هي فجأةً تشتدُّ تفتحُ في الصدى الآهاتِ تبتلعُ الشكاوى والتأففَ عادةُ الأشواقِ تمليحُ الجروحِ لتجعلَ الليلَ اشتعالاتٍ تلاحقُ غربةَ الأنفاسِ في الصدرِ الملوعِ ثم تنهمرُ الدموعُ على الخدودِ كأنها قطرُ الندى فوقَ الغصونِ كأنها البحرُ المطوقُ بالنوارسِ والهواءِ الباردِ الآتي من...
لا شيءَ ينفعُ في النهايةِ لا خلافَ مع البدايةِ لستُ أملكُ سلمًا للغيبِ أصعدُ كي أرى ما خلفَ هذا السورِ ليس لديَّ ما أخفيهِ عن نفسي ولا عن كلِّ من ماتوا بلا سببٍ على بابِ المدينةِ ربما كانوا دعاةً مخلصينَ تبادلوا صورَ السماءِ ومسبحاتٍ للتهجدِ والخشوعِ لطالما فكرتُ في معنى الخلاصِ وما عليَّ...
كلام البحر شعر: علاء نعيم الغول في مثل هذا اليومِ كان البحرُ كانت مرأةٌ ترتادهُ في الليلِ كانت ليلةً من زمهريرٍ والمطرْ والبحرُ لا يعطي لآتٍ حرمةً هو هكذا ما مرةً سمعَ الحكايةَ للنهايةِ والذين تناقلوا أسماءَ من غرقوا قديمًا دونوا في الفجرِ أحرفها على بابِ المدينةِ لا يزالُ البحرُ يلعقُ ساحلَ...
نفحاتُ الهواءْ شعر: علاء نعيم الغول لمٓ كلما فكرتُ في تركِ المكانِ تشدني أشياءُ أخرى كلما فكرتُ فيكِ تطيرُ بي أحلامُنا أو كلما حاولتُ تفسيرَ الحكايةِ تنتهي في حبكةٍ أخرى وحاولتُ التغلغلَ فيكِ أكثرَ فاكتشفتُ طريقنا للبحثِ عن مدنٍ تقينا البردَ والعبثَ الذي يزدادُ يومًا بعد يومٍ هكذا تبدو المرايا...
وعودُك يا هوى أملٌ ونصفُكَ غربةٌ وإليكَ وجهتُنا جميعًا إنما أنتَ النداءُ ومن فؤادٍ موجَعٍ فاضَ الدعاءُ ويا ندائي ما الذي سكنَ الخيالَ سوى الخيالِ وقد شققتُ عن الرسالةِ كي أرى خيطَ البدايةِ والذي سبقَ النهايةَ والذي ملأ الفراغاتِ الكثيرةَ بين أسطرها وأنتِ حبيبتي ملأى بما في الروح من ألقٍ...
ويحدثُ أن نحبَّ وأن نموتَ وأن نقولَ لمن سيأتي إننا صورٌ من الماضي وأولُ من تعلقَ بالوفاءِ وأغلقَ البابَ المؤدي للفراغِ وغادرَ المدنَ القديمةَ كلها حتى انتهينا في معاني ربما لا تختفي فيها انطباعاتي عن الشهواتِ والأنباءِ في الكتبِ النبيلةِ والبعيدةِ عن نهاياتٍ نرتبها ونفتحها كصندوقٍ من الحلوى...
تهنا بعيدًا كان يغوينا القمرْ صرنا على عتباتِ قومٍ آخرينَ فمرَّ طيرٌ قال إنَّ الحبَّ يختزلُ الحقيقةَ ثمَّ سرنا في دروبٍ في قرىً مهجورةٍ وأمامَ بيتٍ ما وقفنا حائرين فقد رجعنا للبدايةِ هل قطعنا الأرضَ بين عشيةٍ وضحىً وهل هذي نهايةُ رحلةٍ بتنا نرتبها وفاءً للطريقِ وللمكانِ وما زرعنا في فيافي...

هذا الملف

نصوص
239
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى