وفاء الشوفي

-1- صحراءُ : تلبَسُ زيَّ المدينةِ قلبٌ : متقلِّبٌ كالرملِ وجهٌ : ذاكرتَهُ الريحُ ريحٌ : تحملُ بذاراً والرملُ عقيم ! أينَ إذاً سيكونُ اللِّقاحُ؟ من أيِّ أرض ٍ ستأتي الوجوهُ النّظيفةُ؟ أيدٍ تزرعُ الإسمنتَ ، وبابلُ ترتدي تلكَ الرائحة تُغْمضُ عينيها، تتذكَّرُ كي يغْرقَ قلبها في مياهٍ عذبة، تقِفُ في...
ما زال يسكن خلف التلة .. أحتاجه أكثر من أي شيء .. لكن لم يَحن وقته بعد. قدمايَ ترتجفان .. و أسناني تصطك. احسُّ همساً يُحاك خلفي .. أخاف أن ألتفت للوراء فيصطدم وجهي بشبحٍ ... أو أن أقع بين يدي رجل. أتخيل جنيةً شمطاء تشدّ شعري من الخلف. قلبي ما زال يدقّ .. أحسه حجارةً ترمى في بئرٍ .. فتصدر...
يا صورتي المذكّرة : أنا المرئية حيناً. أتمظهرُ ك فتنةٍ عندما أصبحُ بثرةً على وجه الأرض تنزُّ مني الكلمات .. كالصديد. و عندما أتطهرُ من حزني أجفُّ كالزبيب. يا فكرتي المذكّرة .. العاشقة التي انشقت عن فكرتي المذكرة .. النابية يا وجهكَ الذي لا أستطع لمسه .. كلما اشتقتُ. يا صوتي المخنوق يا من ستأتي...
أيدٍ تلك التي تدلّت نحونا أم مشنقة ؟ قلبٌ ذاكَ الذي لمسناهُ أم محرقة ؟ الآلامُ التي تأتي على شكلِ حبٍّ. َالعطشُ الذي يأخذُ شكلَ الماءِ في بحيرةِ السرابِ. التعلّقُ بالهواءِ و نعمة الجاذبية .. كَ مثوى. كلُّ الأحلامِ التي قُطعت أياديها قبلَ أن تَنسُجَ بيتَها. و القلوبُ التي صارت خيام. كيف...
الذاكرة جرحنا الوحيد. في المياه البدئية و في العكرِ .. نعرفُنا. أيقونةٌ في سرير النهار اولئكَ الموبوؤن بالفطرة اولئكَ المغشيّون ، بالزهوِ. ذاكَ الموتُ .. بيننا ذاكَ المتراكم دونَ زمنٍ. هوَ في خضمِّ الحبّ علقةً .. على رقبةِ حصان. وردةً في أصيص. جاءَ قبلَ أوانهِ. تأخّرنا عن موعدهِ فرسخين. و...
أنا الغريبةُ و هذا كفْي أمدُّهُ للعرّافةِ تقولُ عيناها : البارحةُ تمحو الغدَ الغدُ يمحو البارحةَ (( لِتعبُر الروح مكانَتَها ! ما التصدُّعاتُ ؟ سألتُ الجبالَ المفتونةَ بذُرواتِها ! ما الفراغُ .. بين ذاكرتينِ ؟ و كيفَ تنجو البسيطةُ من هُوّةِ النبؤآت ؟ ما السهلُ ؟ صوامع ، اختصرت الأفواهَ جيوبُ...
أنا الغريبةُ و هذا كفْي أمدُّهُ للعرّافةِ تقولُ عيناها : البارحةُ تمحو الغدَ الغدُ يمحو البارحةَ (( لِتعبُر الروح مكانَتَها ! ما التصدُّعاتُ ؟ سألتُ الجبالَ المفتونةَ بذُرواتِها ! ما الفراغُ .. بين ذاكرتينِ ؟ و كيفَ تنجو البسيطةُ من هُوّةِ النبوّآت ؟ ما السهلُ ؟ صوامع ، اختصرت الأفواهَ جيوبُ...
ترجف الغزالة لا تسمع النفير بل ذعر الأرض تطمحَ أن تنجو. ذابلٌ مجدها و سعيها. الخوف أن تنتحر الكلمات. أن الفضيلة : الصمت. و حينَ تنهضُ الخيبات بعدَ فوات الأوان . في أيّ وقتٍ جلمود : يسيلُ النهرُ ؟ في أي ربيعٍ : يعطي العطر ذاته ؟ و لمن تردِّدُ أذرع الصدى ؟ أمضي في نفسي كما البحرُ يتصالح مع...
سأخدشُ وجهَ النهر .. بقارب طفولتي منسيةٌ هناك .. لا مُحترَفَ لأصابعَ تتقنُ دربها و تتقرى وصفه جسدي زجاجة عطرٍ فارغة. روحي لا تضوع دفعةً واحدة تغادر زخات هكذا تتلاشى الأدوات الجميلة هكذا يصبحُ الموت دَرجا. كلُّ ما لم نقلْهُ. كلُّ ما كانَ ليحدث و يشكل ذاكرة كلُّ ما يجعلُ طينَ الحياة عجيناً ...
أرضٌ تتسع لقبورهم و لا تتسع لأسمائهم. بلادٌ تتسع لأسمائهم و لا تتسع لقبورهم. عمرٌ ينطفئ رويداً بين زمنين. و كلمةٌ تضيق عليها الحنجرة قبلَ أن تصيرَ جناحاً. ما العمر الرخيص بالجسد ؟ الباهظ بالدم ! ما الرحيل و ما البقاء ؟ و الوداع صفرٌ في الطريق و نقطةٌ دونَ السطر ! ما ماضي الرئة دونَ أنفاس الحاضر...
بخيوطٍ حمراء تتدلى .. رقصةُ التمني. هكذا تتحرك أحلامي كلما لمستَ خيطاً .. و رفعته نحو صدركَ. في الحبِّ .. ثمة طائر .. يكتشف السماء لأول مرة. ثمة جناحان .. يوازنان خط الرؤية. و ينفردان .. بعد ذلكَ لا يعود شيءٌ إلى مكانه. يُهجر كلّ ما سبق. و تبدأ أذرعٌ جديدة بالنمو ، مكانَ الصليب. و في أرض...
قلتُ : سأقسّمُ هذا القلب فلا أجعله مضغةَ ريحٍ جزءٌ .. تأكله النداءات جزءٌ .. على بيدر الحصاد جزءٌ .. يمحو و يسير إلى الأمام و جزءٌ : يغرق في الصمت. قلتُ لطريقي : فلنمضِ معاً بلا حكمةٍ توقف هذا الجنون. بلا بصيرةٍ ، تستنزف النواقص. و تتّرككَ بلا قمصانٍ أو دفء. وحيداً .. تخمِشُ ظهرَ النقمة حاشداً...
مِن خلال العالم .. يولدُ التّناغم أزرعُ الجازَ فتنمو بَتلاتي .. نهاوند أكْتشِفُني بما أكتبُ فلا يجهَلني الصمتُ. أعودُ لأُشعلَ النّارَ السّحيقة .. كأنّي باللّظى أتطهّرُ . أبحثٌ عن الله كمادةٍ قابلة للاشتعال .. فأرسمُ خُطوطَ عواطفي الجّارِحة.. و ألِدُ كلَّ ما حبِلناهُ من حزنٍ و شوق. أقاتِلُ...
ألف عامٍ من التعب أيُّ المراكب سترحّلها إلى البحر ؟ لتتطهر بالملح الشامل ! ألف عامٍ للصنوبر ليتفتّحَ عهدُ الظلمة. ليشفَ قلبُ الكتمان و يبوح. تلكَ المدن الغجرية تتراقصُ تحت الزرقة و تخاف من سماءِ القنص. طائرات الخيطان حبالُ الزينة .. تتدلّى. هذا ماضٍ ؟ أو حاضرُ الجدار ! أيّها الوهمُ .. تجسّد...
-1- صحراءُ : تلبَسُ زيَّ المدينةِ قلبٌ : متقلِّبٌ كالرملِ وجهٌ : ذاكرتَهُ الريحُ ريحٌ : تحملُ بذاراً والرملُ عقيم ! أينَ إذاً سيكونُ اللِّقاحُ؟ من أيِّ أرض ٍ ستأتي الوجوهُ النّظيفةُ؟ أيدٍ تزرعُ الإسمنتَ ، وبابلُ ترتدي تلكَ الرائحة تُغْمضُ عينيها، تتذكَّرُ كي يغْرقَ قلبها في مياهٍ عذبة، تقِفُ...

هذا الملف

نصوص
16
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى