حسين عيسى

ثمة أمور في حياة المرء لايسعه إلقائها خلف ظهره وهذا الشيء صحيح بالنسبة لي أنا على الأقل ، انا الذي أدركتني الشيخوخة قبل الاوان ؛ إذ انطوت حياتي على ومضات لن أبارحه أبداً ، لمحات من أيام حياتي الغابرة ، لمحات تجذرت في قرارة نفسي ، وترسخت في أعماق روحي لأنها مفعمة بمعنى ما ، معنى لا أستطيع تحديده...
في اللحظة التي قررت فيها الإيواء الى السرير ، رنّ التلفون، كنت قد رتبت البيت وأطفأت الأضواء في الغرفة وتركت فقط التلفزيون مفتوحاً ليغسل الغرفة بوهجٍ أزرق، التقطت التلفون بعد الرنة الأولى ، لم أسمع صوتاً من الجانب الآخر ، سوى خشخشة التلفون وحفيف الريح الناعم قلت : نعم .. من يتكلم ؟ لاجواب فخطر لي...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى