محمد عبد الوكيل علي جازم

أفقت من الغيبوبة ملبيا نداءات الجروح التي تملأ جسدي، حاولت النهوض فباشرتني فقاعه كبيرة امتدت بين الجزء الأمامي من صدري والجزء الخلفي.. عدت.. استلقيت ثانية إلى إن تلاشت الفقاعة.. أحسست بالأرضية الترابية للمكان.. أخذت بيدي اليسرى حفنة من التراب وذروته بصعوبة. حاولت أن أعرف أين أنا؟ فعّلت حواسي...
لم تكن جدتي واحدة من أولئك العجائز اللواتي تمتلئ بهن طرقات القرية.. العجائز المتخصصات بالحديث عن زوجات أبنائهن أو أزواج بناتهن ،أو بعولتهن الذين صاروا كبارا في السن فلا يقدرون على ممارسة الجنس إلا إذا استخدم أحدهم كبسولة “فياجرا”.. أشياء كثيرة تعافها جدتي، كالأحاديث الداخلية السرية عن الأسر وذلك...
منذ ساعات وصديقه يُعانق ذاكرته، يأبى مُغادرتها يعبث بها ويبعثر كل محتويات غُرفتها..! صديقه كان يعمل في إحدى المنظمات الإغاثية… تتراءى أمامهُ صور لوجه صديقه الشارد وهو يَمرُّ على تلك الطرابيل والمرارة تسري في جسده وقلبه ليتفقد أحوال النازحين من الحرب..! حربٌ لم تترك مكانًا إلا افترشتهُ وسلبت...
أنا الآن أكتب حلما إلى امرأة أحبتها طفولتي لاحظت أنني كنت قصيرا .. غائر العينين إلا أنني كنت أهتم برص شعرات رأسي وربما رفسها أرتدي أجمل ما عندي وإن كان في نظر البعض متسخا وباليا إلا أنه أجمل من ( قفا نبكي ) بل شئ من بعضي .. شئ من تكويني .. شئ من تراثية تطوري هي أيضا صغيرة ، ومتسخة وجميلة ،...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى