لا أحد يجلس في المقعد الأخير ومع ذلك يستطيع شم رائحة إبطيّ سائق الحافلة إلا في ظهر صيف بغدادي، حين يلتهب الهواء وتغلي الأدمغة، ويقول الجالس في المقعد المجاور: إنها جهنم. يسيل إسفلت الشوارع فيمخره الأولاد بأصابعهم على شكل كرات بحجم بيضة العصفور، يلوكونها كأنها علوك مجانية بعد أن يبصقوا أول الأمر...
* إلى الأكراد.. مَن مات، ومَن ينتظر.
أُسامح الرصاصات التي أطلَقتها باتجاهي نوافذ قلعتك، أو عيونها الغائرة في السُحب/ التاريخ/ الوجع/ الجمال، وأستسمحكِ عن تخديشات سرفة دبابتي ـ دبابتهم في شوارعك وأذيال حديقة شيرين، فهل سيشفع لي: أنني خنتُ الأوامر، ولم أرتكب قيد رصاصة ضدك.. ولو فكرت بفعله فلن...
/ إلى الذي فقد عينه في غيابي.. أخي حسين/
سألتُ القادم من قريتي إلى مدريد عن أهلي فقال:" أغنامهم زادت وصغارهم كبروا..". طلبتُ منه أن يُوطّن إجابته المُحلِّقة فسارع إلى وضع سلّة التمر ـ التي بعثوها ـ أمامي وأَلقَم جهاز التسجيل شريط ربابة من أمي. توسلتُ به فتنهد وقال:" سأُخبركَ وأخلَص.. حسين...
" قيل للدفلى: لماذا أنتِ مُـرّة؟ فقالت: بسبب موت شقيقي."
مثل كُردي
في لقاء مع الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو قال : لا أستطيع الكتابة عن الأحداث الكبيرة في حياتي الشخصية ، كموت أبي أو أمي مثلاً. وهذا ما أدركته أنا أيضاً؛ حيث أنني لم أستطع الكتابة عن شقيقي حسن مطلك بشكل مباشر أبداً على الرغم من...