محمد خضير

الروايات أربعة أصناف: روايات أحداثٍ كبيرة مثل "قصة مدينتين" لديكنز و"الحرب والسلام" لتولستوي و"أولاد حارتنا" لمحفوظ، ورواية أفكار كتبَها سارتر وكامو وتوماس مان وهاروكي موراكامي وكونديرا وبول أوستر، وروايات شخصيات مهيمنة نجد مثيلاتها في روايات كافكا، والنوع الرابع هو روايات تتوازن فيها الشخصيات...
أقِفُ على باب المَخبز، وأنسى فُرنَ بيتي مُطفأً كجمرةٍ في موقد الدَّرويش، سائلِ ليلةِ الجمعة. أنسى أنّي وقفتُ طويلاً بلا أملٍ في الرجوع للبيت برغيفٍ ساخن أو "شنكة" عجينٍ مختمِر. المخبزُ قريب إلا أنّ الذكرى بعيدة. كنت صغيراً، نحيلاً كعصا الراعي؛ ورغيف الخبز أسمرُ كالوجوه حولي. أذكرُ أنّ...
مقارنة بمجلاتنا، فإنّ مجلات عربية كمجلة (الدوحة) القطَرية قد قطعت مراحل طويلة نحو التحديث والترجمة ومناقشة مشكلات العالم المتكاثرة، بسرعة معرفية ولغوية وكوكبية. فهذه المجلة_ المتطورة إخراجاً وتنويعاً_ تخصّص في كل عدد جديد منها ملفاً حيوياً، وحقلا ثقافياً مستجداً، ترتادهما بأقلام مفكرين وأدباء من...
يصعب الحديث عن "سعادات" القاص باسم الشريف، خارج نطاق اهتمامه اليومي بشقاء الآخرين وأحزان زمنه ومشكلات فنّه الذي يزاوله بجدّية تقرب من الصلاة. إنها مراحلُ متزامنة مع الكتابة والحياة اليومية المتقلبة بين الفرح والحزن، ومتوالية كتوالي نضوج التَّمر في الأعذاق والتهيؤ الموسمي لقصّه وتعبئته وتسويقه...
من غير الأسوار، هل للمدن القديمة وجود طبيعي وتاريخي، أثرٌ باقٍ في صُحف الأولين والآخرين، انتسابٌ أخير لعصر ما؟ للبيوت ضمن سور المدينة أسوار تحيطها. فالبيت جزء من صورة المدينة المسوَّرة، وركن لقسم من سكانها الذين يختارون التحصّن والاستقلال عنها. (تشذّ بيوت الصحراء والأهوار عن هذا التصنيف إلا...
طُرِحت في جلسة الاحتفاء بالروائي أحمد خلف_ ملتقى جيكور بالبصرة، مساء التاسع عشر من تموز_ آراء حول تأثر الجيل الستّيني بالفكر الوجودي السارتري. وكان الروائي خلف قد بادر الى ذلك الطرح، في إفادته عن تجربته التي تعفّرت برماد تلك الفترة القصيرة في سنيّها، الكبيرة في نتائجها ( ما بين ٦٣_ ١٩٦٨) حين...
كنت أنوي أن أخصص عمود اليوم للحديث عن أيقونة من أيقونات الثقافة العراقية، المبدع محمد خضير وهو يدخل عامه الثمانين، محملاً بأحلام عراق معافى، مصراً على أن يشيع الوطنية في كتاباته ويتصيد حكايات العراقيين وهمومهم في قصصه.. محمد خضير الجنوبي الذي يكتب بصمت النساك، لم أقرأ له عملاً إلا وازددت يقيناً...
"إلى فاضل سلطان" قطعَ رجلٌ ماشٍ مسافات طويلة، على الطريق الخارجية، قبل ان تلتقطه شاحنةُ بضائع من على طريق فرعية منخفضة، انحدرَ إليها بحلول الليل. راقب الرجلُ الماشي، عن بُعد، رتلَ السيّارات التي تشحن على سطوحها حاويات البضائع المطوّقة بمصابيح صغيرة وامضة؛ تتجاوزه الواحدة تلو الثانية. تنحّى...
كلّ حبلٍ ينقطع إلا حبلَ الأدب، إذ مهما شددناه عاد الى الارتخاء؛ ولا رخاءَ لحبلِ مَن تشتدُّ به الظنون وتوتِّر حسَّه الخطوب وتشغله مشكلاتُ الخطاب، من بين يديه، وعِبر نظَرِه، وخلفَه. كيف لا، والأدبُ ممارسةُ حياة، وسبيلُ سَفَر، من الداخل للخارج، ومن الخارج للداخل؛ وكان هذا الحبلُ دليلاً في متاهة...
يقول الكاتب النمساوي بيتر هندكه (نوبل ٢٠١٩) في أحد حواراته (المجموعة في كتاب من ترجمة إسكندر حبش، دار خطوط وظلال، ٢٠٢١): "ما أن نبدأ الكتابة حتى نجد أنها تريد شيئاً آخر؛ لا ترغب الكتابة في أن نعطي كلّ شيء". ومقابل غوته الذي كان يمتلك "غريزة ألا يقدّم كلّ شيء" فإنّ كتّاباً ألماناً مثل كلايست...
الجسرُ مَعبرٌ ومَسرَد، ذهابٌ وارتداد؛ علاقةٌ ذات طرفين متقاربين او متباعدين؛ ما أن تبدأ لغتُها بالاشتقاق والتصحيف، حتى تتولّد من الكلمة الراكزة على دعائم ثابتة عشراتُ المعابر الفرعية: "سرج، رجس، سجر".. وكلّ منها لفظة منزوعة من سرديات الرمال والمياه والنيران. فالجسر يسير أحياناً بأقدام عابريه،...
(الأحلام ستظهر رغم أنفها ولن تفلت من اليقظة. سنلتقي بها خلسة) _ عبد الرحمن طهمازي_ تمرين على اليقين مهما كانت المواعيد محتّمة في حياة اليقظة، فإنّ لقاءات الآخِرة أهمّ وأكثر حتماً وصراحة. لم ألتقِ بِمن أحسَبُهم معلّمي "الجزيرة المفقودة"، أولئك المنفيّين من أروقة المدارس والمعاهد والأكاديميات...
من الثيمات المفقودة في سرديتنا العراقية الثيمةُ السياسية، التي طال افتقادها منذ ظهورها الأول في قصص محمود أحمد السيد وذي النون أيوب وعبد الرزاق الشيخ علي، في الربع الأول من القرن العشرين، ثم اشتدادها وسيادتها في روايات فاضل العزاوي وياسين حسين وعبد الرحمن الربيعي وفؤاد التكرلي، في منتصف ستينيات...
طالما نظرنا للربيع فصلاً ليقظة الجسد قبل الشعور باندحاره الوشيك؛ صحوةً للفكر بعد خمول القراطيس وعُطل المعاجم وفتنة التواريخ. ونستطيع أن نضيف الى هاتين اليقظتين، يقظة الطبيعة المتسيّدة صفحةً جديدة في كتاب الوباء الأسطوري. وليس في هذا الزفاف المثلّث، المساق دورياً، غير استعادةٍ محض من أجل استكمال...
إزاء خطاب الزيارة المأمولة لبابا الفاتيكان فرنسيس، يستقبل العراقيون قداستَه بخطاب يجرُّ وراءه ذيولَ التودّد المزيف والعاطفة المتذلّلة؛ ونقيضه خطاب آخر يحمل روح الشكّ المتأصل في العروق الموروثة من عداء أكبر امبراطوريتين مشرقيّتين: الإسلامية العثمانية والأرثوذكسية الرومانية. لقد مضت عهود سُحِقت...

هذا الملف

نصوص
57
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى