حسناء بن نويوة

والغروب يُقايض حيرة الرّحيل العجلى تنصهر في روض السّماء أمنياتي الملوّنة بأنّاتٍ نازفة وقلبٍ عليل.. في غابةٍ تُسمى؛ حياة أقفُ عاريةً أتأبّط العتبة أتنصّل من العبء الذي يهدّ ثباتي أقاوم حدسي لتجيء إليّ القصيدة كودق تروي صحاري العمر وتضيء الرُّوح بلا خطايا وبلا أفول...
حين يكون الشعر لذة في الكلمات، متعاليا عن صدى الواقع المعيش، يكون الصراع نوعا من أنواع المفارقة بين قطبي القبح والجمال، وبين التحقق والمحال، فلا يسعك إلا أن توسوس لداع خفيّ فيك، عصيٍّ على أن يحدَّهُ المكان والزمان، لأنك تريد به أن تحيا في رفعٍ بعيدا عن وقعٍ، فتختصر المسافة بينك والوضع المتربصِ...
أحني أصابعي فوق أنَّاتي الشاهقة أراوغ رغبتي الغافية وأكتبُ. أتعثَّر بمسامرِ التَّأويل قلبي يُكوى على موقدِ الأسئلة جسدي يترامى في وهجِ السَّعير وأكتبُ. أتخفَّف من فجائعي أنصاع إلى مخارجِ البوحِ أدلِّل ندمي كزغرودةٍ وأكتبُ. أتوزَّع في أفلاكي أتنوَّع.. أتمدَّد.. أتعدَّد أتزحزح عن أفكاري...
لعلَّ الحديث عن الجسد أمر بالغ الأهميَّة والحساسية. إذْ أنَّ دلالته العميقة تندمج مع الذَّاكرة وتُمثل العقدة والحل على حدٍّ سواء. كما أنَّ توظيفه العام ومفهومه الجوهريُّ الخاص يختلفُ (أحيانًا) بين الذَّات والآخر. يقول الرِّوائي والقاصُّ الإسباني ”خوان خوسيه ميلز“: ”عندما نتحرَّرُ من عُبُوديَّة...
لا أريد من الحياة بيتًا زوجيًّا مرميّة أركانه في براري التِّيه و"دزينة" أطفال بأسماء كثيرة ومستقبل مجهول. ما أريده كامرأة أمر بسيط بسيط للغاية.. فقط بعض احتواء مغمور وأصابع حانيّة تُجدِّد أنوثتي وتبحث في خصري عن رقصة شرقيّة لا تشيبْ. لا أريد من الحبّ لقاءً حميميًّا، سريرًا مدكوكًا بفائض رغبة،...
أنفضُ العجزَ من على ستائرِ وجودي أغنّي ما في وسعي من صدى وأفكّر بأيّ لحنٍ يمكن أن أذهب بهِ إلى المساء حتّى يُسمع صليل أساي أنا النّوتة المتوحّدة خبرتُ جرحَ النّاي حين تَحوّلتْ الآهةُ في تلابيبي أغنية. وحينما اكتمل نِصاب الجرح سافرتُ هنُا... وهناكَ سافرتُ على شراراتِ قبيلتي وأفواه النّميمة...
هذه اللّيلة دافئة دافئة جدًّا... لدرجة أن تقرصني كي أتدلّى من كروم حدائقك وأغرق في تقاسيمك المُشتهاة. *** كان عليَّ فعل ذلك منذ النّبضة الأولى لكنّ الأرق المتلبّس بي والهائم فيّ يمنعني من الإقتراب والانعتاق والإلتصاق. *** هذه اللّيلة حالمة حالمة جدًّا... لأن نصوغ من فيئها آيات وابتهالات تمّجد...
باليدِّ التي أكتب بها وأتحسّس بها لحميَ المدبوغِ بخشونةِ الماضي ها إنِّي أحفرُ بها من جديد منفاكَ الهائِلِ البعيد. أتأكسدُ بالسخطِ أحتمي بالكتبِ أرتِّبُ الوقت بِدمي أكرّرني في زحمةِ أشيائك وأمتصُّ ما ضرّني من شوائب طائشة. أديرُني على إيقاع ذبذباتك كردارٍ يحني موجاته صوب عينيك اللّامعتين...
لـو كنتِ مسافة جسدكِ الوقت الذي يلهو؛ أنا المطعون بالغياب. كفلّين مقطوع على يدِّ حطّاب الوقت القلق/ العابر. لـو كنتِ خريطة جسدكِ التّضاريس؛ أنا المشغول بالاكتشاف. لجسدكِ تاريخ الدّم والنّار لي الغربة والأسفار. أسفار: تشهد المحطات الصلدة كصخرٍ كم انتظرتكِ! جسدكِ يُربك الفراغ أنا فاصلة بين...
ما زال الوقت مبكرًا لأغفو.. دون سماع صوتك لا غفوة لي صوتك ذاك الرّنين المُزهوّ يُزلزل ضواحي القلب. ♡ صوتك الماشي بمحاذاةِ مسامعي رعشة مدوّخة. ♡ صوتك الطّفل الشقيُّ لم يكبر مذ آخر مكالمة. ♡ في البال معك مشاوير/ مراجيح أسلاك موصولة بأسلاك لهفة موصولة بلهفة آهٍ.. صوتك الرّخيم أمَّارٌ باللّقاء. ♡...
لَكمْ يُتبعني ظلِّي أنا المبعثرة بكلِّي لم ألتقِ بمن يفرزني منِّي أو ينوبُ عنِّي في حمل هذا الجسد في الظَّهيرة أمضي إليَّ وحيدة أُقشرني من نسخي القّديمة وأخرج خفيفة من أشباهي الأربعين أتزحزح قليلاً أمرُّ سهوًا باسمي لا اعرفني..! مُضطربة أحيانًا بلا تفاصيل أهجو ميلادي جسدي مُشتعل بسجيّتي...
شرفات الأمريكان سيرة شكوى ونضال.. باهتمام كبير وعناية فائقة، تماهيت مع مجموعة "شرفات الأمريكان" للأديبة الجزائرية "إلهام بورابة"، ولم أشأ أن أتركها دون تدوين مراجعة وجيزة، لوجوب الاعتراف بمقدرة القاصة على الصياغة والتجديد في مواكبة الموروث الثقافي الذّاتي والاجتماعي، فمجموعتها نفسيّة وحسيّة...
هذا المساء كنت وحيدة جدًّا أكثر وحدة من قصيدة مرمية على قارعة الطّريق يدوسها المارّة كانت مطرقة الرِّيح تتقن اللّعب بريقي وكلّما دقّت مسمارا جديدا يخرج صوتك كرصاصٍ محترف في قتلِ الوقت من ثقوب رأسي. ■ كان لمسائي أكثر من سبيل للعبور إليك كأنْ أقتلك بنظرةٍ حُبلى بطعم التوت أو أعصر ليمونة على هامش...
استكمالا لمقارباتنا النص الأنثوي سنتناول اليوم نصا للشاعرة الجزائرية حسناء بن نويوة بعنوان (حلم خارج السياق). يقول الأخضر بن السايح: (النص النسائي مشحون بطاقة توتر عالية، فيه خرق وتجاوز وانزياح لكثير من الرموز المستمدة من الجسد. هذا الجسد الذي ينفث بركانه، وصواعقه مزلزلة على الورق. تسفر بعد...
أجلسُ على أريكة الوقت أتقصّى أخبارك على مهل وأقضم أظافر المسافات اشتياقا أيُّها الرَّجلُ الشرس الأخطبوط أيُّها القاطنُ أقاصي روحي هل لي أن أكلمك دون حبال صوتية دون إيقاع نغميّ كان في القلبِ أنت هذا القلبُ صوتك الخفيّ ألَّا تسمع خشخشة الآهات وهي تُطوّقك تلتفُّ على مسامعك هنا فوق الوريد نبض يرتعش...

هذا الملف

نصوص
15
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى