منذر ابو حلتم

لعينيك .. لوهج الثورة الحمراء اهدي باقة مني ومن روحي اشد جسور نهضتنا .. وارسم يا بلاد المتعبين صدى انطلاقي .. والبحر .. ان البحر منتفض والموج يمشي مسرعا يجتاح كثبان السراب .. هي البداية فاستعدي يا ميادين الخراب فالبحر ينذر بالخيول القادمة صوب النشيد .. اني اعيذك يا حبيبي ان تطوف بناظريك...
حين تكونين معي .. يتباطأ الوقت .. تفتح الشمس عينيها .. كطفلة تصحو من حلم جميل تتأمل زهرة على مهل ظلها .. ويعلن الزمن غفوة صباحية في ظل شجرة نائمة .. حين تكونين معي .. يداعب البحر خاصرة الرمل فتضحك الشطآن مثل صبية تحاول ان تخفي شفتيها بأصابع الصدف الملون والظلال … حين تكونين معي .. يطير...
حياة المكان الذي تجلس انت فيه الان ..ربما كان يقف فيه قبل مئات او عشرات الملايين من السنين ديناصور ما .. وربما مر قبل مليون عام او اقل ماموث نابض بالقوة وبالحياة حيث تجلس انت الان حاملا فنجان قهوتك .. وبعدها بالاف السنوات ربما كانت تقيم عائلة من سكان العصر الحجري في كهف ما تماما حيث تقع...
في آخر الليل في الضوء الرمادي الذي يشبه رائحة العتمة.. يتئاءب تمثال في الصالة الباردة.. هادئ متحف الشمع.. وليس في الهواء هنا سوى ما تنقله الريح من اصداء مدينة لا تنام.. في الركن يسعل تمثال ويخطو خطوتين ثم يسأل بحياد عن عود ثقاب.. ليشعل سيجارة شمعية بين اصابعه.. تسرح سيدة شمعية شعرها قرب مرآة...
حتى بعد مرور اعوام طويله على موته .. لم يكن قد اعتاد على فكرة الموت بعد … ورغم تعرضه للسخرية من الاموات اكثر من مرة الا انه كان يتصرف بطريقة تستفزهم .. فيبادرونه باستفراب وانكار : انت ما زلت تتصرف كالأحياء ..!! … كان يراوده حلم غريب … لكنه لم يجرؤ على البوح به لأحد .. فالمادة الأولى في دستور...
هذه الدراسة جزء من كتاب : العين والمرآة في النقد والتطبيق ” موازنات ومقارنات في الأدب الحديث “ يمكن أن نقارن علاقة اللغة بالتفكير بعلاقة الجسم بالنفس واللفظ بالمعنى. فالفكر هو الصورة واللغة هي المادة أما اللفظ فيكون حاملا للمعنى وموصلا له والمعنى مستقل عن اللفظ ومتأثر به، ويستقيم باستقامته...
في الشوارع الخاوية تعربد الريح ساخرة .. وتنقل في زوايا الخواء انات لا يسمعها احد لروما وهي تصنع ما تيسر من توابيت لأبنائها حشرجة تشبه صوت الصدى في المدرجات الاثرية العتيقة وبرج ايفل يغفو على اطلال باريس التي لا تنام خاوية شوارع الاندلس ومدريد لم تعد تنام يقول شاعر حزين في الساحات يترنح جنود جوعى...
الرجل الذي يشبهني والذي يقيم دائما خلف المرايا .. قال لي اليوم وكأنه يطلعني على سر خطير بأنه اكتشف سبب الارتباك والفوضى في عالمي .. واضاف وهو يقرب شفتيه من زجاج المرآة انه اكتشف ان كل شيئ في عالمي معكوس واليمين يسار واليسار يمين وانه حتى الكتابه في عالمي معكوسه .. ضحكت واخبرته ان كل شيئ في عالمي...
متوكئة على الظلال تمر الريح قربي على مهل مثل سيدة عجوز .. ومثل اوراق الخريف مثل اوائل المطر يتساقط الوقت حولي .. ... فكأنما في الأفق باب مشرع للحلم .. او لطيور الأمنيات * * * الغيم سقف الحالمين يقول صديقي الذي مات منذ زمن كأنما يغسل المطر صدأ السنين عن النوافذ وتمسح الريح على مهل...
فر النعاس وطال الليل وامتدت احلام قلبي فوق الأفق كالسحب ادمنت طيفك حتى صرت احسبه طيفي انا وصرت النبض للقلب تبدو لروحي في الأسحار عيناك كالنجم تومض او كالشعر في الكتب ناديت باسمك همسا فاستفاق دمي وحروف اسمك مثل الدمع في الهدب اعلنت حبك للنجمات فالتمعت وبكت سمائي بالألحان والشهب...
وتسألني .. أأنت بخير ؟ صديقي كأنك لا تعلم ؟ وتعلم انت بأن المساء .. لفرط الجوا .. يتألم .. وتعلم انت بأن الصباح يجيء حزين الرؤى يعتمُ وتسألني ؟ بخير انا يا صديقي .. بخير كبحر يثور . بلا موْجِهِ كهذا الصباح يتيما يجيء كعشٍ خلا من طيره .. كسهل تطاير منه الربيع كليل طويل .. بلا بدرهِ...
وأنا المسافر .. ام تراك نسيت ميعاد السفر ؟ يا حبيب الدهر الأسود .. وانحناءات المطر اتراك كنت محلقا صوب شعلتك الأخيرة .. لو كان موعد رحلتي ابكر قليلا ؟ حدق قليلا او طويلا .. فأنا وانت حكاية .. ما زال راويها يتمتم ذاهلا من اين ابدأ ؟ يا صديقي .. ياابن كل الشاربين دموع صمت شموعهم من اين ابدأ ؟...
على الحدود الباردة تقف ( اولغا ) بكامل اناقتها .. تمسح عينيها من دمعتين على قبعتها يتجمع ثلج خفيف .. تجر حقيبة تشبه حقائب السفر وبيدها الأخرى تمسك بيد ( يلينا ) طفلتها زرقاء العينين ... تمشي ( اولغا ) ببطء في صف طويل نحو حافلة تنقل اللاجئين الى ( وارسو ) * * * على الحاجز الأمني بالقرب من...
غريبة كانت تلك الظاهرة الجديدة .. فالوجوه تلتصق بالمرايا .. تتشبث فيها .. تحدق في اصحابها بنظرات ساخرة .. ثم تقفز محلقة في الهواء .. الغريب ان كل من سرقت المرايا ملامحه اصبح بلا وجه .. ففي تلك الجهة الامامية من رأسه اصبحت تمتد مساحة فارغة بلا ملامح تشبه وجوه التماثيل الحجرية العتيقة .. البعض...
كم كان حزيناً ذلك الممثل الوحيد .. كم كان حزينا وهو يؤدي كل ادواره الصامته ..! يموت ويحيا .. يمارس كل جنون الحياة .. ينادي خيول المستحيل .. كم كان حزينا ومهدودا .. ومتعبا لكن وجود المتفرجين ( على صمتهم ) .. كان يبث في شرايينه نشوة الانطلاق وحدك الآن .. وحدك … وحدك ..! هرب الممثلون...

هذا الملف

نصوص
52
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى