محمد علي يحيى "سيزيف"

هذا المساء ملائم جداً لميلاد شاعر يبكي في متن القصيد دماء هذا المساء مناسب جداً لإنجاب حبيبتي التي ترقد الآن وحيدا في قبرها حبيبتي؛ التي فارقتها الحياة منذ عام عاهرة نعتوها في ليلة نومها الاخيرة ثم قالو إنها لا تستحق أن تدفن حتى في مقابر الاجداد! و الذي إغتصبها في وضح النهار و فض بكارة حياتها...
في الصباح قبلما تروِّج إذاعة أمدرمان أكاذيب الصباح لترويع الفراشات في الحديقة الخضراء دعيني أحبك!. في المساء عند الثامنة بتوقيت غرينتش قبلما تطل دودة التلفاز لتقرأ نشرة الأخبار عن سقوط قتلى و جرحى في انفجار قنبلة بقرية خضراء دعيني أحبك. تعاليْ .. تعاليْ أيتها الخفيفة مثل نسمة باردة في الصباح...
أنا رجل سيء لا يصلح للحب، أي لست صالحاً أن أكون حبيبا مطيعا لفتاة لا تقرأ نشيد الانشاد كي لا تنحرف عن دينها!. أنا رجل سيء لست صالحا لمهنة النجار أخاف يوما أن اقطع شجرة خضراء كي أصنع تابوتا للطغاة!. أنا رجل سيء لست صالحاً لمهنة الجندية لأنني لا أستطيع قصف قرية خضراء!. أنا رجل سيء لست صالحا...
ألا تجلسين قليلاً بجانبي .. ها هنا مثل شجرة أكلتها السنين فإتكأت على حبيبها !. ألا تجلسين قليلاً بجواري .. هاهنا كي اخبرك عن شيء جميل عن لحظة تاريخية تنتظرنا على السرير عن نشوة عارمة .. عن حضن دافيء ينسينا برد الشتاء عن حفلة قُبل ساخنة على الرصيف!. تعالي، كي نمشط شوارع المدينة و نسرق من البيوت...
عائدون نحن عائدون من فك السآم المميت من أسفل قاع الجحيم عائدون عائدون نحن عائدون من الحروب اﻷهلية من الشوارع المغسولة بالدموع قادمون نحن قادمون من الخلف و من اﻷمام قادمون من كل حدب و صوب من جيوب القصائد و من صفحات التاريخ عائدون كي نرمم مقابرنا التي جرفتها السيول! عائدون نحن عائدون كي نوقظ الخوف...
وطن مهترئ .. شبه الحبيبة كتابات مبتورة الأطراف لشاب مغمور لن يصافح يوما جمهوره لحظة تدشين و لن تتصدر صورته عناوين الصحف!. ** قرية محترقة .. نازح مصاب بالتيفوئيد مناجل الحرب تحصد رؤوس الأهل هذا انا قبل عشرين عاما حين كنت لقمة سائغة في فك البؤس!. ** كوخ مهترئ قلب مصاب بلوثة النوستالجيا نصف أم نصف...
كان الوقت صباحا، الطيور ما زالت في وكناتها، عبر نافذة مفتوحة نحو شجرة القضيم رأيت ودبرق جميل يغازل معشوقته عشوشة، كان المشهد رومانسيا جدا، طائران منغمسان دون إكتراث في تبادل القُبل، رياح تراقص أغصان القضيم، الحان الطبيعة الخلابة أضفت للمشهد روعة هوليوودية، فجأة، فارت خميرة الرمسسة في، أحلتُ...
الشمس تبدو مثل ندبة على كتف الحبيبة و الطل رحيق إنزلق فجأة من فاه السحاب حين أراد تقبيل الحقول هذا الصباح ناصع مثل وجهك و المكياج اليحتضن خدك تحسده اناي دعيني أسال تنورتك عن شعوره حين تمارس معك الخطيئة و يحتضن مؤخرتك المثيرة من الخلف حين تلهبك سياط الشهوة فتتقيأ عصيرًا يغرق سطحها بالرحيق أي حظ...
إليك Khadija Akkouh - تحذير أولي: أنا عبوة حزن ناسفة فأحترس!. * تحذير ثاني: لست إنسانًا؛ قلبي يمتهن ضخ الحزن فقط!. * تحذير أخير: لا تقرأ؛ هذا النص مفخخ بقنابل المولوتوف الكئيبة!. النص: تعب أنا من كل شيء احمل في داخلي حزن كثيف يكفيني لمليون عام قادم بداخلي من السام المميت ما يجعلني تعبا أكثر...
أتمنى أن ينتشلني شيئا من هذا البلاد قذيفة نزقة تمنحني الخلود زوبعة ترميني في مكان أخر في دولة يحترم الإنسان ستين عاما من البكاء و اجساد الرفاق في تربة تنبت ثوارا من جديد. أيها الطيور الراحلة خذوني معكم أمنحني يا رب أجنحة لأحلق بعيدا بعيدا نحو السماوات و إليك كرهت هذا البلاد و حروبها لا طعم...
لست شاعر بما يكفي لرتق جرح البلاد النازف لو كنت طبيبا ماهرا لربما إستأصلت كل الأورام الخبيثة من جسد هذا البلاد. من يحفر مقبرة يسع كل هذا الأنين بعد موتها لست حفارا للقبور و لا أملك فلسا احد لشرائها. من يعيد لهذا البلاد مجدها و سعادتها بعد سرقها لست سيزيفا بما يكفي لربما حملت على أكتافي بؤس هذا...
قبل أن يخدع سيزيف ألهة الموت مات أنكيدو و فشل جلجامش في العثور علي إكسير الخلود بموت أنكيدو ذبل الحدائق و الحقول و على رحم الخير تكاثر الشر حروب. بموتك يا أنكيدو ما عاد سيزيف يحمل على أكتافه الصخر بل وطن مسحول بالنزيف. و كلما دفع الوطن نحو القمة نحو السلام دحرجها الطغاة بكل نزق نحو القاع أسفل...
جسدها مطرز بالخرز الملونة و على جيدها تحتشد الخلاخل المذهبة عينيها كبيرتان كعيني ظبية شاردة. أيتها الأنثى الوحيدة أمنحني تاشيرة الدخول دعيني أبحر فيك في نتوءات جسدك في نهديك و ما أدرك ما نهديك نهداك يا سمرائي محيط من عسل مصفى شهيتان كدجاجة مشوية طازجان كبرتقالة ناضجة، نهداك يا عزيزتي مكورتين...
مارلين إمرأة الدخان القادم، من أدغال الأمازون .. أيتها السمكة الطازجة، وهبتك قلبي طعما لم لا تقعين ضحية لصنارتي!. مارلين تعالي هنا .. سأخذك إلى البحر نجمع الاصداف و نقلد الاسماك في السباحة ننام عرايا على الشاطيء و الشمس تمحنا حماما دافئا مارلين تجري حافية أنا خلفها الآحقها الرمال تلتصق بردفيها...
السحب الآن السحب الآن تحتشد في السماء غيوم بيضاء محملة بالمزن الثقيلة الرياح تعصف بنا تراقص الاغصان و تغازل العصافير الملونة المدينة في خوف في ترقب مجنون كفتاة عذراء في ليلتها الاولى المطر كقائد عسكري يأمر بقصف المدينة بدمار شامل بفيضان يغرق قبح هذا العالم لا سفينة نوح أخر لتنقذنا لا جبل سيناء...

هذا الملف

نصوص
22
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى