هيثم نافل والي

الكلمات تموت عندما تسقط على الورق؛ وما أن يهم أحدهم بقراءتها.. تعود فتحيى. وإذا أردت أن تحب البشر لابد أن تغض النظر! تنويه/ ولدا آدان وحوّار في زمن أجهله كل الجهل؛ بذاكرة خارقة، فولاذية تمتد لقرون بعيدة خلت. يتذكران بصفاء ذهني ناصع رهيب كل شيء وكأنهما من أبناء ما قبل التاريخ.. يتذكران مثلاً...
تعرف نرمين زوجها جيداً، فهو من النوع الأول الذي يقال عنه- إنسان- من فئة الناس، لا كائن من صنف البشر! في ناموسها تمقت الذين يدبون على الأرض، كالقطط، كائنات حية، بشريه، لكنهم قطط تائهة تعيش حياتها، بطولها وعرضها من أجل الأكل والشرب والتكاثر. لكن زوجها هزار كان مختلفاً، رجل صالح، مفكر، له قلب أبيض...
يخال أن الإنسان الطيب اليوم ممقوت من الآخرين، وعليه فوق ذلك أن يدفع ثمن طيبته وبساطته ورقته وهدوئه للناس الذين يحيطون به لأن الله جبله على هذه الطباع الجميلة الوادعة المحبوبة سمعته وحريته ويحارب حتى في رزقه ويودع السجن إن تطلب الأمر ذلك!. خلع ضمير مخسوف الخدين غائر العينين بأيدي مرتجفة بجلسته...
ضرب عبد الرزاق صدره بقبضة يده بقوة، كمن ركبه عفريت أزرق... وهو يصيح: يجب أن أفعلها الليلة! لم يكن عبد الرزاق سيء الأخلاق؛ بل تخرج من كلية الطب البيطري منذ سنتين، أنهى خدمته العسكرية قبل أشهر قليلة، حاول أن يجد عملاً في تخصصه، ولم يجد؛ فبقي عاطلاً، حائراً، خامداً يسكن مع وحدته التي تعود عليها...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى