مريم الأحمد

لم تتزوج صديقتي فهي تكره أن تجهز الغذاء كل يوم لرجل غريب! يطلب المزيد من الفلفل، الكثير من الملح، القليل من الحشمة و الكثير الكثير من الدسم.. .. تكره صديقتي أن يتوسد ذراعيها رأس أصلع دائري يشخر كقطار بلا وقود.. أو يحبس إصبعها بقطعة ذهب مدوّرة و يحبس أنفاسها في قطرميز المخلل.. قلت لها.. ربما يصبح...
ما هو المنطق؟ هذه المرة أنا أسألك يا سهير البابلي.. و لا تخافي لن يطلع لك بهجت الأباصيري و يقاطعك! و لن يقطع الناظر لسانه من اللغاليغ. قلتِ أن المنطق هو الحق و الخير و الجمال و أنا أرى أن كل ما ذكرتِ ينضوي تحت تعريف اللامنطق. قد تعترضين، يا معلمة الفلسفة الجميلة! لكن يا أبلة سهير، بالله عليك أين...
أول مرة سمعتُ بكلمة طائفية ظننتها أكلة! سألتُ أمي.. ماما! لماذا لا تطبخين لنا طبخة طائفية..؟ قالت.. تحتاج لنار هائلة و ذبح و... أسرعتُ بإغلاق أذنيّ و هربت. .. أول مرّة ركبت القطار كنتُ أتوجه في سنّ الرابعة عشر من عمري إلى القرية هناك كانت عمتي قد دفنت ابنها في اليوم ذاته.. ابن عمتي الذي أذكره...
حين نبكي نحن النساء لا ننزل الشارع و لا نختار حانة رخيصة للشرب و التسلية. لا نكسر الكؤوس برؤوسنا أو قبضاتنا نحن فقط نخفي وجودنا المحترق، و نستمر بجلي صحون الغذاء نسقي أصيص الورد على الشرفة و نمسح بلور المرآة في الحمام.. إنه الجهد الذي نبذله بعناية أمومية كي يصبح وجعنا مثالياَ.. حين نبكي، لا نغص،...
أريد أخوة حقيقيين لا يهربون من أول مجاعة لا يموتون في أول حرب أريد عيناً حقيقية تقشع الخواتم و لا تبكي و لايقلع عينها حق هل ثمة منادٍ في هذا الليل يدق طبل الفوز لأنام؟ أريد صورة عميقة جداً للكون الكوكب الذي أعيش فيه يطفو متفسخاً هل شاهدتم عظمة المسرح الأثري هل فكرتم بالجماهير الغابرة التي لم تكن...
ذهب البحر إلى المدرسة.. و كان الدرس الأول.. عن عذوبة الينابيع فبكى! ذهبت الغابة إلى المدرسة.. صُعقت حين شمّت خشب مقعدها. ذهب الليل إلى المدرسة.. و كان الدرس الأول عن الأمل.. فهرب. ذهبت الرمال إلى المدرسة و كان الدرس الأول عن العواصف.. فارتجفت. ذهب الثلج إلى المدرسة و كان الدرس الأول عن الحب...
بعد الحرب ستعود كل الأشياء إلى مكانها السابق الجداول إلى حضن العصفورة الأغاني إلى رصيف بين زهرتين ستعود! الحافلات إلى الصباح السائقون ينادون على الباعة ليفسحوا المجال الركاب، يجمعون أغراضهم بين أقدامهم بحرص التذكرة بين الأسنان و اليد تبحث عن محفظة الروح! العيد سيدق باب الفرن و ستعود أمي بطبق...
أنا كاتبة شعبية.. كل صباح أؤلف وجهي.. لكن.. لا أحد يقرأ..! مضى على وجودي هنا مئة عام.. أمضيتها بمحوِ الوجوه.. و رفع ثقل الوجود بشحمة أذني. الزهد مهنتي و مؤلَفي الفريد.. يتألف من.. صفحة واحدة بيضاء.. أنا بائعة أقمشة جوالة.. على كتفي لفّات مخمل و حرير.. و سيمفونية المقصات السعيدة.. حزنت كثيرأ...
كل المشكلة أن اسمي مريم.. مريم اسم حزين و منكفىء على جوهره.. مريم.. اسم تخطفه السواقي الضالة.. تلتقطه المرايا المتوجسة.. لو كان اسمي زينة بتاء مربوطة.. كبيرة.. تاء دائرية تنفع أن تكون شمساَ.. أو ثقب أوزون ناعم.. و لطيف.. أو سعاد بحرف سين زلق و سعيد.. ينغمس في دخان جامد لسيجارة النشوة الأولى...
هل ستأتون لزيارتي عندما يجتاحني الكرب؟ هل ستقرعون جرس الباب تحت المطر و العاصفة بصلابة و تماسك؟ ألن تتظاهروا بالسعال و تعتذروا عن الدخول؟ هل ستجففون الدمع قبل أن أجرّ قدميّ نحو مروج الشمس خلفكم؟ أم ستكتفون برسم قلب فارغ تحت منشوري الأخير؟ قلب متصدع حزين،، و تهرولون مسرعين إلى أخبار سعيدة! هذا ما...
عزيزي نزار قباني : لا تستغرب أني أخاطبك بكلمة عزيزي، دون أية معرفة شخصية او صلة قرابة حتى. أنا مجرد قارئة لشعرك من هذا الوطن المسفوح تحت سقف الأزمة. أنا قارئة سطحية جداَ لاشعارك، حقيقةً ، أقرأ لأستمتع بصورك.. مفرداتك.. ثوراتك على امرأة ميتة،، نعواتك لقمم تنزلق اسفل السافلين. أهنئك. أهنئك على...
أولئك الذين يضعون الرغيف على ركبتهم أثناء الأكل.. و يفتتحون الطعام بحلف اليمين أن تشاركهم . أولئك الذين يتحدثون عن متاعبهم و أفواههم ملأى بالطعام. الذين يشعلون سيجارة و الزفر بين أصابعهم..! و... بالوقت نفسه.. يحفظون رقم صبغة شعر زوجاتهم.. و يحملون طبق الطعام إلى المطبخ.. يجهزون الشاي.. و يلقون...
انشغلنا برفع الرايات ! بدفن الأشلاء في باحة المدرسة الابتدائية، ابتدأ الدم، ابتدأ النهار، ابتدأ الإصبع الخجول بقرع جرس الندم. انشغلنا و نسينا أن نطعم الحمام الزاجل رسائلنا، و لم نرش البرتقال المثمر بالشمس. هذه ضريبة الوجود. ضريبة شد أزر الرفاق! الرفاق مولعون بنبش القبور و التكلم مع الجثث. مولعون...
ثياب أختي الكبرى لي، و كذلك حذاؤها المفلطح.. رقعة كبيرة على القماش، لا ضير! و تنطلق صافرة أبي معلنة هلال العيد. طقم أختي الجديد، لا يبارح نظري! من الساتان الأحمر الموشّى بالدانتيل على الأكمام و الياقة. تبدو أميرة تبريزية في عنفوان تمردها، حذاؤها أخضر لامع و له بوز رفيع مدبب! اكتشفتُ مهارتها...
انشغلتُ كثيراً بزخرفة قبر أمي ، حتى أنني نسيتها تماماً . 2 صديقتي المقرّبة هل يمكنني استعارة حذائك ، و فستانك و شالك الكستنائي و حبيبك؟ 3 استعرتُ حزام أبي صار صوتي أخشن ، لكن كتفيّ تهدّلا ...

هذا الملف

نصوص
52
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى