مريم الأحمد

أولئك الذين يضعون الرغيف على ركبتهم أثناء الأكل.. و يفتتحون الطعام بنهش بصلة الفريك. أولئك الذين يتحدثون عن متاعبهم و أفواههم ملأى بالطعام. الذين يشعلون سيجارة و الزفر بين أصابعهم..! و... بالوقت نفسه.. يحفظون رقم صبغة شعر زوجاتهم.. و يحملون طبق الطعام إلى المطبخ.. يجهزون الشاي.. و يلقون النكات...
ماذا لو هبّت العاصفة على حقول الشعر..! هل ستذرو قصائدي في كلّ مفرق ؟ هل تطفو في أزقة المياه الشعرية.. أم تغرق؟ ماذا لو انحنتْ.. و كبتْ مراكب الكلام في زأرة النهر؟ هل سيغدو قلبي كثبانَ شعر؟ ماذا لو تساقط جلد القصائد ندماً على حزن بائت أو خوفاً على فرحٍ فائت؟ .. هل ستسعفني خطواتي؟ هل أنتعل ماء...
لا يمكنني العودة إلى المنزل اليوم.. فقد طردني أبي. كتبتُ لأهلي على الجدار.. بقلم أحمر الشفاه.. " وجدتكم.. لكني لم آتِ.." غداً.. سيكون المنزل مأهولاً أكثر.. من دون مقصّات.. من دوني.. و أليفاً أكثر.. رغم أن أبي لم يطردني يوماً.! رغم أن أمي لم تقصّ لي شعري و أنا نائمة..! لكن عليّ الهرب دوماً.. من...
ما العيبُ إذ أعانق شجرة حزينة في حديقة؟ ما العيب أن أخبئ شوكة الوردة في صدري ريثما تنبتُ أمها ؟ أترجم للنهر ما تبوح به الجبال العالية..! ذلك النهر /التلميذ المتأخر دوماً عن مدرسته.. و أبكي مع قصب السكر في معامل التكرير . ما الغريب.. أن تطفئ رأسك بشمعة.. أو تسبح في نوم المؤرقين كدمعة.. ما الغريب...
تعرفين عادتي يا حبيبتي.. بعد الغذاء لا أغسل يديّ مباشرة.. بل أدخن سيجارة و الزفر لا زال على أصابعي.. تعرفين عاداتي.. و تقدرين.. أيضاً أن مجاملات الفيسبوك.. تبقى مجرد مجاملات.. لن أحبّ غيرك.. فلا داعي لتسرقي الموبايل و تفتشيه ليلاً.. تعرفين يا قرة عيني.. أن ما في جيبي هو لك! و ما في قلبي لك.. لكن...
لو تدلّى فوق شفتيّ شاربان أسودان ..و جحظتْ عيناي أكثر.. لو كانت الساعة المعلقة على بطني بين القميص و الصدرية أكثر دقة.. لصرتُ كاتبةً مجنونة مثل مارسيل بروست.. لو كنتُ سائلاً حاراً أو أسرع بالدوران مما تسمح به كرة أرضية تدّعي أنها أمي.. لصرت قطعة بسكوت ذائبة في كأس بللوري مصدوع.. و لاكتشف العم...
لدى الفرح القليل من الوقت.. لينمو فوق عيوننا...! دعونا نبكي فيما بعد! ما حاجتي للاستعجال ؟ لديّ الكثير من ملابس الطفولة.. لأعودَ شجرة صغيرة.. لديّ الكثير من ملاقط الغسيل.. لتنقر شمس الحب شرفتي.. ما حاجة السماء للبقاء..؟ أكتافنا لمّا تزل تقيم للزرقة قصراً.. لدينا المزيد من الدمع.. لنهاجرَ إلى...
الأشياء التي طلبتها من الله.. طلبتها مرة واحدة و بخجل شديد... حتى لم يكن هنالك داعٍ لذلك.. فهو يعلم ما في قلبي.. و إن كان ممكناً أن يستجيب لرغبتي فهو لن يقصّر.. إن كان مقدراً لي ذلك.. هو الأعلم و الأدرى بحالي.. كانت أمي تدعي لجميع مخلوقات الله.. من طيور و حشرات و قطعان جواميس و تماسيح و بشر... و...
في مسابقة النصوص الإبداعية.. تم استبعاد نصّي من المنافسة.. و لكنه فاز بالمرتبة الأولى في منافسة النصوص الانسانية.. .. هل تعرفون؟ النصوص الانسانية لا تحتاج إلى الاستعارة و الكناية.. و المجاز المعلوك.. تحتاج إلى قلب حساس و صادق. .. هل تعرفون السهل الممتنع؟ هو أن تأسر القارىء في النص.. ذلك النص...
عندما تُقتَل شجرة ... هل لاحظتم اليد الصغيرة التي تبقى وحدها..؟ هل لاحظتم أن النوافذ تنفلتُ من حزنها..؟ و تفيض السماء المترامية جداَ على اليمين.. أما في الجهة الأخرى... أمٌّ أضاعت طفلتها في الضباب.. تذوي. .. عندما تُقتلع شجرة.. تغلقُ أبواب الأرض.. يصبح الداخل خارجاً.. و تمشي الغابة بقدميها...
من باب السيارة.. إلى باب المدرسة.. عشرة خطوات.. فقط.. كافية لأصبح شخصاً مختلفاً.. أتسلح بابتسامة.. و أستنشق بملء صدري نسيم الخريف. من باب الصف إلى عيون الطلاب.. إلى جدائل الفتيات... مئة رواية.. دفتر التوقيع... دفتر التحضير.. أقلام اللوح.. عنوان الدرس.. تاريخ اليوم.. بلا تاريخ... هو الغد.. هو...
جدّي.. جدّف بقلبي.. نحو الصفصاف. و نم في كرومي... ماشاء لك القطاف.. جدّي.. قل لجدتي.. أني لا آنام.. شيطان الشعر يهزّ خطاي.. و أخاف.. من العبور.. إلى يديك القويتين الشاعريتين.. أخاف أن يسرقني النهر.. كيف سأكون إذاَ يا جدي.. كيف أكون.. وردة وحيدة في حديقة الساهرين؟ .. هل تعرف يا جدّي.. صديقتي...
لم أتعرّف على نفسي في الصور.. و لا في المرآة.. أنتظر أن يأتي شخص.. و يناديني.. يا مرياااام! .. أنا الموت الذي تكاثف.. في نزلة حياة حادة..! .. أنا العطسة التي خرجت من صدر اللاشيء… فصرت. .. لم اتعرف على صلابتي في الجدار.. و لا على ملوحتي في البحار.. ربما.. لم يستيقظ ذلك الذي لم ينم بعد! .. لم...
الجنود الذين ذهبوا إلى الحرب.. و عطلوا ساعة الحياة في معاصمهم.. اتجهوا جنوباً.. جنوباً جداً.. أبعد من كلّ جبل.. أبعد من كل نهر.. هناك لا تعني الأرغفة شيئاً.. و لا ضحكتهم الأخيرة شيئاً.. هناك.. طيور غريبة في العراء تنبتُ ريشاً صناعياً.. و قلوباً تتدحرج من أعلى الهزيمة. لم يعد الجنود.. .. في قسم...
أريد العودة إلى بيتي.. لكن.. ليس لديّ مال.. أو هوية.. و ليس لديّ صديق أو ربّان سفينة جريء.. يخبّئني في حاوية الأرز أو الطحين..! ليت لي قوقعة على ظهري..!! أو حراشف حادة لأعبر المحيطات.. أمي الآن قلقة عليّ.. أبي يأكله الندم لأنه طردني.. و أخوتي ذهبوا برحلة جماعية إلى أرض الجنوب..! أمسكوا أيادي...

هذا الملف

نصوص
52
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى