محمد مزيد

جاءت الفنانة نبيلة عبيد، بضحكتها المموسقة ، وبثيابها النارية، ورشاقتها المثيرة ، الى بغداد ، لكي تلتقي بالروائي العراقي عبد الستار البيضاني مؤلف رواية " دفوف رابعة العدوية " ، لتبحث معه في مشروع فيلم جديد مضمونه المتصوفة " رابعة العدوية " التي سبق لها ان مثلته في سنة 1963 مع الفنان عماد حمدي...
دخلنا الى القاعة المظلمة في قاعة المتحف، شاهدنا الحارس ينام تحت لوحة " غريت " ذات القرط اللؤلؤي، من دون غطاء، يفترش البلاط المرمري البارد، يضع يده اليمنى وسادة لرأسه. كنا نريد ان نرتاح قليلا من عناء السفر عبر الجبال والوديان والبحار والمدن الثلجية، انا محدثكم الهواء وزملائي البرد والضباب...
فجراً ، عندما نظرتُ من نافذة الصالة، باتجاه الحديقة الكبيرة، اسمي هذه الحديقة " غابة "، في غالب الاحيان، بسبب كثافة الاشجار، طبعا أشجار غير مثمرة ، في تلك الاثناء، رأيت جسدا مطروحا على العشب، بالقرب من الشجرة العملاقة التي أحبها ، ذات الاغصان الخمسة المنبثقة من الجذر ، كان قد لاح لي شيء أحمر ،...
يخرج من الشقة ، كل يوم قبيل غروب الشمس، بحثا عن المسرات المخبوءة ، وقد كفت زوجته عن السؤال " الى أين أنت ذاهب؟" ، أكتفت بجملة واحدة تقولها وهي تبتسم إبتسامة متذمرة " رايح للمسرات المخبوءة مو ؟ " فيبتسم لها منشرحا وبهز برأسه، ثم يغلق باب الشقة خلفه. يسكن في عمارة قديمة ذات ثمانية طوابق، شقته في...
متى يرفع وزري ؟ فقد ثقل ظهري وما عدت اركض مثل السابق ولو اني لست بحاجة الى الركض ، ذلك لان الليل يأتي الي مطواعا، كل يوم ، والنجوم والقمر امسكهما بيدي ، ثقلت قدماي ، ولست قادرا على السير مثل السابق ذلك لانني استوطنت غربتي لا سبيل لي على أن أجد تلك الحدائق التي جلست فيها ساعات ، وأنا اقلب شرور...
تحمل زائرة الاحد ، وهي فتاة تركية جميلة ذات وجه ابيض مدور ، ترتدي ملابس رثة على جسد تصرخ فيه وعول الغابات، تحمل سطل الحليب الى الشقق ، بابتسامة تشرق عليها الشمس ولا تغيب. جاءت هذا اليوم ، وثمة جرح نازف في إبهامها الايسر ، هرعت بسرعة الى الثلاجة، لاجلب اللاصقة التي توقف تدفق الدم ، فجلست الفتاة...
كيف نجحت بعشق الجارية التي يهواها الخليفة العباسي؟ ، أسمح لي أن أعبر عن عظيم إعجابي بك ، يا يحيى الواسطي ، وقد نجحت في العيش داخل قصر الخليفة المستنصر بالله ، اكثر الخلفاء حبا للفجور والنساء والخمور ، وأكثرهم شغفا بالرسوم التي كنت ترسمها على الجدران والارضيات والشرائف، لا اعرف كيف نجحت ايها...
يضطرب قلب أنغام، منذ أيام المراهقة ، لمرآى كل عروسين، يمضيان أول أيام زواجهما، في فندق المنصور ميليا، ليس حسداً، بل غبطة، ذلك لان قلبها، ليس حسوداً أو حقوداً على الناس. تحتفظ أنغام منذ السابعة عشر من عمرها، برسائل الحب التي كان يكتبها لها أبن خالتها سعيد، تدفنها بطيات ملابسها، هذه واحدة من أهم...
طرق الدكتور طه حسين باب الفنانة فاتن حمامة، بعصاه الابنوسية التي لم تفارقه منذ إن كان يدرس في باريس، وعندما فتحت الشغالة الباب وهي تعمل عند الفنانة حمامة منذ انتهاء تصويرها فيلم "دعاء الكروان" اخراج بركات حتى الان ، كانت قد وجدت عند الباب اعمى يكاد يهوي بعصاه على رأسها ، وهو يقول لها متذمرا " يا...
يشعر غسان كنفاني بالضيق والتبرم لان غادة السمان نشرت أسراره على الملأ، حين كان يعشقها عندما كتب لها رسائله المرتجفة بالحب .. فذهب اليها ليعاتبها، لانها كشفت هواجس الحب التي عاشها معها ، فصعد الى مكتبها في دار النشر التي تملكها، ووجد ثمة شابا يجلس امامها، بشعر اسود ووجه اسمر ، يده تمسك بيدها وهي...
بينما كنت أراقب هبوط الأشجار الى الوادي، وأنا اتأرجح داخل السيارة التي صعدت بنا مرتفعات جبل اريجيس الذي يحاذي مدينة قيصري ، وجدتني أتلفت ، بغير هدف ، الى الصديق، الذي طلب مني تقديم مهمة أنسانية الى امرأة جميلة بيضاء على جد وصفه،. أستفهمتُ منه ، عن طبيعة العمل الذي سأقوم به ، في مزرعة المشمش ...
الحياة عبارة عن امرأة نزقة، جسدها جميل، بشرتها ملساء، ناعمة مثل الحرير، من عاش فيها، وقد ركبها بلا مبالاة، ألقته بسهولة في البحر ، اذا كان غير قادر على السباحة ، فيسغرق في مياهها بسهولة، يضيع في وهادها وجبالها ووديانها ، سيعوم متشبثا بالقشش ساعيا للوصول الى الضفاف البعيدة ، واذا اخذه الكبر، فانه...
جاءت الفنانة نبيلة عبيد، بضحكتها المموسقة ، وبثيابها النارية، ورشاقتها المثيرة ، الى بغداد ، لكي تلتقي بالروائي العراقي عبد الستار البيضاني مؤلف رواية " دفوف رابعة العدوية " ، لتبحث معه في مشروع فيلم جديد مضمونه المتصوفة " رابعة العدوية " التي سبق لها ان مثلته في سنة 1963 مع الفنان عماد حمدي...
وجهت الفنانة المعمارية زها حديد دعوة الى الروائي خضير فليح الزيدي وارفقت مع الدعوة بطاقتي طائرة للذهاب والاياب من بغداد الى نيويورك ، وقالت حديد في دعوتها انها حجزت له بفندق صممته هي يطل على المحيط الاطلسي، وطلبت منه ان ياتي بنسخ من روايته التي استلهم مضمونها من حياتها ، لكي تعمل على ترجمتها...
تنام تلك القريةِ البعيدةِ في تخومِ ذاكرتهِ ، على ذراعِ الفراتِ، يرتدي الصبيُ بسنواتهِ العشرِ، دشداشتهُ المقلمةَ البازة ، يتنقل بينَ الترعِ الصغيرةِ ، تحتَ ظلالِ غابةِ النخيلِ ، يلتقطَ " الجمريّ " ذلكَ التمرُ غيرُ ناضجٍ الذي يتساقطُ لوحدهِ من اعالي النخيل، هناك خارجَ بستانِ القريةِ، ظهيرةٌ حارقةٌ...

هذا الملف

نصوص
151
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى