لينا مزالة

أيّتها البلاد ! هل بإمكانكِ جعلي أحبّك للمرة الأخيرة ؟ أحاول منذ فترة أن أُشبه شابة في عُمر العشرين و لأكون جديرة بهذا العمر، لم أعد أبكي عندما أكون في شارع مُزدحم يغرس المارة عيونهم الحادّة في هشاشة جلدي.. أيّتها البلاد! بينما أحاول أن أحبّك تصنعين لي جروحاً جديدة بدمٍ مكرّر و لا تتركين لي...
كنتُ أرغبُ في أن أشبه أمّي بشدّة فشرعتُ في كتابة الشِّعر، أخذتُ قصائدها و حفظتُ الكلمات التي ما كنتُ أعرف معناها ثمّ كونت جملا كثيرة بها.. بغتة توقّفت أُمّي عن تأليف القصائد و منذ ذاك اليوم صرتُ أصفن في وجه الام الكُبرى و أتساءل ! هل أتبعُ السّماء لأنّها عالية على إبتئاسي أو ألحقُ بالموج لأنه...
عزِمتُ أن أبقى على حافة الحياة لا أصلحُ لأقول كلاماً ذو حكمةٍ رأسي الصّغير قد يحوّل أي شيء إلى لغة ما ان تُدير الاصوات أفواهها عن أفكاري حتّى أختفي من الوجود بصُورتي المادية أروي لنَفسي ما يحدثُ وراء السّماء عندما أحاول مواساتها ليس مهماً أن تصفَ شعورك بالوحدة في نص مليء بالبلاغة أرجوك، أن لا...
مثّلتُ على كلّ الرّجال الذين عرفتهم في كلّ مرة يُقدم لي واحد منهم دموعاً أذرفها كنتُ أتّخذها لأطفئ قلبي الذي كان يحترقُ لرجل آخر إلّا أنّني كنتُ صادقةً و أنا أبسط ذراعيّ لهم في كل تلك الليالي الفارغة، كنتُ أتخيّل أنهم لن يجرؤوا على الانسِحاب وهم بهذا النّقص الذي أُبصره في قلوبهم الضّالة هذا...
لا يهمني أن أستيقظ بنفس القلب الفارغ ذلك البالون البلاستيكي الذي لم ينفخه أحد أكره الغرباء الذين يصعدون إلى المسرح بينما أمثل دور مرأة الصندوق التي تُقطّع الى نصفين ولا تموت يقتحمونني ليكتشفوا بأن البالون فارغ يسحبون فمهم إلى داخل قلبي فيكبر بأنفاسهم أيها الغريب الذي يحتفظ بشطر قلب يسير نبض...
كم أحبُّ البلاد كم أحب سماءها و إنعكاس شمسها على قلبي و كم أكره السّياسيين أمقتهم لا أفقه شيئاً في السّياسة لكنني أعلم شيئاً واحداً إنها أشبهُ بالعُشب التّالف الذي ينبت على أرض كثيرة الخُصوبة أقعُ في حب الرّجال كل الرّجال الذين يملكُون حكاية ليسردوها أو إمرأة يعيشون يوماً جديداً لأجلها و كم...
الدمعة الفسيحة التي تدخل في بؤبؤ القصيدة تفرز كلمات لا تُبكي أحداً غيري حين أنتهي من تأليفها فالعنق يمر وحيدا على سراط حبل المشنقة العيون التي تبصرنا و نحن نختنق تبكي من هلع المنظر لا من فظاعة الشعور أحياناً، أكتب من معصمي بينما أصابعي تداعب قلبي ليغفُ قليلاً فهو دائما ما يتقلب في صدري بشراسة...
أحب الاعداد الفردية أحبها عندما تتحد مع بعضها فهي تساهم في بناء الاعداد الزوجية مثلاً.. ثلاث أرامل يتزوجن فقير. طفل يلعب مع ثلاث أخوات. عاشق مع عشيقته . و أحياناً لا أحب الاعداد الفردية.. حينما تتحد مع الزوجية.. فقاسي جدا وصول شهيدين إلى البيت، ثم يلحقهما ثالث ثم سيارة في شارع مزدحم. في الحقيقة...
كان الطفل في الشارع، يركض بلا توقف يسقط على الارض لوهلة ثم يقف يكمل الجري بقدمين طريتين كبُر الطفل بسنين متسخة و قلبا يفوح منه رائحة الطين كان الشارع سعيداً كلما إنحنى الطفل على صدره، كفرحة أم بولد يشبه أبنها الذي نسيت أن تنجبه أنّ الضائع بين أهله يرجو أنسا من الغرباء يُخيل له بأن هذه المرة لن...
كبُر العالم بحوادث كثيرة كبرت أنا دون خيار بسنين و خوف كثير ضاع طعم البحر في فمي و في كل ليل تزورني أسماك تحن لملح الطفولة خبأ الوطن حزنه عنا نحن الصغار قدم لنا الالعاب و الاحلام و نحن بدورنا وزعنا عليه ضحكات مرتفعة وصلت إلى السماء فسقطت الشمس و أحرقنتا تفتت الحزن المفقود في كل مكان ضممناه إلى...
الطريق الذي إبتعدت منه ترك نارا في كل مكان بداية من قلبي إلى آخر فرح دست على أرضه إخترت وجهي بعناية خبأت دموعي تحت جلدي وقطفت لك الورد من عيوني قلت في نفسي، كلما بهتت أيامك سأعطرها في الغابة قانون منصف الذئاب لا تأكل أبنائها قط غادرت القطيع لأحبك وحدي في كل مساء أفتت خبزا من عذر قديم أسد به...
اليوم شعرت بالغربة داخل السرير وجهي كان معي قلبي بتاريخه الطويل في جعبتي أفكاري المضطربة تدور في معدتي أفكر في أن أتقيأها بمساعدة أصابعي لكنني أخاف من العمليات التي تتطلب قرارا واحدا لا رجعة فيه دائما ما كان يخيل لي بأنني سأكون بخير في المكان الذي لا أتواجد فيه، مثلا على ظهر النوافذ الثابتة...
في الضفة الأخرى أنا موجودة أحاول بشغف تذوق الحياة الهائلة لكن حصتي صغيرة و هذا ليس عدلا في الضفة الغير مرئية أظنني وحدي لي عيناي تبصران ما وراء النبرة و قلبا عجولا يضحك و يبكي في الآن ذاته و احلاما تلوح من داخل رأس لا يتسع لها أبحث عن السماء التي صنعت لي أنتظر أن تنادي الريح بإسمي لأكون...
كفرتُ بِالمُعجزاتِ عِندما تحطَّمتْ سَفينتي التي أَخرجتُها لِلعالَم الذي أحياناً ما يكونُ غامِقاً عِندما أتى المَساءُ بلهيبِهِ إلى قلبي النَّار لم تكُن أبداً برداً و سلاماً في الأيُّام التي سِرت بقدمينِ مُتعَبتَين عَصايَ لم تَتحول إلى ساقٍ ثالثة لِتجنبنِي طرُقاَتِ المَنفَى ضَربتُ بِعصاي كُلَّ...
لا أذكر أبي يحمل أغطيته لينام على كنبة الصالون أمي تعلم بأن المسافة التي نصنعها من صمتنا لا تنفع حين تحوم الخيبة بأرجاء المنزل تاركة أثرها فوق السرير لدى أمي ذاكرة تتسع كلما إتسع عمرها بحوزتها صور غير واضحة تواريخ غير مهمه و كم لا يحصى من وخزات في القلب قلب ثقيل على إمرأة يؤلمها ظهرها و تشد...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى