مازن دويكات

النبتةُ تبحثُ عن بذرتها في حوصلةِ البلبلْ والبلبلُ يبحثُ عن ريشته ِ الزرقاء في ماءِ الجدولْ والجدولُ يبحثُ عن غيمةِ نيسانَ بجِرار الفخّار ِ المهملْ والجرةُ تبحثُ عن رأس امرأةٍ يوصلها للبيت ْ الأعزلْ والبيتُ يفتشُ عن سقف القرميد بسوق ِ السبتِ المقفلْ والسوقُ يفتشُ عن لص ٍ مهنتهُ أن لا يعملْ...
الوردةُ الزرقاءُ فرّت من حديقتها وطارت في مجاهل ريحها فرشتْ ضفائر عطرها فوق السرابْ ولا حضور ولا غيابْ سوى الذي يمليه جوعُ طموحها الوردةُ الزرقاءُ تذبل ألفَ يومٍ في الدقيقة إن تأخر في البريدِ مديحُها ولها هناك كما تحب وتشتهي ولها البداية كي تعود وتنتهي وتعدُّ للنيرانِ قطنَ جريحها الوردةُ...
الأماكنُ، ما شاءت الأرضُ بينَ المجسّدِ والذاكرة رحلةُ القلبِ والروح ِ بينَ البداية ِوالمنتهى فوقَ مصطبةِ الآخرة وردةٌ نبتتْ في تُرابينْ ترابُ الخيالِ الذي لا يُرى وترابُ العيونْ والأماكنُ, أجنحةٌ لخريف ِ الطفولة ترفرفُ فوقَ انبعاثِ الصدى وتحتَ اشتعال الذي سيكون ندى في ربيع ِ الكهولة روائحُ...
قليلٌ من الحب ِ يكفي لنرشف في الصبح ِ قهوتنا ثمّ نحكي ... ونحكي وأغطسُ في ضوءِ عينيك ِ مع همسة ِ الرشّف ِ ونرسمُ أيقونةً في الممر ِ وحينَ نلامسها, يقّطرُ الزيتُ في برعم ِ الزهر ِ والمحُ وجهكِ أكثر في غمضة ِ الطرفِ قليلٌ من الحب ِ يكفي صغيرٌ نربّيه في غابةِ الشعر ِ يلهو ويلعبُ في نقطةِ الحرف ِ...
قمري بعيدٌ عن فمي وقفَ الكلامُ على رصيفِ العاشقات يهشُ عن قمري النجومْ قمري قريبٌ من دمي جلسَ الحنينُ على جناح ِ القبّرات يصدُّ عن قمري الغيومْ لا نجمةٌ, لا غيمةٌ بيني وبينكِ ليسَ إلاّنا هنا وعلى أصابعنا, نربّي السوسنا وحدي ووحدكِ، وحدنا قمري بعيدٌ يا... أنا قمْ يا حنونَ الضوءِ, يا فرحي...
1 أبجديةٌ لم تُكتشفْ بعدْ تحملُ ألواحها غزالات الوقت ِ تعدو في منحنيات ٍمن دُفلى* وحنينْ تئنُّ وتشهقُ متعبةٌ تسقطها في غاباتٍ لم تتلقحْ بعدْ ويمرُّ عليها رذاذُ الصبح ِ تبتلُّ وتربو تصعدُ منها زهرةٌ ذاتُ بتلاتٍ أربعْ في كلِّ واحدةٍ حرفُ تستحيلُ رفّ طيور ٍ تمدُّ مناقيرها القرمزيةُ وتغرزها في قلبي...
الفتيةُ الآتون منْ وجعِ المخيمِ والمدائنِ والقرى والصاعدون إلى الأَعالي والذُرى لم يطوا أجنحَةِ الوصولْ لم يمسحوا دمهم عن القمصان بعد كأنهم بمهمةِ أخرى بأطراف الحقولْ الفتية المتجذرين بسرة الأرض الصغيرة يأتون سرباً للضباء ينسقون ورودهم فوق المداخلِ دائماً تأتي وتهجعُ في جراحكمو الفصول على أي...
الخيمةُ يا أمَ السعدِ هي الخيمة* حتى لو كانتْ قصراً في المنفى ما شأني إنْ لم يورقْ غصنُ الكرمة وكلانا ما عادَ إلى حيفا؟! ما عاد لنا عينانْ أو آذان تسمعْ لكنَّ جدارَ الخزانْ* لا بدَّ له أنْ يُقرعْ لو أمهلني القاتلُ بعض الوقتْ لو غضَ الطرفَ قليلاً عني الموتْ لرفعتُ يدي ومشيتُ إلى البيتْ طارتْ...
ولي مهنةٌٌ واحدة أنْ أحبك ِ حتى إذا ما الخسارة صارتْ هي الفائدة ولي أن ْ أعدَّ مناقبَ عينيك ِإنْ ضحكتْ أو بكتْ .. أو إذا أغمضتْ ساهدة ولي أنْ أرتب َ فوضى العصافير وهي إلى قوسِ ِ هدبكِ راجعة عائدة ولي أنْ أدربَ روحي على الموت ِداخلَ عينيك عابدة ساجدة. ولي مهنة ٌ ثانية أنْ أنجّرَ منْ خشب ِالضوء...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى