سعد الشلاه

في مثلِ هذا اليوم وفي باكو عاصمةِ المقامات أخبرني طبيبٌ آذربيجاني عجوز أنَّ ثمّةَ ورماً يعبثُ في رئتي اليسرى شعرتُ بطعنةِ سكين تخترقُ خاصرتي التفتُّ على غيرِ هدًى وهمستُ (الحمدُ للهِ الذي لا يحمدُ على مكروهٍ سواه) وأضفتُ: (كانتْ عايزة التمّتْ) دون أن أدري تقافزت من عينيَّ الدموع احتضنني صديقي...
يا صديقي أيّها الغجريُّ الرابضُ في داخلي لماذا تخجلُ من وجهِك الأحمر الذي تبعثرَ على الأرصفة؟ وجهُك الذي يكادُ يضيءُ وإنْ لم يمسسهُ نور قمْ؛ وتمسّكْ بفقرِكَ الفولاذيّ إنْ شئتَ لقد رُفِعَ الحجابُ وبدأتِ الأحلامُ وإنْ أحببتَ أن توزّعً صبرَكَ بيننا فلا تتأخر لأنَّ الوقتَ يمضي والخلوةَ لا تحبُّ...
هناك ما بين الحلة والكوفة ليس بعيداً عن أمِّها الطاعنةِ في الحبَّ بابل عند سهوبِ الرارنجية العذراء المطرّزةِ بالأزهار البريّةِ وأشجار النخيل حيثُ الآجرُّ يأكلُ بعضُهُ بعضا رأيتُها وكأنّها تستمعُ لحديثٍ شيّقٍ ولذيذ بانَ على عينيِها الهائمتين في الآفاق وعلى شفتيها المنفرجتينِ بابتسامةٍ هادئة...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى