أحمد أبو اليسر

القمر ما زال يسكب أضواءه الخافتة، وهو يصارع غيمة تبلعه بأجزائها المتفرقة كلما زحف ليهرب منها بيأس فيلقي بلمعانه الباهت على "انُّوكْمَمْ" الذي يتابعه، وهو مستلق على ظهره في السرير الخشبي أمام كوخه، وزوجتُه التي تحررت من أعباء ملابس النهار تدلك خده بلطافة.. تلتصق معه بصدرها الفارع، حتى تستشري منه...
المشهد الأول: -- (إنهم يا سيدي يمتلكون البئر الأغزر مياها في الصحاري كلها، ولن يدَعوا ماشيتنا تشرب منه قطرة ماء أبدا..!) هكذا قال له الجندي الدهمائي وهو رافع يده اليمنى بتحية فاترة، قبل أن يتراجع للوراء قليلا، منحنيا للأمام باحتراس، ويجلس القرفصاء بتواضع شديد على بساط من الحرير الإفريقي...
– كررررررت كررررررت كرررررت.. يرن الهاتف من جيب بنطاله الأمامي مرارا ولا يرد، وهو ساهم في الغروب الذي ترتسم ألوانه الوردية الحمراء فوق أمواج البحر المتلاحمة.. يزعجه رنين الهاتف ويُدخل يدَه في جيب بنطاله ويضعه على الصامت دون أن يعرف هوية المتصل.. يستمر في تأمل ألوان الغسق وهي تحمر وتنعكس على مرآة...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى