أحمد بوزفور

الحوار مع القاص المغربي أحمد بوزفور يشعرك كما لو انك داخل مختبر سردي قصصي خاص يضع ضمن أولوياته وإنشغالاته اليومية الإرتقاء بهذا الفن شكلا ومضمون في الواقع كما في الحلم، مما جعل من بوزفور أحد الأصوات المائزة والحاضرة في المشهد القصصى الراهن والمدافعة عنه بشغف جيني راسخ حتى أنه بات لا يترجل عن...
يعتبر أحمد بوزفور من بين أهم قصاصي جيل السبعينيات المغاربة، المثابرين حتى الآن. ولعل من بين ما ميز مساره السردي، إخلاصه للقصة القصيرة حصرا، واستثمار كتابته الإبداعية للمورث السردي شعبيا ورسميا، بوعي وفهم وعمق، في البنى السردية لعوالمه القصصية تنويعا لنزوعها التجريبي، متجاوزا المواضعات التي استند...
أنا كائن لغـوي أعشـق اللغـة وأتذوقها وأحاول تذويقها للآخرين ‎يتناول هذا الحوار مع القاص المغربي أحمد بوزفور مجموعة من المواضيع المرتبطة بمفهوم القصة القصيرة، واللغة والبناء القصصي، وإمكانيات اللغة العربية في التعبير القصصي.. يقول بهذا الصدد أن النصوص القصصية الجديدة تحفل بكثير من التقنيات...
إنه هو! نسيج وحده. بوزفور، ساحر القصة القصيرة بامتياز ، كانت لنا معه وقفات آخرها هذه. فلنرهق السمع والحواس لهذا الكائن اللغوي الاستطيقي القصير القامة ، الطويل الباع في القص واللعب بالكلمات ، بالمفردات، بالمعاني بالمباني. إنه هو!.. أحمد بوزفور... } كيف تشتغل باللغة وعلى اللغة لبناء قصة؟ إذا كان...
رأيتُه، أولَ ما رأيتُه، خطيبا، كان يخطب فينا نحن تلاميذَ الثانوية، ويحرضنا على الإضراب، شدني إليه صوتُه الجهوري، ثم فصاحتُه التلقائية، ثم أفكارُه المنظمة، وجدتُ أن كثيرا من المستمعين يعرفونه: إنه (المزكَلدي زعيم الطلبة). ثم التقيت به في بيت صديق مشترك، وناقشته وعرفتُ اتجاهه السياسي الكامن خلف...
أفيق على رنين منبّه الساعة. أنظر حولي. أتفقد أعضاء جسمي. كل شيء في مكانه. أقف. بعض الحركات و"في غدير الصباح أحرك سرا أخضر، مثل ضفدع، بإصبعي"، كما يقول سركون بولص، فلا يتحرك، ولا ينط، واقفا على حافة غدير القلب لا يتحرك إلى الخارج ولا إلى الداخل، لعله يخاف، كضفادع زهير، "الغم والغرقا". أؤجل...
خيط الروح: " إلى وحشتي أمضي من وحشتي أعود رفاقي في الرحلة خواطري وخواطري تكفيني" شاعر نسيت اسمه ـــــــــــــــــــــــــــ في طريقين اثنين، وفي نفس الوقت، كنت أمشي. الطريق الأولى هي الشارع، وكنت أسير في وسْط الناس المسرعين المتزاحمين، وأنا أحاذر أن أصطدم بأحد. على يميني نهر...
الخطاب الأدبي كما يدخل الطفل الروض، حيث يخرج من فردانيته ويلتقي بأطفال آخرين، وحيث يلعب ويتعلم وينمو ويتحول، وحيث يبدأ كونه (فلانا) في التنازل لحساب كونه (مواطنا). كيف يستخدم المثل في الخطاب الأدبي، وفي القصة خاصة؟ أعتقد أنه: أولا: لا يستخدم بقصد، إنه يدخل القصة تلقائيا، من خلال تعبير الشخصية...
وأقصد باللغة اللبنة: اللغة الموظفة لخدمة الموضوع المبني· العمل الأدبي موضوع يشتغل عليه الكاتب· والمفروض أن الكاتب لا يلتقط موضوعه القبلي من الطريق، ثم يعمل بالكتابة على تقديمه أو وصفه أو استغلاله لصياغة التعبيرات الجميلة، أو لبث الأفكار والدعوات المؤثرة، أو للتنفيس عن عواطفه الحبيسة· المفروض أن...
أليس هذه هو قبر حبيبك القديم توبة؟ بلى أليس هو القائل: ولو أن ليلى الأخيليـة سلمـت *** عــلي ودونـي جـنــدل وصـفائـح لسلمت تسليم البشاشة أو زقا *** إليها صدى من جانب القبر صائح بلى سلمي عليه إذن تردد ليلى قبل أن تقول: ماذا تريد من عظام نخِرة لرجل مات من زمان؟ لكن زوجها أصرّ…...
(1) طفل لم يتعود بعدُ المشيَ، ينهنه في مهد مهجور في وسط الشارع، كنت أطل عليه من فوق السطح. لم يرني. كنت أطل عليه و أراه. يبكي، يحسب أن لم يره أحد، و أراه يصرخ للضوء الأصفر في ليل الشارع، للبرد و للوحدة، ينشج، يهتز يكاد يذوب، ولم يره أحد يحسب، لكني كنت أراه. من كان يراني و أنا أحسب أن لم يرني...
1 أجلس أمامه على الطاولة، في سطيحة على البحر. هو يشرب قهوته ويدخن، وينظر بعيدا في اتجاه الأفق: حيث يلتقي الماء بالسماء. يمسك السيجارة بيده اليمنى، وبها أيضا يمسك فنجان القهوة من عروته فيرشف رشفة، ثم يضع الفنجان على الطاولة. بيده اليسري يمشط لحيته من أسفل، ويمسح شاربه. أنا أجلس أمامه على الطاولة...
1- خرج من السينما في زحمة الخارجين، واشترى الجريدة الصباحية وطواها في يده دون أن يلقي عليها نظرة، وسار في الشارع المضيء وفي ذهنه تموج الصور العارية مختلطة بضجيج السيارات، وقال لنفسه: الليلة باردة، ونظر إلى ساعته فوجدها في منتصف الواحدة. ضاع ضجيج السيارات في الفضاء ،وبقي الشارع مقفرا وباردا...
قالت بنات العم: يا سلمى ،وإن كان فقيرا معدما ؟ قالت : وإن.. - على الدص،لا يملك حتى ما ينقي به أسنانه. - وإن. - ومنحوس ،صكع. حاول أن "يحرق" خمس مرات ولم يفلح. - وإن. - أنت لا تعرفين أنه مطلق،سبق له أن تزوج وطلق،وله مع مطلقته ثلاثة أطفال. - وإن. - وحش سادي. يضرب النساء بعنف،ويلتذ برؤية...
الغيابة الأولى: الحليب أحسست بطعمه في فمي وأنا أستيقظ هذا الصباح. لم أتذكر الحلم، ولكن طعم الحليب كان في فمي، وسرعان ما عادت إلى ذاكرتي رائحته الفاغمة التي عرفتها في الطفولة وهي تتصاعد مع البخار إلى الأنف، وشرشرته وهو يهبط من الإبريق الأبيض إلى الكأس المزوقة في الصينية الصفراء، حتى لقد أحسست...

هذا الملف

نصوص
34
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى