عبد الباقي قربوعه

في حدود فهمي المتواضع ولا أريد أن أتوه بكم في غياهب المصطلحات النقدية، دعني أباشر الحديث حول ما يُسمى بالرابطات والجمعيات، من حيث هي فكرة ابتكرها أصحابها لسد ثغرة معينة، أو تقويم عوج طارئ في سقف القبة الشعرية المقدسة، أو لنقُل معالجة خمج أصيبت به لُحمة الشعر في وقت لا يتحدث فيه الناس إلا على...
الأكيد ليس من أصحاب الكهف، أظنه من أصحاب الحيطان الشائكة.. يقلب آلة التحكم ذات اليمين وذات الشمال، وشفتاه زرقاوان وأسنانه يتخللهما خبز اليوم وكسكسي البارحة، وحمرة الشمندر الذي حكي لي أنه تناوله منذ ثلاثة أيام.. رائحة التبغ تفوح من يديه وصدره، لا يزال الدخان يتصاعد من شعر رأسه فكأنه كان يأكل...
ككل صباح أعود من موتي مبكرا، أفتح عيني وأحرص ألاّ أفركهما كما كنت أفعل وأنا طفل، أخاف أن أصدر صوتا فأبعثر ببلاهة لوحاتي، ولن تلهيني أيضا قطتي الشقية حين تلبد تترقب حركة يدي، ولن تجذبني قرون الشمس المتسللة من نوافذ الشباك، ولن يهزني تغريد العصفورة الحمراء على حافة الجدران المقابلة، حتى أزيز...
- كم سعر هذا الرب؟ بحسب ملابسك الأوروبية المستعملة فأنت لا تستطيع دفع ثمنه! خذ هذا الرب فهو رخيص ولا يتوفر إلا على خاصية واحدة، فهو يخبرك بأصحاب الأرقام الهاتفية التي تزعجك وأنت تتخبط في كسلك المُفجع، خذه سوف لن تندم، ضعه على الطاولة وضع على يمينه مزهرية حتى لا يشعر ربُّك بالملل! ولي نماذج مصغرة...
جرسٌ في حيّنا واجبٌ أن أقرعَه، وستارٌ يُخفي مسرحا آن أن أرفعَه، جامع يحصي مُصليّيه وماله وجامعَه، مُقبّبُ، مُسيّجٌ بواجهات أربعَه، عمارة تطاولت ولا يزال دون صومعَه. صاحب العمامة اللآّمعَه أفتى في رمضان في اللّيلة الرابعَه: أجّلوا أيها المؤمنين الصومعَه، وابنوا لي بيتا أين أقبعَ، ولكم عليّ دروسه...
تماسك على مقعده جيدا وغاص في حديث ينصح نفسه: - لا يجب أن أقع في فخ لعبة التنس. .! من البدء حدد هدفه ثم ارتكن جانبا، فكان وحده جمهورا رائعا، عكس ما ينوي المشجعون حذر نفسه مرارا من التورط في متابعة لعبة رياضية لا تهمه. هو الوحيد الذي صفق قبل أن تخرج اللاعبتان من غرفة تغيير الملابس، فعل هذا...
* فقرات من مخطوط رواية. .. زارينْ كثيرة الحراك في الحانة، شعرها طويل منتشر بكثافة على كتفيها، تحرص أن تسبغه كل مرة، حسب ما تتردد عليه من ألوان الألبسة، لونه هذه المرة أشقر ذاهب إلى الحمرة قليلا، منسدل بشكل متوازن مع رقبتها، تلبس قميصا أحمر قد نُسج من ضفيرة خيط مشعّر، ترك ثقوبا كثيرة توزعت...
في آخر اللّيلة القمرية تَعبتْ أناملي، فوضعتُ أوتارها في فمي، وألوانها في عَينيْ، صارت موضوعا خرافيا، ولما غدت جنًّا يتخبطني متُّ في نَصّها، حتى ذابت روحي في أنغامها وفي ألوانها، صرت فنانا خارقا يُمزج بين الفنون ليصل إلى المتعة الخالدة، كأني صرت صديقا لبتهوفن وصاحبا لدافنشي، وأنا أحويها عشت نكهة...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى