عبد الرزاق بوكبة

وضعه فوق الطاولة، وراح يترجّاه أن يرن ليسمعَ صوتها، ويعرفَ أنّها لازالت منتمية إلى الحياة. شريط الأخبار كان واضحاً: نجاة امرأة واحدة فقط، من بين كلّ الركّاب. لا بدّ أن تكون هي سارة. من المستحيل أن تكون في الطائرة من تنافسها على انتمائها إلى ضوء الحياة. هل هذا وارد أيها الهاتف؟ أنت نفسُك خبرت...
تضحك، وقد تذكّرتَ النّساء يغسلن الصّوف في الوادي الزّمان: 15 مارس 1977. المكان: وادي أولاد جحيش، حيث جفنة حجرية تسَعُ ثوراً. تذكّرتَ ذلك من قرينةٍ تحتفظ بها في رأسك: يا له من محظوظ ابنُ عمّك موسى! في المدينة يدرس/في المدينة يعيش! وفي ذلك الربيع جاء قرية أولاد جحيش يتذوّق العطلة. قليلًا ما...
ـ 1 ـ كنتُ تلميذا داخليا في متوسطة الشهيد محمد بلغربي بمدينة برج بوعريريج، ألتحق بها صبيحة يوم السبت، وأغادرها إلى القرية عشية يوم الخميس. كان ذلك مواكبا لبدايات انطلاق آلة الإرهاب في حصد الأمان والأرواح مطلع التسعينيات من القرن العشرين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن علاقتي بالغرق في الكتب قد...
ليلة 14 مايو 1948 نام وفي قلبه خوف من أن يسرق ولدُ جاره برتقاله، فرأى في منامه أن بيّارته تحولت إلى بركة، وقد أثثتها ضفادعُ من كل الأشكال والألوان. كان يصرخ في الناس كيما يساعدوه، لكنهم اكتفوا بأخذ صور له، وهم بين الضحك والعبوس. تأكّد من أن مصير البيارة يعنيه وحده، فطفق يرمي الضفادع خارج...
مشهد واقعي. أخذتْ مقعَدَها في القطار السّريع/ سريعا أخذ مقعدَه قبالتها/ أخذتْ عيناها تمسحانه من شعره الطويل، إلى حذائه النبيل/ أخذ قلبُه يَعد نفسَه بحرارة تنسيه برودته/ أخذتْ نقالَها مفتعلةً مكالمة ملخّصها "كرهتُ وحدتي يا صديقتي"/ أخذ نقالَه مفتعلا مكالمة ملخّصها "بتُّ مستعدّا يا صديقي"/ أخذت...
العصفورة الرّمادية ذات الذَنَبِ الأسودِ تلتهمُ دودةَ هـ ا ا ا ناكَ تحتَ شرفته أخيرا.. ستصيرُ الدّودة عصفورة تطــــــــــــــــــيرُ. وسادة اللحظة: أيُّ كفنٍ يكفي السّمـاءَ غيرُ ريشتها؟ المحرّك. نوى أن يوقف الدخان فشكّل سحابة نوى أن يفكّ جدائلها فتحوّل إلى رجل ثلج يحيط به شباب يدخنون ويحلمون...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى