قلولي بن ساعد

ككلّ صباح من الصّباحات الموشاة برائحة العشب والغيم وزقزقة العصافير وهديل الحمام ووشوشة الأطفال وشغبهم في الأزقة المتربة والحارات الفسيحة ووحشة الشتاءات المعلقة خلف زفير الأيام المتشابهة كأسنان المشط وشقشقة نسائم الصمت والفراغ والعزلة والتيه كنت أراه خلف صفصافة هرمة قرب ركبة بيته مطلا على حوش...
مر علي أكثر من أسبوعين لم أغادر البيت ولم أر مساءات المدينة التي تعودت أن أقضي بعضا منها مع الأصدقاء في ذلك المقهى الشعبي.. مقهى محاد الصغير المقابل لبزار العقيد ومحلاته التجارية الكثيرة.. مقهى صغير دافىء يؤمه الفقراء وباعة الخضر والفواكه بعد أن يفرغوا من البيع والشراء أنا أحب هذا المقهى بالذات...
الإهداء: إلى محمد بن جلول مبدعا وإنسانا ورجلا شهما إستلقى على حصير من الحلفاء داخل ” الخالفة ” ** بالخيمة الحمراء المنتصبة بأوتادها المتطاولة عنان سماء البوادي النائية وسط كتل من الضباب الرمادي الذي أعدم فيه رغبة الشوق الثخين في البقاء طويلا أمام ما زرعته يداه من محصول سنابل القمح التي تقيه...
” ياحسراه على زنينة عادت وين / ومن البكرة غيمها يصبح طايح ” *ردد النعمي البيت الذي كان قد سمعة منذ أن كان طفلا عندما لفحت وجهه الأسمر نسمة ريح حانية وهو يطل على مسقط رأسه قادما إليها من الجزائر العاصمة التي كان قد غادرها مرغما سنة 1957 وبالضبط في شهر مارس هاربا من رد فعل العدو قبلها بأيام كان...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى