مهند صلاح

الشهداء لا يسقطون إنهم ببساطة يعقدون قداس رحيلهم فتستطيل الحياة لتكون على مقاس أوطانهم . الأوطان التي تمضغ أحلامهم و تفتح صنبور أوجاعها من رأس الحكاية فتشرب الشعوب نخب ثورتهم ؛ و يصنع الساسة من جثثهم سروجا يمتطونها ليكونوا أبطالا من ورق . نحن نتيمم الطريق و نعتصر فاكهة البكاء لنؤدي صلاة البلاد ؛...
على تجاعيد المدن ؛ تنمو حقول من الشعوب البرية ، إنها شعوب لا تحتاج سوى لبعض الحروب كي ترونها تملأ مسافات أيامنا بالكثير من الفراغ ؛ إنها لا تتوقف عن إنتاج محاصيل الموت ، فالأوطان بحاجة لرصيد كاف من الضحايا قبل أن تلبس وجه الخسارات ؛ فلا منتصر هناك الجميع خاسرون ، و الرابح الوحيد سيكون متكئا...
في الصباح يغتسل الجندي بأسماء القتلى و يمرر يده على شفاه المدن ؛ بينما لا تزال ( العجلات المفخخة ) تستيقظ على دمائنا ، و هي تستمتع بأشلائنا المبعثرة .. عند المغتسل وضعت ( أم نصير ) يد إبنها اليسرى و بعضا من قدميه و ما تبقى من رأسه ، و هي تردد ( جم دللول الولد يبني كلتها أحسها تكطعت لمن صحتها...
(العراق و المسيح) عليهما السلام تسلقوا عند الفرات فتفرقوا ‘ كانوا ربيعا فتمردت نزواتهم خشبا و قبل الحريق توحدوا ‘ أن يجمعوا قصب الحقيقة بلا صراخ ‘ لم يعلموا أن السياط تمردت عند القداسة ‘‘ فأنجبت صوت النخيل ‘ جروا كنائس صبرهم عبر الحقول فأينعت بثمارهم كل الشوارع و لا سبيل ‘ إتفقوا أن البلاد زانية...
العابرون نحو الشمس لا يجيدون إمتطاء ملذاتهم لذلك يموتون بشغف ؛ يعتصرون أسماء أبنائهم كي يولدوا برائحة الفقراء . الفقراء طبعا . لأنهم أبناء الله ، فالحسين لم يترك خلفه سربا من اليتامى بل أيقظ جيشا من الخلود ؛ يملك يدا كلما إقتربت الحروب تراها تربت على قلوب أبنائنا فيعلنون إنهزام المدن قبل أن...
الشهداء لا يسقطون إنهم ببساطة يعقدون قداس رحيلهم فتستطيل الحياة لتكون على مقاس أوطانهم . الأوطان التي تمضغ أحلامهم و تفتح صنبور أوجاعها من رأس الحكاية فتشرب الشعوب نخب ثورتهم ؛ و يصنع الساسة من جثثهم سروجا يمتطونها ليكونوا أبطالا من ورق . نحن نتيمم الطريق و نعتصر فاكهة البكاء لنؤدي صلاة البلاد ؛...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى