محمّد وليد قرين

الأصدقاء الثلاثة مجتمعون تحت شمسيّة كبيرة، على شاطئٍ غربَ الجزائر العاصمة. الساعة تشير إلى الثانية زوالًا. الشمس دائرةٌ ملتهبةٌ في السماء. قرّر الأصدقاء أن يستريحوا قليلًا، وأن يتناولوا الغداءَ بعد الغطس. ينشغلون في أكل بيتزا بالخضار، وأمام كلٍّ منهم كأسٌ مليئةٌ بالكوكاكولا. وسطَهم قارورةُ كوكا...
يتحتم على سكان القرى الأربعة، للتداوي، قطع مسافة معتبرة للوصول إلى أول طريق يقود إلى عيادة تاغويْت. طريق غير معبّد. التغطية الصحية منعدمة في منطقتهم! لا وجود لأي مركز استشفائي أو مصحة جوارية! في أحد أيام الخريف، وجب على عمر، الساكن بقرية أولاد عيّاش الجبلية، نقل زوجته الحامل إلى مستشفى تاغويْت...
استيقظوا باكرا اليوم. اليوم قالوا: “يزّي!”، “كفى!” أمام باب مدرسة ابتدائية عمومية يقف حوالي مائة رجل. وجههم جدي. أغلبيتهم تجاوزوا الثلاثين أو الأربعين سنة. لماذا هم هناك؟ لقد جاؤوا للاحتجاج بشدّة على الظروف السيئة التي يتمدرس فيها أبنائهم. إنّها الساعة التاسعة صباحا في بلدية تابعة لدائرة صغيرة...
1 برد شديد ومطر غزير. المطر يتساقط على ملعب 20 أوت بـبلوزداد. اسمي نبيل بنزيتون.أقف مع أصدقائي إسلام ومحمّد وسعيد في المدرج 2 مع جمع غفير من أنصار نصر حسين داي. تنطلق من حناجرنا هتافات مساندة لفريقنا. على يسارنا صوت الـكورڢا يدوّي بقوة. يغطي عنق العديد منا شال أحمر وأصفر، ألوان نصريتنا العزيزة...
في المساء لا أخرج، حتى ولو تعلق الأمر بالخروج إلى الشارع. موقدي مشتعل ، جريدتي وكتبي إلى جانبي...أقول لنفسي ربما هذا هو الشيء الذي يسمونه السعادة. هناك أيام كأني أفكر فيها في السعادة دون أن أفكر في ذلك تقريبا. أرقد باكرا ، أقوم باكرا ، وأتجول في الطرق وحيدا. ثم يأتي ذلك الشيء الرهيب الذي يسمونه...
كان يا مكان في عصرنا فتاة صغيرة رحلت من بيتها باحثة عن قصة جميلة. لأنها سمعت الناس يقولون في كل مكان أن القصص الجميلة لم تعد موجودة. نعم، بل ذهب البعض إلى القول أن القصص الجميلة ماتت منذ زمن بعيد. بل قد تكون قد دفنت في مكان ما، ربما في مدفن عام ما. ولكن الفتاة الصغيرة لم تسمح للناس أن يغلّطوها...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى