سعيد العويناتي

يتعقبني شبحٌ أسودْ يتلفّتُ من حولي في عينيهِ ظلامْ والرئتانِ سُمومْ والعقلُ ملفّاتٌ مرصوصه والكلماتُ التخرجُ من مخبئهِ قملٌ... وهِراواتٌ.. والشفتان قواريرٌ من حِبرٍ لكتابةِ كل كلامٍ ممجوجْ لا يعرفه إلا القابع خلفَ مكاتبهِ المخبوءة بينَ الأسوارِ السبعه **** يتعقّبني ذئبٌ في الأَسواقِ وفي ساعاتِ...
هل تذكرُ تلك الريح البرية يا من كنت معي فوق رمال البحر وفي الطرقات تغني والأطفال عصافير تسرحُ فيما بين العامين وترسم لوحاتٍ للنخل المتمدد من آلاف السنوات بهذي الجزر المملوءة بالأصداف وبالماء الأزرق..؟ *** هل تذكر أغنية ريفية كنا قد غنيناها يوم تعارفنا والأحباب على الشرفاتِ وأسماك البحر على...
يا رفيقي هاهنا أقبعُ عريانًا أُصلّي هاهنا أسجدُ في محرابِ شمسِ اللهِ ملتاعا كنافورةِ دمٍ في صدورِ الفقراءِ هاهنا أقبعُ وحدي مستجيرًا من عذاباتِ السنين، وأصلّي، جاثمًا فوق قيودي الأزليّةِ وأغنّي لإلهٍ في متاهاتِ المقابرْ جسدي يطفحُ فيه الدمُ والعالم مملوءٌ بنهرِ الوجعِ القابعِ في صدرِ الملايينِ...
في هدأةِ الليلِ، كنا معًا، نحتسي قهوَة العيدِ كنا معًا، والمرايا بلادٌ نهاجر فيها ونصحو معًا، هذه الأرض حلمٌ، يباغتنا في المنامِ ونصحو، لنقرأَ أحزانَنا هل تذكّرتِ كنا نغامرُ ليلاً ونعرى معًا في المحطاتِ؟ هل تذكّرتِ وجهي المغضَّن بالخوفِ حين التقينا لأولِ مرّه وكان الشتاءُ طريًا وكان العراقُ...
في تمام العاشرة فتشوا بعض ازاهير الحديقة وجدوا الماء يغني والعصافير على غصن الشجر ضحكت زهرتنا الحمراء, كان القمر الوحشي يستأنس في الليل الصلاة وأبي في وسط الحوش يدير الأغنيات وأخي الأصغر يتلو بعض آيات من الذكر الحكيم...
عندما يرتبط الشعر بمشكلات الانسان وهموم الوطن .. تتألق الكلمات على ضفاف النهار .. يستقر الامل في القلوب ... يملأ الفرح الحارات الحبلى بالجوع ... يداعب البحر الوجوه المفجوعة ... تتعرى الصور المؤطرة ببراويز الانا .. يتراقص ضوء القمر في الليالى المظلمة .وفي ظل هذا التلازم العميق والرائع شكل نصوصه...
قال لي و انثنى : " عبرتُ جميع المذابح أمشي وراء الضحايا أنا تغني البلابل فوق دمائي فتغفو دماء و تصحو غِنا و تركض نحوي السيوف ، كأن الحتوف تهيئ نعشا جديدا لنا انهم حولنا يرصدون الأماني و يبنون وهما هناك و قبرا عميقا هما يصوغون في الذبح عارا لهم و نكتب في الجرح تاريخنا تعال ازرع الأغنيات .. بقلب...
لا تخطئ عين قارئ مجموعة "إليكَ أيها الوطن، إليكِ أيتها الحبيبة" (1976)، للشاعر البحريني سعيد العويناتي (1950 - 1976)، مسار اشتغال جل نصوصه، فهي تستلهم مقولها الشعري من سياق الألم والمكابدة، وفي نبرة احتجاجية واضحة تشجب الأحوال وتستشرف الآتي. يَسير ذلك إلى جنب مع سيرة الشاعر الذي امتدّت إليه يد...
جاء في مطلع قصيدة الشاعر بول ايلوار التي يرثي فيها بطل المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي جبريل بيري: “مات رجل/ لم يكن يملك ما يدافع به عن نفسه / غير ذراعيه الممدوتين للحياة / مات رجل / لم يكن له طريق آخر/ غير ذلك الذي يكره فيه الانسان البنادق / مات رجل / ضد الموت.. ضد النسيان / مات، لأن كل...
أطلت ذكرى استشهاد الشاعر البحريني سعيد العويناتي هذا العام في فترة حرجة تعاني منها البلاد كثيراً ويعاني فيها أهل البلاد أكثر، فما القصص التي نسمعها عن المعتقلين السياسيين وعن التعذيب إلا إحالات لماضٍ لم ينتهِ بل ظل مستمراً متجدداً مع اختلاف الشخوص والرموز. سعيد العويناتي الذي قرأته في «إليك...
بطاقة الشهيد العمر: 25 عام المنطقة: البلاد القديم تاريخ الاستشهاد: 12/12/1976م. سبب الاستشهاد: التعذيب الشهيد سعيد جعفر العويناتي ولد في قرية بلاد القديم في سنة 1951. التحق بجامعة بغداد في بداية السبعينيات وتخرج منها بدرجة البكالوريوس في الصحافة العام 1974. عمل في عدة مجلات...
لك أن ترقص في السجن وأن تحتل في الردهة ظلك لك أن تسرح في الداخل والطيرُ ببابكْ لك أن تسأل عنا في صباحك ومسائك لك أن ترسمنا فوق جداركْ لك أن تحملنا ليلاً على صهوةِ جدران كتابك لك أن تتركنا حيناً وتذهب لرفاقكْ لك أن تهجر شُطآن عذابك لك أن تخرج من نافذةِ الليل وأن تبحر في ماء بلادك لك أن ترسم في...
في هدأةِ الليلِ، كنا معًا، نحتسي قهوَة العيدِ كنا معًا، والمرايا بلادٌ نهاجر فيها ونصحو معًا، هذه الأرض حلمٌ، يباغتنا في المنامِ ونصحو، لنقرأَ أحزانَنا هل تذكّرتِ كنا نغامرُ ليلاً ونعرى معًا في المحطاتِ؟ هل تذكّرتِ وجهي المغضَّن بالخوفِ حين التقينا لأولِ مرّه وكان الشتاءُ طريًا وكان العراقُ...

هذا الملف

نصوص
13
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى