فوز حمزة

قال لي بائع التّذاكر: - أتذكرُ أني رأيتكَ البارحة هنا، أليس كذلك؟. - نعم. لقد وصلتُ المحطة متأخرًا، فاضطررتُ لتأجيلِ الرّحلة لهذا اليوم... قاطعني مندهشًا: - ألم تسمع نشرة الأخبار،ألم تقرأ الصّحف؟!. نفيتُ بهزةٍ من رأسي، لكن لم يمهلني طويلًا، إذ قال وكأنه يسردُ فيلمًا سينمائيًا: - ليلة البارحة،...
بلهفة فتحتْ النافذة .. بدأتْ تستمع لصوتِ المطرِ .. فهي تعرف عشقه له حد الجنون. تذكرتْ الليلة التي راقصها فيها بينما المطر الجسور انساب عبر الثياب ليتخلل جسديهما .. ترك قبلة على شفتيها المكتنزتين بعد إزاحته خصلات شعرها التي غطت وجهها .. وبلغة لا يفهمها سوى القلب أخبرها كم يعشقها! كيف إن روحها...
بلهفة .. أزحتُ ستائر نافذتي .. الحديقة البيضاء .. وأغصان الأشجار المرتجفة وهي تحمل أكوام الثلج.. وذلك الصوت الذي يبعث في نفسي الوحشة .. جعلني أشعر باليأسِ من رؤيته اليوم .. لكن نباح كلبه جعل الأمل يدبُ فيّ من جديد .. كم يبدو أنيقًا وسيمًا بمعطفه الأسود ذي الأزرار البراقة كمعطف أبي وكتابه...
أستيقظ آدم مرعوبًا بعد قيلولة قصيرة، رأى فيها صورًا غريبة في منامه.. نادى على زوجته ليقص عليها ما رأى، ولتعد لهما شاي العصر، فليست هناك طريقة يغير بها مزاجه غير الشاي مع فطائر البرقوق التي يفضلها. مرت دقائق، لم يأت له بالشاي، ولم يشم رائحة الفطائر بالقرفة. أين حواء؟! سأل نفسه متجهًا صوب السلّم...
اعتلى الملك (سين )المنصة، السؤدد يحيطه والمجد يختبئ تحت عبائته والرفعة ترافقه، فانحنت الهامات له .. بعد أن احتلت هيبة الصمت المكان إذ لم يعد يُسمع سوى وقع خطواته الرشيقة. أشار الملك إلى أفراد جيشه العظيم مخاطبًا إياهم بكل قوة وعزم : قادتي العظماء، دعوتكم اليوم لمهمة جلل، أما موت بشرف أو نصر...
ما من شبيه لهذا الحسنِ يوفيهِ وثورة الشكِ في قلبي بنا شعلتْ جمرَ الهوى وطغتْ لا ماءَ يُطفيهِ إنْ رامَ هجرًا دعوتُ الله في عجلٍ أو صابَ بعدًا فذا قلبي يُدانيهِ أهديهِ ماذا وكل العطرِ مسكنهُ؟! هذي الورود كأني سوف أهديهِ ماذا سأكتبُ كل النظمِ يعرفهُ؟! و بحر شعر له تجري قوافيهِ في الأفقِ دمع...
لا أدري هل كنت صائبة فيما أخفيتهُ عن زوجي المثقف، شديد العمقِ والملاحظة، من سرّ؟! وهو يقرأ في كتاب ما وقد اعتلتْ عينيهِ نظارتهُ الطبية اللندنية، أوجّستُ خيفةً لئلا يلحظ اضطرابي أو شرودي فيسألني إن كان هناك ما يشغلني؟ كنت على حافة الوقوع في إخباره بعد رؤيتي لتلك الابتسامة التي عبرت عن خاطر كبير...
لن أطيل عليكم و أدعكم تفكرون طويلًا في سبب اختياري هذا العنوان، ربما حسبتم أنني سأتحدث عن أحوال مدينة لندن هذا العام أو ظننتم بأنني سأسرد لكم تفاصيل جريمة حدثت في إحدى ضواحيها. في الواقع، بالرغم من أني لا أحب هذه الكلمة، لكني في أحيان كثيرة أجد نفسي مضطرة لقولها. حين قرر زوجي الانتقال من...
فتحَ تطبيق الواتس آب ليجد ست رسائل صوتية بأطوال وذبذبات مختلفة. رائحة الشاي بالنعناع، الذي كان يشربه، دغدغت حواسه ومنحته لحظة استرخاء تشبه تلك، التي تسبق شروق الشمس. ضغط على السهم الأول ليستمع إلى الرسالة الأولى: لم يكن حبًا من النظرة الأولى أوالثانية ولا العاشرة .. لم يلد حبي لكَ من نظرات...
قال لي بائع التّذاكر: - أذكرُ أني رأيتكَ البارحة هنا، أليس كذلك؟. - نعم. لقد وصلتُ المحطة متأخرًا، فاضطررتُ لتأجيلِ الرّحلة لهذا اليوم... قاطعني مندهشًا: - ألم تسمع نشرة الأخبار،ألم تقرأ الصّحف؟!. نفيتُ بهزةٍ من رأسي، لكن لم يمهلني طويلًا، إذ قال وكأنه يسردُ فيلمًا سينمائيًا: - ليلة البارحة،...
سألته وأنا أشعر بالخوف ينمو داخل نفسي: - هل تدرك أننا لن نكون معًا بعد اليوم؟ لم أسمع أية إجابة منه فسمحت لنفسي بالبكاء. الحياة تصبح قاسية أحيانًا! نهضتُ من فراشي بعد أن سحبت يدي من تحته وسرت خطوات صوب النافذة التي تجمعت على زجاجها كمية من البخار رسمت فوقه دائرة بجانبها دائرة ثم واحدة أصغر...
نهار جمعة ربيعي .. لا تخطئ حبيبتي موعدها معي، أقبلتْ يسبقها حسنها، يعلن عنها بهاؤها، عطرها ملأ الأماكن التي مرتْ بها، شالها الأصفر زادها غموضًا وإجلالًا، حينما ابتسمتْ لي، أطلق الليل سراح الشمس السجينة،عيناها حدثتني بما عجزت عنه كل حروف العشق، أخبرتني أنها لا ترى سواي رجلًا على الأرض. قالت لي...
لم يكن أمام سناء سوى الذهاب إلى بيت جارتها زهرة بعد المشاجرة التي حدثت بينها وبين زوجها لتنتهي مشاجرتهما مثل كل مرة بالتراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات، لكن هذه المرة تجاوز الأمر الحد حينما تلقت صفعة مباغتة من زوجها متوعدًا إياها بالمزيد إن لم تكف عن الكلام. ما في سناء من غضب وحزن، منع عنها...
قالتْ رأيتُكَ مشغولاً بأبياتي و الشِعرُ عِندكَ موصولاً بآهاتي ما بالُ بيتِكَ لا معنى يُساندُهُ كالطيرِ في الأفقِ مقصوصُ الجناحاتِ أرى قوافيكَ قد أرعشْنَ في هزلٍ و البيتُ عِندكَ منكوءُ الجراحاتِ قلتُ اعذريني فبوحُ الحُبِّ أكتمُهُ علّي بذاكَ الهوى أشفي عذاباتي شطري وحيدٌ فلا عجزٌ يتممهُ و البحرُ...
كان باب البيت الخارجي مفتوحًا حينما وصلت، أغلقته وأنا أحدث نفسي:لابد أن أحدهم دخل ولم يغلقه، وبدأت أرسم سيناريو لما سيحدث لو أن لصًا اقتحم المنزل و... لكني تراجعت، فالاسترخاء هو كل ما أحتاجه في المرحلة الراهنة. الغريب أن الكلبة وحينما مررت بالقرب من مأواها، بدأتْ بالنّباح وكأنها لا تعرفني...

هذا الملف

نصوص
124
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى