د. عبداللطيف العلوي

( عنهنّ وإليهنّ ... ) رِفْقًا بِهنَّ .. فَمَالَهُنَّ .. إِذا تَراخَتْ رِيحُهُنَّ .. سِوى وَجِيفِ دُمُوعِهنَّ .. وَما لَهُنَّ ... إذا مَدَدْتَ يديكَ تَغْصِبُ مالَهُنَّ .. أَوِ اسْتَهَنْتَ بِما وَراءَ جمالِهِنَّ .. سِوَى عَجائِبِ مَكْرِهنَّ وَ كَيْدِهِنَّ .. لِتَعرِفَ ما عليكَ .. وَما لَهُنّْ...
يا ابْنَ الّتِي انْتَظرتْ على أوجاعِها ستّينَ عامًا أنْ تَبُوحَ بِحُبِّها .. فَكِّرْ بِها .. ! فَكِّرْ قليلاً قبلَ أنْ تَمضي وتَتْرُكَها بِلاَ شمسٍ و ماءْ .. فَكِّرْ قليلاً قبلَ أن تبكِي عليها ... هلْ سينْفَعُها البُكاءْ؟ هلْ سَتَحْيا بعدها يومًا كَمَا كُنَّا وكنتَ بِها تَشاءْ ؟؟ أمْ سَتبقى...
غَدًا يا إِلَهِي.. سآتِيكَ فَرْدًا بِما أَدّعِيهِ، كما يَدَّعي النّاسُ، منْ عَمَلٍ صالِحٍ ... أَوْ ذُنُوبٍ صغِيرَهْ! ولكنَّ لي – قبلَ ذلكَ – يا سيِّدِي يا خالِقِي ... رَغْبَةً في الْبُكاءِ .. وَأُمْنِيَةً يا إِلَهِي... أَخِيرَهْ! أُريدُ فقطْ أن أَمُوتَ على أَيِّ دَرْبٍ وَلَوْ مُوحِلٍ، مِنْ...
منذ اندلاع الصراع العربيّ الإسرائيليّ حول الموضوع الفلسطينيّ ، بقيت حدود المسؤولية والأهلية في اتّخاذ قرارات السلم والحرب ، وما يترتّب عنها من نتائج سياسية أو ميدانية ، محلّ تداخل وتوظيف متبادل بين الحكومات العربية وفلسطين ، ممثلة تارة في منظمة التّحرير وتارة أخرى في سلطة أوسلو وطورا في فصائل...
هل جُعتَ يوما ، ثمّ نِمتَ وفي الخيالِ رغيفُ خبزٍ يابسٍ ومرارةٌ في الحلقِ تأبَى أن تنامْ ؟ هل بِتَّ مقرورا كقطٍّ مُهمَلٍ فوق الرّصيفِ وأيقَظَتْكَ خطى البغايا والسّكارى في الظّلامْ ؟ هل مرّ عيد وانتظرتَ يدًا تُكفْكِفُ دمعتَكْ ثمّ احترقْتَ مع الفراشةِ دونَ شكوًى أو مَلامْ ..؟ هل ذُقتَ يوما ما يكون...
حِينَ دارَ بها العُمْرُ دَورَتَهُ الْكامِلَهْ لَمْ تَكُنْ جدَّتِي قَدْ أَتَمَّتْ شُؤونَ الْحياةِ كَما تَشْتَهِي وَرَأيْتُ لَها سِحْنةً، لا تُبَدِّلُها سَكْرةُ الْمَوتِ، لَكنَّها .. كانَ يَشْغَلُها ما تَبَقَّى على ساعِدِ الأَرْضِ، مِنْ خَيْمَةِ الْعائِلَهْ ! شَخَصتْ في الْفراغِ بِعينَينِ...
عاد الشِّتاءُ، وبَرَّدَتْ كَفَّاهُ أَطرافَ المدينةِ كُلَّها، إلاّ حَنِينًا ظلَّ يَذْكُو مثلَ تَنُّورٍ يَفُورُ ، ورَقصَةَ الضّوءِ الحزينَةَ فوقَ شالِكِ ... .. .لا تَغِيبِي !.. ... ليلُنا قَرٌّ طويلٌ ،ريحُنا صَرٌّ .. و سَقْفُ الرّوحِ عارٍ كالزُّجاجِ ، فلا تَغِيبِي ... أَقْبِلِي مطَرًا يَرِفُّ...
وتَسألُني .. ما الّذي بعد كلّ الّذي عشتَ ، لا يُعْجِبُكْ ..؟ كيف تعشقُ بوحَ السّواقي و شَجْوَ الأغانِي ، ولا شيءَ في أرضِنا يُطْرِبُكْ ؟ ! وتقولُ بأنّ الحياةَ البسيطةَ أعظمُ ما في الحياةِ ، وقد تاهَ في غَيِّها مركبُكْ ؟ وتسألُني .. لِمَ تحلمُ دوْمًا بأشياءَ في غيرِ حالاتِها المُشتَهاةِ ؟ تحبُّ...
من لليتامى ؟ ... لا أبٌ لهمُ و لا أمُّ ... رحل الأحبّةُ دونهم ، ليلى وزيْنُ العابدينْ ! رحلوا، ولا خبرٌ يذيبُ الثّلجَ أو يَشْفي غليلَ البائدِينْ ! تركوا جرَاءَ النّحْسِ دون رعايةٍ موصولةٍ، دون التفاتَتِه الكريمةِ أو سياستِهِ الحكيمةِ ، أو عنايتِهِ ... و توجيهاتِ حضرتِه ، و دون جحيمِ جنّتِهِ ،...
مرَّ الشَّهيدُ على الدِّيارِ، سَمِعتُهُ بينَ الأَزِقَّةِ يطرُقُ الأبوابَ بابًا إثْرَ بابْ وَرَأيتُهُ في أَوْجِ زِينَتِهِ يُربِّتُ فوقَ أَكْتافِ الصِّغارِ كَعهْدِهِ دوْمًا وَيَمْلأُ بالنُّجُومِ أَكُفَّهُمْ وجُيُوبَهُمْ وَيَشُدُّ في رِفْقٍ على أَيْدِي الْعَجائِزِ، يَمسحُ الأشواكَ عنها والتّجاعيدَ...
الْيومَ فقطْ أَدْركتُ أنا كَمْ أَنتَ وَحيدٌ مثلي يا بَلَدِي ! وَغريبٌ مثلي بينَ النَّخَّاسينَ بِلاَ سَنَدِ ! وَحزِينٌ مثْلِي يا كَبِدِي ! أَحْزانُكَ لاَ تُغْرِي أَحَدًا ! فعلامَ الغُصَّةُ والْحَسْرَهْ ؟ سَأَكُفُّ عن الذَّوَبانِ لأجلك، مثلَ السُّكَّرِ في فنجانِكَ يا بلدي... كانتْ ثورهْ! صارتْ...
أتداعَى بينَ أصابعها كحقولِ الغيمِ و أُمطِرُ في كلّ الغاباتْ وأَطيرُ إلى أَرضٍ لا يعرِفُها بشرٌ .. أحيا فيها مثلَ مجانينِ الحُكماءِ .. بعيدًا عن صخبِ الأمواتْ ، أحيانًا أنظُرُ خلفِي ، كمْ ضيَّعتُ على طُرقاتِ العمْرِ من الطُّرُقاتْ أتَحسّسُ كفَّ صديقٍ كانَ هنا ، و فتيلاً أعمى في ركنٍ تَرِبٍ ... و...
كمِ السَّاعةُ الآنَ...؟ انتَصَفَ العُمْرُ .. أو ربّمَا صارَ خلفِي.. ولمْ يبْقَ غيرُ القليلِ.. على أُهْبَةِ الْموتِ دوْمًا أنا، يا إِلَهِي..!! أُدَحْرِجُ هذِي الْحياةَ كقُنْبُلةٍ منْ فراغٍ... بلاَ صاعِقٍ أَوْ فَتِيلِ.. أَعُودُ إِليكَ مَتَى شِئْتَ خِفًّا رَضِيَّا... فَما عِشْتُ أَكْثَرَ ممَّا...
لَسْتُ مِنهُمْ أَنا .. لَسْتُ مِنْ هؤلاَء الَّذِينَ يَتِيهُونَ مِثْلَ السَّكَارَى .. ويَرْغُونَ مِثْلَ الزَّبَدْ! شُعَرَاءُ، يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ في مَجالِسِهِمْ، ويُدِيرُونَ فوْقَ الرُّؤُوسِ كُؤوسَ النَّكَدْ! شُعراءُ يَحُطُّونَ مِثْلَ الذُّبابِ على الدَّمِ، أَوْ يَغْمِسُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي...

هذا الملف

نصوص
14
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى