جمال امحاول

من نسيم نفسينا.. قُبيل اشتعال الشجر بظله تعرفتُ إلى عابرة في حيود روحي، عِيانا.. فالْتبس الطريق علينا.. سرنا مغمضيْن، سمعنا في النور رفرفة أجنحة فيها اِنضوينا.. ببرد السلام الجميل ليس بحامٍّ ولا قارس حولينا.. في غسق هذا المنظر البهي اِنزوينا.. وفي حمرته القَانية الْتوينا.. ضم العشق بحاله ومقامه...
أويتُ إلى داخل جسدي أفتش عن شعلة أُوقظ بها روحًا من حماسِ.. تتدلى عروقى يابسة من داليةِ قلبٍ حساسِ.. أجمع ما تبقى من قطرات دمي في قارورة منْ نحاسِ.. أُذخرها ليومٍ آتٍ يُعلَنُ فيه عن الإفلاسِ.. أخرج من جسد كهفي إلى كهف جسدي قاصدا كهفَ ابن الفرناسِ.. كي يمنحني طائرتَه لأُحلق بها بعيدا بعيدا، خارج...
لم تكن بيدي ثلوج إنما هي من أثر قلبي القديمِ.. تحن قطرات الندى إلى أصابعي المبتلة بالنسيمِ.. هكذا تتحاور بهمس كل الخطوط بصوت رخيمِ.. يعز عليّ صقيع إذا ما تدثر بلهيب الجحيمِ.. فانوسُ زيت خاب من زمهريرٍ يلف زجاجه الرميمِ.. أستعدّ برهو لإيقاظ شعلة الفتيل الوخيمِ.. بحكمة من قبس النار والزيت فيه...
بعفة الكرماء، أمست يدي طليقة أمدها لمن حولي واقتفي الصراط.. تفكرت في تحفة الماضي وبكيت بحزن مرير كنت أمشي الهوينا معها سير العاشقين فتلنا معا ضفيرة الحب في ثقب الذكريات كتبنا في منتصف الطريق كتاب عشق تحت الشجرة خطت بأناملها لما كنا تائهين في الفلاة على كثبان الرمال شارة وشم حميرية عسى يعود...
سرعان ما يتبدد حلمي بين غسق الليل وثنايا الفجر أستيقظ لأفتش عن بقاياه بين جدران الأضغاث تجرني رجلاي جر الأسير أدرع الممرات حول منزلي ألوح بيدي وعيناي مغمضتان ألوح بها في الفراغ عساني التقط صورة منه تلك الصورة التي مازالت عالقة في قلبي.. تلك التي تبددت في حلم الوطن العربي.. صورة مشوشة، تقمصت من...
كان دائما يفكر في المهجرْ.. هاربا من أرض ضاقت فيه الأسرْ.. تقوده ساقاه إلى أمصار جميلة المنظرْ.. وجدناه غريبا في السجن الأكبرْ.. الأرض تتمايل مصابة بالدوارْ.. وهي مازالت في شكلها المكورْ.. يُنقص من أطرافها جزءٌ كما يُنقص العمرُ من عمره الأقصرْ.. أصابعه الملتصقة لا تتغيرْ.. تكتب دائما عن...
ما حقيقةُ هذا الشّعاعِ الوامضِ، الذي يتجافى لقاءَ مركزِ انبثاقِهِ، ولا يحبّذُ التواني في انعكاساته للوراءْ...؟ أ يتوالدُ فيه الذّرُّ مع الهباءْ، بسلالاتٍ تتسارعُ للمنتهى...؟ أ يفيضُ وريدُه على المُهَجِ فتتّقدُ بنورِه الشَّعشعاني أرواحٌ قُدُسيَّة...؟ أرى خِلاَّني لا يُجيبون عن تَساؤلاتي، هم...
أرى اليوم يوم نحس، السماء ملبدة بالغيوم الرمادية، خاوية الوفاض كما أعتقد، لا تحمل في أحشائها إلا الصفير، تمر ببطء متثاقلة، وكأنها تريد أن تلاعب أحاسيس قوم ساهون في ملذاتهم، وكأنها بذلك تزيد عليهم ضغطا نفسيا. صرخ أحد المارة متذمرا من الجو المكفهر، فاعتقد أحدهم بجنبه انه هو المقصود، وعليه تدور...
اعطيني المحراثَ الخشبي وانظرْ كيف أشقُّ الأرضَ شقَا... اعطيني البذورَ الخاملةَ وانصرفْ، سأسْتنبتُ منها عيونًا زُرْقَا... اعطيني تبنًا وماءً وامكثْ بعيدًا ترى فيضًا ورزقَا... يا صَاحبي ابني لي مسجدا واسعًا وسجنًا ضيّقَا... فالجيلُ القادمً له صحوةٌ وعقلٌ ونفسُ التقَى... لا تهوى أبدا نزواتِ...
1 نفس لا تتمهل جسد بين أهل فرحة ميلاد. 2 عقل يعود لرشده ورشد طائش على قطعة فولاذ. 3 شبح يتفكر بليل سكون و تأملات فلسفة فؤاد. 4 سجدة في سحر تشعل همة نور من مِهاد. 5 فهم بروية، إصابة حكمة صوت خَلد جمع أخلاد. 7 دمعات في سكون لؤلؤ منثور في يد من أياد. 8 خلق عظيم في دنيا حقيرة ضدان في أضداد. 9 شهوة...
كعادة هاتفي الخلوي كل مساء، يرن مع اهتزاز خفيف في أحشائه.. عبر سفري في بحر الكلمات أسمعه، وعبر ظلي الأكثر حيرة آخذه.. أرد على حبيبتي المذهلة.. أسمع في الرنين الخفيف بحرا يتلاطم على ركام اليابسة المتداخلة في صدري، وأنا أستمع إلى نبض قلبها متسارعا يمتزج بالذبذبات، وهي تقول: تعال انقذني من هاته...
هتفتُ باسمها بين أصابعي بجميع الأسماءْ.. هتفتُ لها من كل الجهاتْ فلم تستجبْ للنداءْ.. دنوتُ منها خلسةً، وجدتُها غارقةً في البكاءْ.. وبين يديها رجلان يساومانِ فيها للبيع والشراءْ.. سابيها الأعجمي يبدو بسحنته منَ الأتقياءْ.. زاهدا فيها لمولاها الجديدْ هو يشبهه في كل الأشياء.. من أصله.. وفصله...
سُعوفٌ تلجُ التّيه جذورُ نخلٍ تسعّفتْ، تُعاني منفردةً في وجه الريحْ، منْ جفافٍ غويرْ.. سُعوفُها تلجُ التّيهَ حائرةً لا تدري أينْ الغدير.. باحثةً عن ماءٍ يروي القلبَ الأسيرْ.. بالعشوائيةِ تمشي بالفاقةِ تمشي بلا أُمّةٍ ترعاها إكرامًا للضميرْ.. ترمقُ سرابا فوق سرابٍ تحسبهُ لجةً مِن مَنبعٍ غزيرْ...

هذا الملف

نصوص
14
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى