ناصر الجاسم

التزين مكمل من مكملات الأنوثة، وهو سلوك أنثوي تحرص الأنثى في مراحلها العمرية كلها عليه، منذ الطفولة - فهي آنذاك تطلبه من والدتها وتقلدها فيه - وحتى في سن الشيخوخة لا تتركه، وأكثر ماتنشده في سن الصبا وعندما تكون عروسا، وقد وجد التزين عند كافة الحضارات القديمة والحديثة بدءًا بالكحل والعصفر(1)...
عندما يرن هاتفي يحدث أن أرفع السماعة قبل انتهاء أول رنة، أو أركض إليه إذا كنت بعيدًا عنه، أو أخرج من الحمام بمنشفتي والشامبو يحرق عيني ورغوته تجمع شعر رأسي، وأجيب بلهفة: ألو.. ألو.. ألو.. ولا ترد فأعرف أنها مشتاقة لي.. وعندما يرن هاتفها وأخوها ليس في البيت ترفع السماعة بفرح، ويحدث أن تضع...
حَسَـا شابٌ جميل، والجمال الذي في وجههِ جمالُ أنثى، والجمال الذي في جسده جمال ذكر، يعشق السباحة في نبع الخدود لحدّ الهَوَس، تراه في الصباح يسبح على ظهره وفي المساء يسبح على بطنه، وفي الليل يتقلب في السباحة من على جنبه الأيمن إلى جنبه الأيسر، وأحياناً يغفو نائماً على سطح الماء وسط إطار من المطاط...
في البدء " للمدينة وجه رجل وللقرية وجه أنثى وللخيانة وجه قرد " " رحيل امرأة يوازي رحيل عشرة رجال " " نذهب إلى الطبيب ليعالجنا ولا ندري أننا نعالجه " *** طريق الهفوف الدمام ساخن ومكتظ , شمس مراقة وإسفلت يمور, ناقلات عملاقة تربض فوقها صهاريج معبأة بكبريت أصفر مسال ينقط على الطريق أو ببنزين يتكثف...
1- نوعية الكتابة : تندرج قصص القاصين عبدالحفيظ الشمري وعلي زعله موضع الدراسة فيما اصطلح على تسميته بالسلفية القصصية أو الحساسية التقليدية أو القديمة , وذلك لأنها كُتبت حسب المنهج التشيكوفي أو المنهج الموباساني في سرد القصة القصيرة , وهذه السلفية أو هذا المنهج قد استخلصت واستنتجت مواصفاتهما , و...
هضاب ضبابية راكضة على الطريق الندي. تطمس معالمه.. تطعن صدور السيارات المتحفزة لقطعه ولا تموت.. السائقون مستسلمون للموت المندس في الهضاب ينتظرون الشمس الكسولة تصطاد الهضاب بشبكاتها.. نبضات الخطر التي تحرس السيارات من هجوم بعضها على بعض تشكل للسائقين مسافة أمن.. أيقن السائقون ضعف التكنولوجيا أمام...
البيدر مطعون بالسيف.. الأشجار تتيممُ بالغبار.. الأغصان مسامير واقفة.. خراف الأمس الراكضة أضحت بذورًا منثورة.. الطيور الميتة أمست علامات عبور للرحل.. متى تلد الصخور مياه؟ متى يأكل السرو فاكهة ناضجة؟ متى يبني العصفور عشه وتفتح الصغار مناقيرها مناديةً أبويها بزقزقة مخنوقة؟ آه! منذ زمن لم أسمع...
أمسيت أرقب تنفس المراعي وبعض الخبيث يسكن صدري وفمي.. رفض المطر سلوكي الغبي فأطفأ جذوة سيجارتي برذاذه.. تكاسلت عن التدخين وعن الغناء للشياه.. راق لي منظر الغيوم الغامقة السواد وهي تتشاغب مع بعضها البعض على مساحة واسعة من السماء.. أمسكتْ ببصري لما رأيتها تناور لإغراق الوديان وتكوين السيول، والخراف...
كان يراها ويشتمها في كل أنواع الفاكهة ويذهب خياله بعيدا إذا ما رأى في الأطباق المفضضة أو المذهبة أو على الأشجار المخضرة المزهرة رمانة أو كرزة أو حبة من الفراولة الناضجة أو العنب الأحمر .. كانت فاكهة في جسدها وتلون لباسها بلون قشور البرتقال والليمون والزيتون والبطيخ ..في المساءات المملة حين...
الموت يتنقل بين الأسِرّة.. يقفُ على النوافذ.. يختبئ خلف الستائر.. يسخرُ من وراء نظارات الأطباء.. يطل من ثقب الباب.. يأمر بفتحه في أي وقت يشاء.. كل شيء يوحي بالنهاية إلا وجه البيضاء الذي يجري فيه الماء.. طبيب التخدير بوجهه الممزق لا يأتي إلا وحقنة الراحة توازي أنفه.. يقيسُ الكمية المعطاة بعينه...
أمشي وجمر سجائري يثقب بُردة الليل المسبولة على كل الكائنات.. التبغ يدفئ صدري والبرد يعضّ أصابع قدميّ.. الهواء المرسل من خلفي يشدّ ذيل ثوبي إلى أعلى.. اصطدمتْ قدماي بحجر فسلخ بعض جلدها.. الجرح مؤلم جدا في الليل البارد.. ما بين المقبرة والمستنقع أمشي وبيني وبين العيون حجاب كثيف، قول شافي المرهق...
طاقة الشمس تنمو وكل شيء في الجسد ينمو إلا الروح.. أرض الصحراء تَسخن وتُسخّن الهواء الجاف معها.. طيور الصحراء تركب التيار الحراري.. تطير من دون أن تحرك أجنحتها.. الأغنام السمار تستريح من الرعي متقاربة لتبرد فراشها الأصفر.. جلستُ قرب الأغنام على الرمل يكوي عجزي.. أخذتُ أغسلُ أوساخ جسدي بالضوء...
أنزلتها من على ذراعي.. مددتُ يدي لأمسك بالبياض المولي الأدبار.. أحاول عبثًا القبض عليه قبل أن يأتي الخرمس والألم ينتش من كبدي، والوجع متجذر في صدري كعروق شجرة طلع عجوز.. أنشأتُ أصيح كطائر ببغاء في قفص يخطط بصوته للحرية.. انطرحت أمامي ثلاث دعوات للسفر.. الأولى إلى قرى الدود، والثانية للعيش في مدن...
صباح ممطر بالصخب والوهج نط فجأة على أذني وعيني، استيقظت من نومي واستيقظ معي.. عرفت أنه توأم يشبهني في عادات الأكل والشرب ويذهب إلى الحمام في نفس الوقت الذي أذهب فيه.. قد يكون من صلبي أو قد أكون من سلالته.. طويت فراشي بيدين تحتاجان إلى الحليب، وظهر مشتاق إلى ماء بارد توصله إلى جسدي شبكة من...
في البدء (للمدينة وجه رجل وللقرية وجه أنثى وللخيانة وجه قرد) (رحيل امرأة يوازي رحيل عشرة رجال) (نذهب إلى الطبيب ليعالجنا ولا ندري أننا نعالجه).. الموسيقا التركية تنبعث من جهاز التسجيل القديم، صورة الفريق الوطني التركي لكرة القدم ملصقة على أحد الجدران، دخان التبغ يظلل وجوه المغتربين المجهدة،...

هذا الملف

نصوص
105
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى